المعاجم

قال الله تعالى: وعَنَتِ الوُجُوهُ للْحَيِّ القَيُّوم. قال الفراء: عَنَتِ الوُجوهُ نَصِبَتْ له وعَمِلتْ له، وذكر أَيضاً أَنه وضْعُ المُسْلِمِ يَدَيْه وجَبْهَته وركْبَتَيْه إِذا سَجَد ورَكَع، وهو في معنى العَرَبيَّة أَن تقول للرجل: عَنَوْتُ لَكَ خَضَعْت لك وأَطَعْتُك، وعَنَوْتُ للْحَقِّ عُنُوّاً خَضَعْت. قال ابن سيده: وقيل: كلُّ خاضِعٍ لِحَقٍّ أَو غيرِه عانٍ، والاسم من كلّ ذلك العَنْوة. والعَنْوة: القَهْرُ. وأَخَذْتُه عَنْوةً أَي قَسْراً وقَهْراً، من باب أَتَيْته عَدْواً. قال ابن سيده: ولا يَطَّرِدُ عندَ سيبويه، وقيل: أَخَذَه عَنْوة أَي عن طَاعَة وعن غيرِ طاعَةٍ. وفُتِحَتْ هذه البلدةُ عَنْوةً أَي فُتِحَت بالقتال، قُوتِل أَهلُها حتى غُلِبوا عليها، وفُتِحَت البلدةُ الأُخرى صُلْحاً أَي لم يُغْلبوا، ولكن صُولِحُوا على خَرْج يؤدُّنه. وفي حديث الفتح: أَنه دَخَل مَكَّة عَنْوَةً أَي قَهْراً وغَلَبةً. قال ابن الأَثير: هو من عَنا يَعْنُو إِذا ذلَّ وخَضَع، والعَنْوَة المَرَّة منه، كأَنَّ المأْخُوذَ بها يَخْضَع ويَذلُّ. وأُخِذَتِ البلادُ عَنْوَةً بالقَهْرِ والإِذْلالِ. ابن الأَعرابي: عَنا يَعْنُو إِذا أَخَذَ الشيءَ قَهْراً. وعَنَا يَعْنُو عَنْوَةً فيهما إِذا أَخَذَ الشيءَ صُلْحاً بإكْرام ورِفْقٍ. والعَنْوة أَيضاً: الموَدَّة. قال الأَزهري: قولهم أَخَذْتُ الشيءَ عَنْوةً يكون غَلَبَةً، ويكون عن تَسْلِيمٍ وطاعة ممن يؤْخَذُ منه الشيء؛ وأَنشد الفراء لكُثَيِّر: فما أَخَذُوها عَنْوةً عن مَوَدَّة، ولكِنَّ ضَرْبَ المَشْرَفيِّ اسْتَقالهَا فهذا على معنى التَّسْلِيم والطَّاعَة بلا قِتالٍ. وقال الأَخْفش في قوله تعالى: وْعَنَتِ الوُجوهُ؛ اسْتَأْسَرَتْ. قال: والعاني الأَسِيرُ. وقال أَبو الهيثم: العاني الخاضِعُ، والعاني العَبْدُ، والعاني السائِلُ من ماءٍ أَوْ دَمٍ. يقال: عَنَت القِرْبة تَعْنُو إِذا سالَ ماؤُها، وفي المحكم: وعَنَتِ القِرْبَةُ بماءٍ كَثِيرٍ تَعْنُو، لم تَحْفَظْه فظهر؛ قال المُتَنَخِّل الهُذَلي: تَعْنُو بمَخْرُوتٍ له ناضحٌ، ذُو رَيِّقٍ يَغْذُو، وذُو شَلْشَل ويروى: قاطِر بدَلَ ناضِحٍ. قال شمر: تعْنُو تَسِيلُ بمَخْرُوتٍ أَي من شَقّ مَخْرُوتٍ، والخَرْتُ: الشَّقُّ في الشِّنَّة، والمَخْرُوتُ: المَشْقُوقُ، رَوَّاه ذُو شَلْشَلٍ. قال الأَزهري: معناه ذو قَطَرانٍ من الواشن، وهو القاطِرُ، ويروى: ذو رَوْنَقٍ. ودَمٌ عانٍ: سائِلٌ؛ قال: لمَّا رأَتْ أُمُّه بالبابِ مُهْرَتَه، على يَدَيْها دَمٌ من رَأْسِه عانِ وعَنَوْت فيهم وعَنَيْت عُنُوّاً وعَناءً: صرتُ أَسيراً. وأَعْنَيْته: أَسَرْته. وقال أَبو الهيثم: العَناء الحَبْس في شدة وذُلٍّ. يقال: عَنا الرجُلُ يَعْنُو عُنُوّاً وعَناءً إِذا ذلَّ لك واسْتَأْسَرَ. قال: وعَنَّيْتُه أُعَنّيه تَعْنِيَةً إِذا أَسَرْتَه وحَبَسْته مُضَيِّقاً عليه. وفي الحديث: اتَّقُوا اللهَ في النِّساء فإِنَّهُنَّ عندكم عَوانٍ أَي أَسْرى أَو كالأَسْرَى، واحدة العَواني عانِيَةٌ، وهي الأَسيرة؛ يقول: إنما هُنَّ عندكم بمنزلة الأَسْرى. قال ابن سيده: والعَواني النساءُ لأَنَّهُنَّ يُظْلَمْنَ فلا يَنْتَصِرْنَ. وفي حديث المِقْدامِ: الخالُ وارِثُ منْ لا وارِثَ له يَفُكُّ عانَه أَي عانِيَه، فحذَف الياء، وفي رواية: يَفُكُّ عُنِيَّه، بضم العين وتشديد الياء. يقال: عَنَا يَعْنُو عُنُوّاً وعُنِيّاً، ومعنى الأَسر في هذا الحديث ما يَلْزَمهُ ويتعلق به بسبب الجنايات التي سَبيلُها أَن يَتَحَمَّلَها العاقلَة، هذا عند من يُوَرِّث الخالَ، ومن لا يُوَرِّثه يكونُ معناه أَنها طُعْمَة يُطْعَمُها الخالُ لا أَن يكون وارثاً، ورجلٌ عانٍ وقوم عُناة ونِسْوَةٌ عَوانٍ؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: عُودُوا المَرْضى وفُكُّوا العانيَ، يعني الأسيرَ. وفي حديث آخر: أَطْعِموا الجائِعَ وفُكُّوا العانيَ، قال: ولا أُراه مأْخُوذاً إِلا من الذُّلِّ والخُضُوع. وكلُّ مَن ذَلَّ واسْتَكان وخَضَع فقد عَنَا، والاسم منه العَنْوَة؛ قال القُطاميّ: ونَأَتْ بحاجَتِنا، ورُبَّتَ عَنْوَةٍ لكَ مِنْ مَواعِدِها التي لم تَصْدُقِ الليث: يقال للأَسِير عَنَا يَعْنُو وعَنِيَ يَعْنى، قال: وإِذا قلت أَعْنُوه فمعناه أَبْقُوه في الإِسار. قال الجوهري: يقال عَنى فيهم فلانٌ أَسيراً أَي أَقامَ فيهم على إِسارِه واحْتَبسَ. وعَنَّاه غيرُه تَعْنِيةً: حَبَسه. والتَّعْنِية: الحَبس؛ قال أَبو ذؤيب: مُشَعْشَعة من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها رِكابٌ، وعَنَّتْها الزِّقاقُ وَقارُها وقال ساعدة بن جُؤيَّة: فإن يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بِسَهْمِه حَشاه، فعَنَّاه الجَوَى والمَحارِفُ دَعا عليه بالحَبْسِ والثِّقَلِ من الجِراحِ. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: أَنه كان يُحَرِّضُ أَصحابَه يومَ صِفِّينَ ويقولُ: اسْتَشْعِرُوا الخَشْيَةَ وعَنُّوا بالأَصْواتِ أَي احْبِسُوها وأَخْفُوها. من التَّعْنِية الحَبْسِ والأَسْرِ، كأَنه نَهاهُمْ عن اللَّغَط ورفْعِ الأَصواتِ. والأَعْناء: الأَخْلاطُ من الناس خاصَّة، وقيل: من الناس وغيرهم، واحدُها عِنْوٌ. وعَنَى فيه الأَكْلُ يَعْنَى، شاذَّةٌ: نَجَعَ؛ لم يَحكِها غيرُ أَبي عبيد. قال ابن سيده: حكمنا علَيها أَنَّها يائيَّة لأَنَّ انْقِلاب الأَلف لاماً عن الياء أَكثرُ من انقلابها عن الواو. الفراء: ما يَعْنَى فيه الأَكْلُ أَي ما يَنْجَعُ، عَنَى يَعْنَى. الفراء: شَرِبَ اللبنَ شهراً فلم يَعْنَ فيه، كقولك لم يُغْنِ عنه شيئاً، وقد عَنِيَ يَعْنَى عُنِيّاً، بكسر النون من عَنِيَ. ومن أَمثالهم: عَنِيَّتُه تَشْفِي الجَرب؛ يضرب مثلاً للرجل إِذا كان جَيِّد الرأْي، وأَصل العَنِيَّة، فيما روى أَبو عبيد، أَبوالُ الإِبل يؤخذ معها أَخلاط فتخلط ثم تُحْبس زماناً في الشمس ثم تعالج بها الإِبل الجَرْبَى، سُمِّيت عَنِيَّةً من التَّعْنِيَة وهو الحبس. قال ابن سيده: والعَنِيَّة على فَعيلَةٍ. والتَّعْنِية: أَخلاطٌ من بَعَرٍ وبَوْلٍ يُحْبَس مُدَّة ثم يُطْلى به البعير الجَرِبُ؛ قال أَوْسُ بن حجر: كأَنَّ كُحَيلاً مُعْقَداً أَو عَنِيَّةً، على رَجْعِ ذِفْراها، من الليِّتِ، واكِفُ وقيل: العَنِيَّة أَبوالُ الإِبلِ تُسْتَبالُ في الربيع حين تَجْزَأُ عن الماءِ، ثم تُطْبَخ حتى تَخْثُر، ثم يُلْقَى عليها من زَهْرِ ضُروبِ العُشْبِ وحبِّ المَحْلَبِ فتُعْقدُ بذلك ثم تُجْعلُ في بساتِيقَ صغارٍ، وقيل: هو البول يُؤخذُ وأَشْياءَ معه فيُخْلَط ويُحْبَس زمناً، وقيل: هو البَوْلُ يوضَعُ في الشمس حتى يَخْثُر، وقيل: العَنِيَّة الهِناءُ ما كان، وكله من الخَلْط والحَبْسِ. وعَنَّيت البعير تَعْنية: طَلَيْته بالعَنِيَّة؛ عن اللحياني أَيضاً. والعَنِيَّة: أَبوالٌ يُطْبَخ معها شيءٌ من الشجرِ ثم يُهْنَأُ به البعيرُ، واحِدُها عِنْو. وفي حديث الشَّعبي: لأَنْ أَتَعَنَّى بعَنِيَّةٍ أَحَبُّ إِليَّ من أَن أَقولَ في مسأَلة بِرَأْيي؛ العَنِيَّة: بولٌ فيه أَخلاطٌ تُطْلَى به الإِبل الجَرْبَى، والتَّعَنِّي التَّطَلِّي بها، سميت عَنِيَّة لطول الحَبسِ؛ قال الشاعر: عندي دَواءُ الأَجْرَبِ المُعَبَّدِ، عنِيَّةٌ من قَطِرانٍ مُعْقَدِ وقال ذو الرمة: كأَنَّ بذِفْراها عَنِيَّةَ مُجْربٍ، لها وَشَلٌ في قُنْفُذِ اللَِّيت يَنْتَح والقُنْفُذُ: ما يَعْرَقُ خَلْف أُذُن البعيرِ. وأَعْناءُ السماءِ: نواحيها، الواحدُ عِنْوٌ. وأَعْناءُ الوجه: جوانِبُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فما بَرِحتْ تَقْرِِيه أَعناءَ وَجْهِها وجَبْهَتها، حتى ثَنَته قُرونُها ابن الأَعرابي: الأَعناء النَّواحي، واحدُها عَناً، وهي الأَعْنان أَيضاً؛ قال ابن مقبل: لا تُحْرِز المَرْء أَعْناءُ البلادِ ولا تُبْنَى له، في السمواتِ، السَّلالِيمُ ويروى: أَحجاء. وأَورد الأَزهري هنا حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه سئل عن الإِبل فقال أعْنانُ الشياطِين؛ أَراد أَنها مثلُها، كأَنه أَراد أَنها من نَواحِي الشياطين. وقال اللحياني: يقال فيها أَعْناءٌ من الناس وأَعْراءٌ من الناس، واحدهما عِنْوٌ وعِرْوٌ أَي جماعات. وقال أَحمد بن يحيى: بها أَعْناءٌ من الناس وأَفْناءٌ أَي أَخلاط، الواحد عِنْوٌ وفِنْوٌ، وهم قومٌ من قبَائِلَ شَتَّى. وقال الأَصمعي: أَعْناءُ الشيء جَوانِبُه، واحدها عِنْوٌ، بالكسر. وعنَوْت الشيءَ: أَبْدَيْته. وعَنَوْت به وعَنَوْته: أَخْرَجْته وأَظْهَرْته، وأَعْنَى الغَيْثُ النَّباتَ كذلك؛ قال عَدِيُّ بنُ زيد: ويَأْكُلْنَ ما أَعْنَى الوَلِيُّ فلم يَلِتْ، كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعَا فَلم يَلِتْ أَي فلم يَنْقُصْ منه شيئاً؛ قال ابن سيده: هذه الكلمة واوِيَّة وبائِيَّة. وأَعْناه المَطَرُ: أَنبَته. ولَمْ تَعْنِ بلادُنا العامَ بشيء أَي لم تُنْبِتْ شيئاً، والواو لغة. الأَزهري: يقال للأَرض لم تَعْنُ بشيء أَي لم تُنْبِت شيئاً، ولم تَعْنِ بشيء، والمعنى واحد كما يقال حَثَوْت عليه التراب وحَثَيْت. وقال الأَصمعي: سأَلته فلم يَعْنُ لي بشيء، كقولك: لم يَنْدَ لي بشيء ولم يَبِضَّ لي بشيء. وما أَعْنَتِ الأَرضُ شيئاً أَي ما أَنْبَتَت؛ وقال ابن بري في قول عدي: ويَأْكُلْنَ ما أَعْنَى الوَلِيُّ قال: حذف الضمير العائد على ما أَي ما أَعْناهُ الوَلِيُّ، وهو فعل منقول بالهمز، وقد يَتَعدَّى بالباء فيقال: عَنَتْ به في معنى أَعْنَتْهُ؛ وعليه قول ذي الرمة: مما عَنَتْ به وسنذكره عقبها. وعَنَت الأَرضُ بالنباتِ تَعْنُو عُنُوّاً وتَعْني أَيضاً وأَعْنَتْهُ: أَظْهَرَتْه. وْعَنَوْت الشيءَ: أَخرجته؛ قال ذو الرمة:ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مِمَّا عَنَتْ به مِن الرُّطْبِ، إِلاَّ يُبْسُها وهَجِيرُها وأَنشد بيت المُتَنَخِّل الهُذَلي: تَعْنُو بمَخْرُوتٍ له ناضِحٌ وعَنَا النَّبْتُ يَعْنُو إِذا ظهر، وأَعْناهُ المَطَرُ إِعْناءً. وعَنا الماءُ إِذا سالَ، وأَعْنَى الرجلُ إِذا صادَف أَرضاً قد أَمْشَرَتْ وكَثُرَ كَلَؤُها. ويقال: خُذْ هذا وما عاناه أَي ما شاكَلَه. وعَنَا الكلبُ للشيء يَعْنُو: أَتاهُ فشَمَّه. ابن الأَعرابي: هذا يَعْنُو هذا أَي يأْتيه فيَشَمُّه. والهُمُومُ تُعاني فلاناً أَي تأْتيه؛ وأَنشد: وإِذا تُعانِيني الهُمُومُ قَرَيْتُها سُرُحَ اليَدَيْنِ، تُخالِس الخَطَرانا ابن الأَعرابي: عَنَيْت بأَمره عِناية وعُنِيّاً وعَناني أَمره سواءٌ في المعنى؛ ومنه قولهم: إِيَّاكِ أَعْني؛ واسْمَعي يا جارَهْ ويقال: عَنِيتُ وتعَنَّيْت، كلٌّ يقال. ابن الأَعرابي: عَنَا عليه الأَمرُ أَي شَقَّ عليه؛ وأَنشد قول مُزَرِّد: وشَقَّ على امْرِئٍ، وعَنا عليه تَكاليفُ الذي لَنْ يَسْتَطِيعا ويقال: عُنِيَ بالشيء، فهو مَعْنِيٌّ به، وأَعْنَيْته وعَنَّيْتُه بمعنى واحد؛ وأَنشد: ولم أَخْلُ في قَفْرٍ ولم أُوفِ مَرْبَأً يَفاعاً، ولم أُعنِ المَطِيَّ النَّواجِيا وعَنَّيْتُه: حَبَسْتُه حَبْساً طويلاً، وكل حَبْسٍ طويل تَعْنِيَةٌ؛ ومنه قول الوليد بن عقبة: قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُعَنَّى، تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ، وما تَريمُ قال الجوهري: وقيل إن المُعَنَّى في هذا البيت فَحْلٌ لَئيمٌ إِذا هاج حُبِسَ في العُنَّة، لأَنه يُرغبُ عن فِحْلتِه، ويقال: أَصلُه معَنَّن فأُبدِلت من إِحدى النونات ياءٌ. قال ابن سيده: والمُعَنَّى فَحْلٌ مُقْرِفٌ يُقَمَّط إِذا هاج لأَنه يُرغب عن فِحْلتِه. ويقال: لَقِيتُ من فلان عَنْيةً وعَنَاءً أَي تَعَباً. وعَناهُ الأَمرُ يَعْنيه عِنايةً وعُنِيّاً: أَهَمَّه. وقوله تعالى: لكلِّ امْرئٍ منهم يَوْمئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه، وقرئ يعْنيه، فمن قرأَ يعْنيه، بالعين المهملة، فمعناه له شأْن لا يُهِمُّه معه غيرهُ، وكذلك شأْن يُغنِيه أَي لا يقدر مع الاهتمام به على الاهتمام بغيره. وقال أَبو تراب: يقال ما أَعْنى شيئاً وما أَغنى شيئاً بمعنى واحد. واعْتَنى هو بأَمره: اهْتَمَّ. وعُنِيَ بالأَمر عنايةً، ولا يقال ما أَعْناني بالأَمر، لأَن الصيغة موضوعة لما لم يُسَمَّ فاعله، وصيغة التعجب إنما هي لما سُمِّي فاعله. وجلس أَبو عثمان إِلى أَبي عبيدة فجاءه رجل فسأَله فقال له: كيف تأْمر من قولنا عُنِيتُ بحاجتك؟ فقال له أَبو عبيدة: أُعْنَ بحاجتي، فأَوْمأْتُ إِلى الرجل أَنْ ليس كذلك، فلما خَلَوْنا قلت له: إِنما يقال لِتُعْنَ بحاجتي، قال: فقال لي أَبو عبيدة لا تدخُلْ إِليّ، قلت: لِمَ؟ قال: لأَنك كنت مع رجل دوري سَرَقَ مني عامَ أَولَ قطِيفةً لي، فقلت: لا والله ما الأَمر كذلك، ولكنَّك سمعتني أَقول ما سمعت، أَو كلاماً هذا معناه. وحكى ابن الأَعرابي وحده: عَنِيتُ بأَمره، بصيغة الفاعل، عنايةً وعُنِيّاً فأَنا به عَنٍ، وعُنِيتُ بأَمرك فأَنا مَعْنِيٌّ، وعَنِيتُ بأَمرك فأَنا عانٍ. وقال الفراء: يقال هو مَعْنِيٌّ بأَمره وعانٍ بأَمره وعَنٍ بأَمره بمعنى واحد. قال ابن بري: إِذا قلت عُنِيتُ بحاجتك، فعدَّيتُه بالباء، كان الفعلُ مضمومَ الأَولِ، فإِذا عَدَّيتَه بفي فالوجه فتحُ العين فتقول عَنِيت؛ قال الشاعر: إِذا لمْ تَكُنْ في حاجةِ المَرءِ عانِياً نَسِيتَ، ولمْ يَنْفَعْكَ عَقدُ الرَّتائمِ وقال بعض أَهل اللغة: لا يقال عُنِيتُ بحاجتك إِلا على مَعْنى قصَدْتُها،من قولك عَنَيْتُ الشيء أَعنِيه إِذا كنت قاصِداً له، فأَمَّا من العَناء، وهو العِنايةُ، فبالفتح نحوُ عَنَيتُ بكذا وعَنَيت في كذا. وقال البطليوسي: أَجاز ابن الأَعرابي عَنِيتُ بالشيء أَعنَى به، فأَنا عانٍ؛ وأَنشد:عانٍ بأُخراها طَويلُ الشُّغْلِ، له جَفِيرانِ وأَيُّ نَبْلِ وعُنِيتُ بحاجتك أُعْنى بها وأَنا بها مَعْنِّيٌّ، على مفعول. وفي الحديث: مِنْ حُسنِ إِسلامِ المَرْءِ تَرْكُه ما لا يَعْنِيه أَي لا يُهِمُّه. وفي الحديث عن عائشة، رضي الله عنها: كان النبيُّ،صلى الله عليه وسلم، إِذا اشْتَكى أتاه جبريلُ فقال بسْمِ الله أَرْقِيكَ من كلِّ داءٍ يَعْنيك، من شرِّ كلِّ حاسدٍ ومن شرِّ كلِّ عَين؛ قوله يَعْنِيك أَي يشغَلُك. ويقال: هذا الأَمر لا يَعْنِيني أَي لا يَشْغَلُني ولا يُهِمُّني؛ وأَنشد: عَناني عنكَ، والأَنْصاب حَرْبٌ، كأَنَّ صِلابَها الأَبْطالَ هِيمُ أَراد: شَغَلَني؛ وقال آخر: لا تَلُمْني على البُكاء خَلِيلي، إِنه ما عَناكَ قِدْماً عَناني وقال آخر: إِنَّ الفَتى ليس يَعْنِيهِ ويَقمَعُه إِلاَّ تَكَلُّفُهُ ما ليس يَعْنِيهِ أَي لا يَشْغَله، وقيل: معنى قول جبريل، عليه السلام، يَعْنِيكَ أَي يَقْصِدُك. يقال: عَنَيْتُ فلاناً عَنْياً أَي قَصَدْتُه. ومَنْ تَعْني بقولك أَي مَنْ تَقْصِد. وعَنانِي أَمرُك أَي قَصَدني؛ وقال أَبو عمرو في قوله الجعدي: وأَعْضادُ المَطِيّ عَوَاني أَي عَوامِلُ. وقال أَبو سعيد: معنى قوله عَوَاني أَي قَواصِدُ في السير. وفُلانٌ تَتَعَنَّاه الحُمَّى أَي تَتَعَهَّده، ولا تقال هذه اللفظة في غير الحُمَّى. ويقال: عَنِيتُ في الأَمر أَي تَعَنَّيْتُ فيه، فأَنا أَعْنى وأَنا عَنٍ، فإِذا سألت قلت: كيف مَن تُعْنى بأَمره؟ مضموم لأَن الأَمْرَ عَنَّاهُ، ولا يقال كيف مَنْ تَعْنَى بأَمره. وعانى الشيءَ: قاساه. والمُعاناةُ: المُقاساة. يقال: عاناه وتَعَنَّاه وتَعَنَّى هو؛ وقال: فَقُلْتُ لها: الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفَتَى، وهَمّ تَعَنَّاه مُعَنّىً رَكائبُهْ وروى أَبو سعيد: المُعاناة المُدارة؛ قال الأَخطل: فإِن أَكُ قد عانَيْتُ قَوْمي وهِبْتُهُمْ، فَهَلْهِلْ وأَوِّلْ عَنْ نُعَيْم بنِ أَخْثَما هَلْهِلْ: تَأَنَّ وانْتَظِرْ. وقال الأَصمعي: المُعاناة والمُقَاناةُ حُسْنُ السِّياسة. ويقال: ما يُعانُونَ مالَهُم ولا يُقانُونه أَي ما يقومون عليه. وفي حديث عُقُبَة بن عامِرٍ في الرمي بالسهام: لَوْلا كلامٌ سَمِعْتُه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لمْ أُعانِهِ؛ مُعاناةُ الشيءِ: مُلابَسَته ومُباشَرَته. والقَوْمُ يُعانُون مالَهُم أَي يقومون عليه. وعَنى الأَمْرُ يعني واعْتَنى: نَزَلَ؛ قال رؤبة: إِني وقد تَعْني أُمورٌ تَعْتَني على طريقِ العُذْر، إِنْ عَذَرْتَني وعَنَتْ به أُمورٌ: نَزَلَتْ. وعَنَى عَناءً وتَعَنَّى: نَصِبَ. وعَنَّيْتُه أَنا تَعْنِيَةً وتَعَنَّيْتُه أَيضاً فَتَعَنَّى، وتَعنَّى العَناء: تَجَشَّمَه، وعَنَّاه هو وأَعْناه؛ قال أُمَيَّة: وإِني بِلَيْلَى، والدِّيارِ التي أَرَى، لَكالْمُبْتَلَى المُعْنَى بِشَوْقٍ مُوَكَّلِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عَنْساً تُعَنِّيها وعَنْساً تَرْحَلُ فسره فقال: تُعَنِّيها تَحْرُثُها وتُسْقِطُها. والعَنْيَةُ: العَناء. وعَناءٌ عانٍ ومُعَنٍّ: كما يقال شِعْرٌ شاعِرٌ ومَوْتٌ مائتٌ؛ قال تَميم بن مُقْبِل: تَحَمَّلْنَ مِنْ جَبَّانَ بَعْدَ إِقامَةٍ، وبَعْدَ عَناءٍ مِنْ فُؤادِك عانِ (* قوله« من جبان» هو هكذا في الأصل بالباء الموحدة والجيم.) وقال الأَعشى: لَعَمْرُكَ ما طُولُ هذا الزَّمَنْ، على المَرْءِ، إِلاَّ عَناءٌ مُعَنُّ ومَعْنى كلِّ شيء: مِحْنَتُه وحالُه التي يصير إليها أَمْرُه. وروى الأَزهري عن أَحمد بن يحيى قال: المَعْنَى والتفسيرُ والتَّأْوِيل واحدٌ. وعَنَيْتُ بالقول كذا: أَردت. ومَعْنَى كلّ كلامٍ ومَعْناتُه ومَعْنِيَّتُه: مَقْصِدُه، والاسم العَناء. يقال: عَرَفْتُ ذلك في مَعْنَى كلامِه ومَعْناةِ كلامه وفي مَعْنِيِّ كلامِه. ولا تُعانِ أَصحابَك أَي لا تُشاجِرْهُم؛ عن ثعلب. والعَناء: الضُّرُّ. وعُنْوانُ الكتاب: مُشْتَقّ فيما ذكروا من المَعْنَى، وفيه لغات: عَنْونْتُ وعَنَّيْتُ وعَنَّنْتُ. وقال الأَخْفش: عَنَوْتُ الكتاب واعْنُه؛ وأَنشد يونس: فَطِنِ الكِتابَ إِذا أَرَدْتَ جوابَه، واعْنُ الكتابَ لِكَيْ يُسَرَّ ويُكْتما قال ابن سيده: العُنْوانُ والعِنْوانُ سِمَةُ الكِتابِ. وعَنْوَنَه عَنْوَنَةً وعِنْواناً وعَنَّاهُ، كِلاهُما: وَسَمَه بالعُنوان. وقال أَيضاً: والعُنْيانُ سِمَةُ الكتاب، وقد عَنَّاه وأَعْناه، وعَنْوَنْتُ الكتاب وعَلْوَنْته. قال يعقوب: وسَمِعْتُ من يقول أَطِنْ وأَعِنْ أَي عَنْوِنْه واخْتِمْه. قال ابن سيده: وفي جَبْهَتِه عُنْوانٌ من كَثْرَةِ السُّجودِ أَي أَثَر؛ حكاه اللحياني؛ وأَنشد: وأَشْمَطَ عُنْوانٌ به مِنْ سُجودِه، كَرُكْبَةِ عَنزٍ من عُنوزِ بَني نَصْرِ والمُعَنَّى: جَمَلٌ كان أَهلُ الجاهلية يَنزِعُونَ سناسِنَ فِقْرَتِهِ ويَعْقِرُون سَنامَه لئلاَّ يُرْكَب ولا يُنْتَفَع بظَهْرِه. قال الليث: كان أَهل الجاهلية إِذا بَلَغَتْ إِبلُ الرجل مائةً عمدوا إِلى البعير الذي أَمْأَتْ به إِبلُه فأَغْلقوا ظَهْرَه لئلا يُرْكَب ولا يُنْتَفَع بظَهْره، ليعرف أَن صاحِبَها مُمْئٍ، وإِغْلاق ظَهْرِه أَن يُنْزَع منه سناسِنُ من فَقْرته ويُعْقر سَنامَه؛ قال ابن سيده: وهذا يجوز أَن يكونَ من العَناءِ الذي هو التَّعَب، فهو بذلك من المُعْتلّ بالياء، ويجوز أَن يكونَ من الحَبْسِ عن التَّصَرُّفِ فهو على هذا من المعتَلِّ بالواو؛ وقال في قول الفرزدق: غَلَبْتُكَ بالمُفَقَّئِ والمُعَنِّي، وبَيْتِ المُحْتَبي والخافقاتِ يقول: غَلَبْتُك بأَربع قصائد منها المُفَتِّئُ، وهو بيته: فلَسْتَ، ولو فَقَّأْتَ عَينَك، واجداً أَباً لكَ، إِن عُدَّ المَساعِي، كَدارِم قال: وأَراد بالمُعَنِّي قوله تَعَنَّى في بيته: تعَنَّى يا جَرِيرُ، لِغَيرِ شيءٍ، وقد ذهَبَ القَصائدُ للرُّواةِ فكيف تَرُدُّ ما بعُمانَ منها، وما بِجِبالِ مِصْرَ مُشَهَّراتِ؟ قال الجوهري: ومنها قوله: فإِنّكَ، إِذ تَسْعَى لتُدْرِكَ دارِماً، لأَنْتَ المُعَنَّى يا جَرِيرُ، المُكَلَّف وأَراد بالمُحْتَبي قوله: بَيْتاً زُرارَةُ مُحْتَبٍ بِفنائه، ومُجاشِعٌ وأَبو الفَوارسِ نَهْشَلُ لا يَحْتَبي بفِناءِ بَيْتِك مِثْلُهُم أَبداً، إِذا عُدَّ الفعالُ الأَفْضَلُ وأَراد بالخافقات قوله: وأَيْنَ يُقَضِّي المالِكانِ أُمُورَها بِحَقٍّ، وأَينَ الخافِقاتُ اللَّوامِعُ؟ أَخَذْنا بآفاقِ السَّماءِ عَلَيْكُمُ، لنا قَمَرَاها والنُّجُومُ الطَّوالِعُ
مَعَنَ الفرسُ ونحوه يَمْعَنُ مَعْناً وأَمْعَنَ، كلاهما: تباعد عادياً. وفي الحديث: أَمْعَنْتُمْ في كذا أَي بالغتم. وأَمْعَنُوا في بلد العدوّ وفي الطلب أَي جدُّوا وأَبعدوا. وأَمْعَنَ الرجلُ: هرب وتباعد؛ قال عنترة: ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه، لا مُمْعِنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسْلِم والماعُونُ: الطاعة. يقال: ضرَبَ الناقة حتى أَعطت ماعونها وانقادت. والمَعْنُ: الإِقرار بالحق، قال أَنس لمُصْعَب بن الزُّبَير: أَنْشُدُكَ الله في وصية رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعَّنَ عليه وقال: أَمْرُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على الرأْس والعين، تَمَعَّنَ أَي تصاغر وتذلل انقياداً، من قولهم أَمْعَنَ بحقي إذا أَذعن واعترف؛ وقال الزمخشري: هو من المَعانِ المكان؛ يقال: موضع كذا مَعَان من فلان أَي نزل عن دَسْتِه وتمكن على بساطه تواضعاً. ويروى: تَمَعَّكَ عليه أَي تقلب وتَمَرَّغ. وحكى الأَخفش عن أَعرابي فصيح: لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعاً تعطيك الماعونَ أَي تنقاد لك وتطيعك. وأَمْعَنَ بحقي: ذهب. وأَمْعَنَ لي به: أَقَرَّ بعد جَحْد. والمَعْن: الجحود والكفر للنعم. والمَعْنُ: الذل. والمَعْنُ: الشيء السهل الهين. والمَعْنُ: السهل اليسير؛ قال النِّمِرُ بن توْلَب: ولا ضَيَّعْتُه فأُلامَ فيه، فإنَّ ضَياعَ مالِكَ غَيْرُ مَعْنِ أَي غير يسير ولا سهل. وقال ابن الأَعرابي: غير حَزْمٍ ولا كَيْسٍ، من قوله أَمْعَن لي بحقي أَي أَقرّ به وانقاد، وليس بقوي. وفي التنزيل العزيز: ويمنعون الماعُونَ؛ روي عن علي، رضوان الله عليه، أَنه قال: الماعون الزكاة. وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: الماعون هو الماء بعينه؛ قال: وأَنشدني فيه: يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعونَ صَبّاً قال الزجاج من جعل الماعُونَ الزكاة فهو فاعولٌ من المَعْنِ، وهو الشيء القليل فسميت الزكاة ماعُوناً بالشيء القليل لأَنه يؤخذ من المال ربع عشره، وهو قليل من كثير. والمَعْنُ والماعون: المعروف كله لتيسره وسهولته لدَيْنا بافتراض الله تعالى إياه علينا. قال ابن سيده: والماعونُ الطاعة والزكاة، وعليه العمل، وهو من السهولة والقلة لأنها جزء من كل؛ قال الراعي:قوْمٌ على التَّنْزيِلِ لَمَّا يَمْنَعُوا ماعونَهم، ويُبَدِّلُوا التَّنْزِيلا (* قوله «على التنزيل» كذا بالأصل، والذي في المحكم والتهذيب: على الإسلام، وفي التهذيب وحده ويبدلوا التنزيلا ويبدلوا تبديلا). والماعون: أَسقاط البيت كالدَّلوِ والفأْس والقِدْرِ والقَصْعة، وهو منه أَيضاً لأَنه لا يكْرِثُ معطيه ولا يُعَنِّي كاسبَه. وقال ثعلب: الماعون ما يستعار من قَدُومٍ وسُفْرةٍ وشَفْرةٍ. وفي الحديث: وحُسْنُ مُواساتهم بالماعون؛ قال: هو اسم جامع لمنافع البيت كالقِدْرِ والفأْس وغيرهما مما جرت العادة بعارِيته؛ قال الأَعشى: بأَجْوَدَ منه بماعُونِه، إذا ما سَمَاؤهم لم تَغِمْ ومن الناس من يقول: الماعون أَصله مَعُونة، والأَلف عوض من الهاء. والماعون: المَطَرُ لأَنه يأْتي من رحمة الله عَفْواً بغير علاج كما تُعالجُ الأَبآرُ ونحوها من فُرَض المَشارب؛ وأَنشد أَيضاً: أَقُولُ لصاحبي ببِراقِ نَجْدٍ: تبَصَّرْ، هَلْ تَرَى بَرْقاً أَراهُ؟ يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ مَجّاً، إذا نَسَمٌ من الهَيْفِ اعْتراهُ وزَهرٌ مَمْعُونٌ: ممطور أُخذ من ذلك. ابن الأَعرابي: رَوْضٌ ممعون بالماء الجاري، وقال عَدِيُّ بن زيد العَبّادي: وذي تَنَاوِيرَ ممْعُونٍ، له صَبَحٌ يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا وقول الحَذْلَمِيّ: يُصْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعُونِ فسره بعضهم فقال: الماعون ما يَمْنَعْنَهُ منه وهو يطلبه منهن فكأَنه ضد. والماعون في الجاهلية: المنفعة والعطية، وفي الإسلام: الطاعة والزكاة والصدقة الواجبة، وكله من السهولة والتَّيَسُّر. وقال أَبو حنيفة: المَعْنُ والماعُونُ كل ما انتفعت به؛ قال ابن سيده: وأُراه ما انْتُفِع به مما يأْتي عَفْواً. وقوله تعالى: وآوَيْناهما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ قال الفراء: ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ منبسطة، ومَعِينٍ: الماءُ الظاهر الجاري، قال: ولك أَن تجعل المَعِينَ مفْعولاً من العُيُون، ولك أَن تجعله فَعِيلاً من الماعون، يكون أَصله المَعْنَ. والماعُونُ: الفاعولُ؛ وقال عُبيدٌ واهيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ، أَو هَضْبةٌ دونها لهُوبُ (* قوله «واهية البيت» هو هكذا بهذا الضبط في التهذيب إلا أن فيه: دونها الهبوب بدل لهوب). والمَعْنُ والمَعِينُ: الماء السائل، وقيل: الجاري على وجه الأَرض، وقيل: الماء العذب الغزير، وكل ذلك من السُّهولة. والمَعْنُ: الماء الظاهر، والجمع مُعُنٌ ومُعُناتٌ، ومياهٌ مُعْنانٌ. وماء مَعِينٌ أَي جارٍ؛ ويقال: هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا استنبطته. وكَلأٌ مَمْعون: جرى فيه الماءُ. والمُعُناتُ والمُعْنانُ: المَسايل والجوانب، من السُّهولة أَيضاً. والمُعْنانُ: مَجاري الماء في الوادي. ومَعَنَ الوادي: كثر فيه الماء فسَهُلَ مُتَناوَلُه. ومَعُنَ الماءُ مَعَنَ يَمْعَنُ مُعوناً وأَمْعَنَ: سَهُلَ وسال، وقيل: جرى، وأَمْعَنَه هو. ومَعِنَ الموضعُ والنبتُ: رَوِيَ من الماء؛ قال تميم بن مُقْبل: يَمُجُّ بَرَاعِيمَ من عَضْرَسٍ، تَرَاوَحَه القَطْرُ حتى مَعِنْ أَبو زيد: أَمْعَنَتِ الأَرضُ ومُعِنَتْ إذا رَوِيَتْ، وقد مَعَنها المطرُ إذا تتابع عليها فأَرواها. وفي هذا الأَمر مَعْنةٌ أَي إصلاح ومَرَمَّةٌ. ومعَنَها يَمْعَنُها مَعْناً: نكحها. والمَعْنُ: الأَديمُ: والمَعْنُ: الجلد الأَحمر يجعل على الأَسْفاط؛ قال ابن مقبل: بلا حِبٍ كمَقَدِّ المََعْنِ وَعَّسَه أَيدي المَراسِلِ في رَوْحاته خُنُفَا ويقال للذي لا مال له: ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ أَي قليل ولا كثير؛ وقال اللحياني: معناه ما له شيء ولا قوم. وقال ابن بري: قال القالي السَّعْنُ الكثير، والمَعْنُ القليل، قال: وبذلك فسر ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ. قال الليث: المَعْنُ المعروف، والسَّعْنُ الوَدَكُ. قال الأَزهري: والمَعْنُ القليل، والمَعْنُ الكثير، والمَعْنُ القصير، والمَعْنُ الطويل. والمَعْنِيُّ: القليل المال، والمَعْنِيُّ: الكثير المال. وأَمْعَنَ الرجلُ إذا كثر ماله، وأَمْعَنَ إذا قلَّ ماله. وحكى ابن بري عن ابن دريد: ماء مَعْنٌ ومَعِينٌ، وقد مَعُنَ، فهذا يدل على أَن الميم أَصل ووزنه فَعيل، وعند الفراء وزنه مفْعول في الأَصل كمَنِيع. وحكى الهَرَوِيُّ في فصل عين عن ثعلب أَنه قال: عانَ الماءُ يَعِينُ إذا جرى ظاهراً؛ وأَنشد للأَخطل: حَبَسوا المَطِيَّ على قَدِيمٍ عَهْدُه طامٍ يَعِينُ، وغائِرٌ مَسْدُومُ والمَعَانُ: المَباءَةُ والمَنزل. ومَعانُ القوم: منزلهم. يقال: الكوفة مَعانٌ منَّا أَي منزل منا. قال الأَزهري: الميم من مَعانٍ ميم مَفْعَلٍ.ومَعانٌ: موضع بالشام. ومَعِينٌ: اسم مدينة باليمن. قال ابن سيده: ومَعِينٌ موضع؛ قال عمرو بن مَعْديكرب: دعانا من بَراقِشَ أَو مَعينٍ، فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيعُ وقد يكون مَعِين هنا مفعولاً من عِنْتُهُ. وبنو مَعْنٍ: بطن. ومَعْنٌ: فرس الخَمْخامِ بن جَمَلَةَ. ورجل مَعْنٌ في حاجته، وقولهم: حَدِّثْ عن مَعْنٍ ولا حَرَجَ؛ هو مَعْنُ بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مَطَر بن شَرِيكِ بن عمرو الشيباني، وهو عم يزيدَ بن مِزْيَد بن زائدة الشيباني، وكان مَعْنٌ أَجود العرب. قال ابن بري: قال الجوهري هو مَعْنُ بن زائدة بن مَطَرِ بن شَرِيك، قال: وصوابه مَعْنُ بن زائدة ابن عبد الله بن زائدة بن مَطر بن شريكٍ، ونسخة الصحاح التي نقَلْتُ منها كانت كما ذكره ابن بري من الصواب، فإما أَن تكون النسخة التي نقلْتُ منها صُحِّحتْ من الأَمالي، وإما أَن يكون الشيخ ابن بري نقل من نسخة سقط منها جَدّان. وفي الحديث ذكر بئر مَعُونةَ، بفتح الميم وضم العين، في أَرض بني سُليمٍ فيما بين مكة والمدينة، وأَما بالغين المعجمة فموضع قريب من المدينة.
: (المَعْنُ: الطَّويلُ؛ و) المَعْنُ: (القَصِيرُ؛ و) المَعْنُ: (القَلِيلُ؛ و) المَعْنُ: (الكَثِيرُ) ؛) نَقَلَ ذلِكَ الأزْهرِيُّ. ونَقَلَ ابنُ بَرِّي عَن القالِي: السَّعْنُ الكَثيرُ، والمَعْنُ: القَلِيلُ، وبذلِكَ فَسَّر قوْلَهم: مَا لَهُ سَعْنٌ وَلَا مَعْنٌ. ويقالُ للَّذي لَا مَال لَهُ: مَا لَهُ سَعْنَةٌ وَلَا مَعْنَةٌ، أَي لَا قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ. (و) المَعْنُ: (الهَيِّنُ اليَسيرُ) السَّهْلُ مِن الأَشياءِ؛ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب: وَلَا ضَيَّعْتُه فأُلامَ فيهفإنَّ ضَياعَ مالِكَ غَيْرُ مَعْنِأَي غَيْرُ يَسِيرٍ وَلَا سَهْلٍ. (و) المَعْنُ: (الإقْرارُ بالذُّلِّ) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: الإِقْرارُ بالحقِّ. والمَعْنُ: الذُّلُّ. (و) المَعْنُ: (الجُحُودُ والكُفْرُ للنِّعَمِ. (و) المَعْنُ: (الأَدِيمُ. (و) المَعْنُ: (الماءُ الظَّاهِرُ) ؛) وقيلَ: السائِلُ؛ وقيلَ: الجارِي على وَجْهِ الأرضِ؛ وقيلَ: العَذْبُ الغَزيرُ؛ وكلُّ ذلِكَ مِن السُّهُولَةِ. (و) قَوْلُهم: حَدِّثْ عَن مَعْنٍ وَلَا حَرَجَ؛ هُوَ (مَعْنُ بنُ زائدَةَ بنِ عبدِ اللَّهِ) بنِ زائدَةَ بنِ مَطَر بنِ شَرِيكِ بنِ عَمْرٍ والشَّيْبانيُّ، وَهُوَ عَمُّ يزيدَ بنِ مِزْيَد بنِ زائدَةَ الشَّيْبانيّ، وَكَانَ مَعْنٌ (مِن أَجْوادِ العَرَبِ) ؛) وسَقَطَ مِن بعضِ نسخِ الصِّحاحِ مِن النّسَبِ، وهما عبدُ اللَّهِ وزَائدَةُ. (والماعُونُ: المَعْروفُ) كُلّه لتَيَسّرِه وسُهُولَتِه. (و) الماعُونُ: (المَطَرُ) لأنَّه مِن رَحْمَةِ اللَّهِ عَفْواً بغيرِ عِلاجٍ كَمَا تُعالَجُ الآبارُ ونَحْوها من فُرَضِ المَشارِبِ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب: أَقُولُ لصاحِبي بيراقِ نَجْدٍ تبَصَّرْ هَلْ بَرْقاً أَراهُ؟ يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ مَجًّاإذا نَسَمٌ من الهَيْفِ اعْتَراهُ (و) قالَ الفرَّاءُ: سَمِعْتُ بعضَ العَرَبِ يقولُ: المَاعُونُ هُوَ (الماءُ) بعَيْنِه؛ قالَ: وأَنْشَدني فِيهِ: يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ صَبًّا (و) قالَ أَبُو حَنيفَةَ: الماعُونُ: (كلُّ مَا انْتَفَعْتَ بِهِ كالمَعْنِ) . (قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ مَا انْتُفِعَ بِهِ ممَّا يَأْتِي عَفْواً؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {ويَمْنَعونَ الماعُونَ} . (أَو) هُوَ (كلُّ مَا يُسْتَعارُ من فأْسٍ وقَدُومٍ وقِدْرٍ ونَحْوِها) كدَلْوٍ وقصْعَةٍ وشَفْرةٍ وسُفْرةٍ ممَّا جَرَتِ العادَةُ بعارِيَتِه؛ قالَ الأعْشى: بأَجْوَدَ مِنْهُ بماعُونِهإذا مَا سَمَاؤُهُمُ لم تَغِمْوبه فُسِّرتِ الآيَةُ؛ وكذلِكَ الحدِيثُ: (وحُسْنُ مُواساتِهم بالماعُونِ) . (و) الماعُونُ: (الانْقِيادُ والطَّاعَةُ) . (وحَكَى الأَخْفَشُ عَن أَعْرابيَ فَصِيحٍ: لَو قد نَزَلْنا لصنعت بناقَتِك صَنِيعاً تُعْطِيكَ الماعُونَ، أَي تَنْقادُ لكَ وتُطِيعُكَ. (و) رُوِي عَن عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فِي تفْسِيرِ الآيةِ أنَّه قالَ الماعُونُ: (الزَّكَاةُ) . (وقالَ الزجَّاجُ: مَنْ جَعَلَ الماعُونَ الزَّكاة فَهُوَ فاعُولٌ من المَعْنِ، وَهُوَ الشيءُ القَلِيلُ فسُمِّيتِ الزَّكاةُ ماعُوناً بالشيءِ القَلِيلِ، لأنَّه يُؤْخذُ مِنَ المالِ ربْع عشْرِه، وَهُوَ قَلِيلٌ مِن كَثيرٍ. وقالَ ابنُ سِيدَه: وعَلى هَذَا القَوْلِ، العَمَل، وَهُوَ مِنَ السُّهولَةِ والقلَّةِ لأنَّها جُزْءٌ مِن كلَ؛ قالَ الرَّاعِي: قوْمٌ على التَّنْزيلِ لمَّا يَمْنَعُواماعُونَهم ويُبَدِّلُوا التَّنْزِيلا (و) الماعُونَ: (مَا يُمْنَعُ عَن الطَّالِبِ) ؛) وقَوْلُ الحَذْلمِيِّ: يُصْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعُونِ فَسَّره بعضُهم فقالَ: الماعُونُ مَا يَمْنَعْنَهُ مِنْهُ وَهُوَ يَطلُبُه منهنَّ. (و) الماعُونُ: (مَا لَا يُمْنَعُ) عَن الطالِبِ وَلَا يَكْترِثُ مُعْطِيه، (ضِدٌّ. (و) مِن المجازِ: (ضَرَبَها حَتَّى أَعْطَتْ ماعُونَها) ، يُريدُ الناقَة، (أَي بَذَلَتْ سَيْرَها) ؛) كَمَا فِي الأساسِ. وقيلَ: أَطاعَتْ وانْقادَتْ. (ومَعَنَ الفَرَسُ) ونحْوُه، (كمَنَعَ) ، يَمْعَنُ مَعْناً: (تَباعَدَ) عادِياً؛ (كأَمْعَنَ. (و) مَعَنَ (الماءَ: أَسالَهُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: معَنَ الماءَ: سالَ، يَمْعَنُ مُعوناً، وأَمْعَنَه: أَسالَهُ. ومَعَنَ المَوْضِعُ (والنَّبْتُ) :) إِذا (رَوِيَ) مِن الماءِ (وبَلَغَ) ، ظاهِرُه أنَّه مِن حَدِّ نَصَرَ كَمَا يَقْتَضِيه سِياقُ المصنِّفِ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، والصَّوابُ أنَّه مِن حَدِّ فَرِحَ، ويدلُّ على ذلِكَ قَوْل ابنِ مُقْبِل: يَمُجُّ بَراعِيمَ من عَضْرَسٍ تَراوَحَه القَطْرُ حَتَّى مَعِنْ (وأَمْعَنَ فِي الأَمْرِ: أَبْعَدَ. (و) أَمْعَنَ (الضَّبُّ فِي جُحْرِهِ) :) إِذا (غابَ فِي أَقْصاهُ. (و) أَمْعَنَ (فلانٌ: كَثُرَ مالُه؛ و) أَيْضاً: (قَلَّ) مالُه؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ؛ وَهُوَ (ضِدٌّ. (و) أَمْعَنَ (بحقِّهِ: ذَهَبَ بِهِ. (و) أَمْعَنَ (بالشَّيءِ: أَقَرَّ) بعْدَ الجُحودِ. (و) أَمْعَنَ لي بحقِّي: أَقَرَّ بِهِ و (انْقادَ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وَهُوَ (ضِدٌّ) ، أَي بينَ قَوْلِهم: ذَهَبَ بحقِّه وبينَ قَوْلِهم أَقَرَّ بِهِ وانْقادَ. (و) أَمْعَنَ (الماءُ: جَرَى) ؛) وقيلَ: سَهُلَ وسالَ. (و) مَعِينٌ، (كأَميرٍ: د باليَمَنِ) مِن بِناءِ الزَّبَّاء؛ قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِيكْرب: دَعانا من بَراقِشَ أَو مَعِينٍ فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنَا مَلِيعُ (ووالِدُ يَحْيَى بنِ مَعِينٍ الإمامِ الحافِظِ) ، تقدَّمَتْ تَرْجَمَته فِي عَوَنَ وعَيَنَ. (وكَلأٌ مَمْعونٌ: جَرَى فِيهِ الماءُ) . (وقيلَ: زَهَرٌ مَمْعونٌ: أَصابَهُ المَطَرُ. وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: رَوضٌ مَمْعونٌ: يُسْقَى بالماءِ الجارِي؛ قالَ العَبَّادِيُّ: وَذي تَنَاوِيرَ مَمْعُونٍ لَهُ صَبَحٌ يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارَا (والمَعانُ: المَبَاءَةُ والمَنْزِلُ) .) ويقالُ: إنَّ ميمَه زائِدَةٌ، كَمَا فِي شرْحِ الكِفايَةِ، ومِثْلُه قَوْل الأَزْهرِيّ، يقالُ: الكُوفَةُ مَعانٌ منَّا أَي مَنْزل مِنَّا. (و) مَعانٌ: (ع بطرِيقِ حاجِّ الشَّامِ) ، وَقد تقدَّمَ شاهِدُه فِي عون. (و) مُعانٌ، (كغُرابٍ: اسمُ) رجُلٍ. (والمُعْنانُ، بالضَّمِّ: مَجارِي الماءِ فِي الوادِي) ، مِن المَعْنِ السُّهُولَة. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: أَمْعَنَ فِي كَذَا: بالَغَ. وأَمْعَنَ فِي طَلَبِ العَدُوِّ: أَي جَدَّ. وأَمْعَنَ الرَّجُلُ: هَرَبَ؛ قالَ عَنْتَرةُ: ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَهلا مُمْعِنٍ هَرَباً وَلَا مُسْتَسْلِموتَمَعَّنَ: تَصاغَرَ وتَذَلَّلَ انْقِياداً. وقيلَ: تمكَّنَ على بسَاطِه تَواضُعاً. والمَعْنُ: الحَزْمُ والكَيْسُ؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُ التَّمِر بنِ تَوْلبٍ المتقدِّمُ أَيْضاً. والمَعْنُ: المَعْروفُ. ومِن الناسِ مَنْ يقولُ: الماعُونُ أَصْلُه مَعُونَة، والأَلِفُ عِوَض عَن الهاءِ. والماعُونُ: المَنْفَعَةُ والعَطِيةُ. وأَيْضاً: الصَّدقَةُ الواجِبَةُ. ومَعِينُ الماءِ: الظاهِرُ الجارِي، فَعِيلٌ مِن الماعُونِ أَو مَفْعولٌ مِن العُيُونِ؛ قالَ عُبيدٌ: واهِيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ أَو هَضْبةٌ دونهَا لُهُوبُوالجَمْعُ مُعُنٌ ومُعُناتٌ، ومياهٌ مُعْنانٌ؛ والمُعْنانُ، بالضمِّ، لُغَةٌ فِي المُعْنانِ الَّذِي ذَكَرَه المصنِّفُ رحِمَه اللَّهُ. ومَعَنَ الوادِي: كثُرَ فِيهِ الماءُ فسَهُلَ مُتَناوَلُه. وأَمْعَنَه: أَسالَهُ. فمَعُنَ ككَرُمَ. وقالَ أَبو زيْدٍ: أَمْعَنَتِ الأرضُ ومُعِنَتْ: إِذا رَوِيَتْ، وَقد مَعَنها المَطَرُ: تَتَابَعَ عَلَيْهَا فأَرْوَاها. وَفِي هَذَا الأَمْرِ مَعْنةٌ: أَي صلاحٌ ومَرَمَّةٌ. ومَعَنَها يَمْعَنُها مَعْناً: نَكَحَها. والمَعْنُ: الجِلْدُ الأَحْمَر يُجْعَلُ على الأَسْفاطِ؛ قالَ ابنُ مُقْبل: بلاحِبٍ كمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَهأَيدِي المَراسِلِ فِي رَوْحانه خُنُفَاويقالُ للَّذي لَا مالَ لَهُ: مَا لَهُ سَعْنةٌ وَلَا مَعْنةٌ. وقالَ اللَّحْيانيُّ: مَا لَهُ شيءٌ وَلَا قَوْم. والمَعْنُ: القَلِيلُ المالِ، والكَثيرُ المالِ، ضِدٌّ. ومَعْنٌ: فَرَسُ الخَمْخَام بنِ جَمَلَةَ. ورجُلٌ مَعْنٌ فِي حاجَتِه: سهلٌ سَرِيعٌ. وبِئْرُ مَعُونَةَ: مَوْضِعٌ بينَ الحَرَمَيْن؛ وَقد تقدَّمَ. وبنُو مَعْنٍ: بَطْنٌ مِن العَرَبِ، وهُم بنُو مَعْنِ بنِ مالِكِ بنِ فهْمِ بنِ غنمِ بنِ دَوْسٍ، مِنْهُم: أَبو عَمْرو مُعاوِيَةُ بنُ عَمْرِو بنِ المُهَلَّبِ بنِ عَمْرِو بنِ شَبِيبٍ الأَزْدِيُّ البَغْدادِيُّ من شيوخِ البُخارِي. وأَخُوه كرماني بن عَمْرو شيخٌ لابنِ شاذَانَ. ويوسُفُ بنُ حمَّاد المَعْنِيُّ: شيخٌ لمُسْلم. ومالِكُ بنُ عبدِ اللَّهِ المَعْنِيُّ: لَهُ وِفادَةٌ، وولدَاهُ مَرْوانُ وإياسُ شاعِرَانِ. ومحمدُ بنُ تميمٍ المعْنِيُّ: رَوَى عَن سُلَيْمان بنِ عبْدِ اللَّهِ المَعْنيِّ، وَعنهُ الْبَزَّار، وغَيْر هَؤُلَاءِ. والمَعِينَةُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الشَّرْقية، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا المعناويُّ للفَرَقِ بَيْنَها وبينَ المَنْسوبِ إِلَى القَبيلَةِ. والمَعانُ: حيثُ تُحْبَسُ الخَيْلُ والركابُ؛ عَن السّهيليّ. والمعانُ: جَبَلٌ؛ عَن البَكْرِي. والمعنيةُ: بينَ الكُوفَةِ والشامِ. وَهُنَاكَ آبارٌ حَفَرَها مَعْنُ بنُ زائدَةَ فنُسِبَتْ إِلَيْهِ؛ عَن نَصْر؛ وصَحَّفَ المصنِّفُ فذَكَرَه فِي عون. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ـ المَعْنُ: الطَّويلُ، والقصيرُ، والقَليلُ، والكثيرُ، والهَيِّنُ اليَسيرُ، والإِقْرَارُ بالذُّلِّ، والجُحُودُ، والكُفْرُ لِلنِّعَمِ، والأديمُ، والماءُ الظاهرُ. ـ ومَعْنُ بنُ زائدَةَ بنِ عبدِ اللهِ من أجْوادِ العَرَبِ. ـ والماعُونُ: المَعْروفُ، والمَطَرُ، والماءُ، وكلُّ ما انْتَفَعْتَ به، ـ كالمَعْنِ، أو كلُّ ما يُسْتَعارُ من فاسٍ وقَدُومٍ وقِدْرٍ ونحوِها، والانْقِيادُ، والطاعَةُ، والزَّكاةُ، وما يُمْنَعُ عن الطالِبِ، وما لا يُمْنَعُ، ضِدٌّ. ـ وضَرَبَها حتى أَعْطَتْ ماعُونَها، أي: بَذَلَتْ سَيْرَها. ـ ومَعَنَ الفَرَسُ، كمَنَعَ: تَباعَدَ، ـ كأَمْعَنَ، ـ وـ الماءَ: أسَالَهُ، ـ وـ النَّبْتُ: رَوِيَ، وبَلَغَ. ـ وأَمْعَنَ في الأمْرِ: أَبْعَدَ، ـ وـ الضَّبُّ في جُحْرِه: غابَ في أقْصاهُ، ـ وـ فُلانٌ: كثُرَ مالُه، وقَلَّ، ضِدٌّ، ـ وـ بحَقِّهِ: ذَهَبَ به، ـ وـ بالشيء: أقَرَّ، وانْقادَ، ضِدٌّ، ـ وـ الماءُ: جَرَى. ـ ومَعِينٌ، كأَميرٍ: د باليَمَنِ، ووالِدُ يَحْيى بنِ مَعينٍ الإِمامِ الحافِظِ. ـ وكَلأٌ مَمْعونٌ: جَرَى فيه الماءُ. ـ والمَعانُ: المَبْأَةُ، والمَنْزِلُ، ـ وع بطَريقِ حاجِّ الشامِ. وكغُرابٍ: اسْمٌ. ـ والمُعْنانُ، بالضمِّ: مَجَارِي الماءِ في الوادِي.
العُنْوانُ : (بضم العين وكسرها) ما يُستدَلُّ به على غيره، ومنه: عُنوان الكتاب.
مَعَنَ بالحقِّ مَعَنَ مَعْناً: أَقرّ به.|مَعَنَ الفرسُ: تباعَدَ في عَدْوِه.|مَعَنَ الماءُ: سَهُلَ وسال، أَو جَرَى فهو مَعِين. والجمع : مُعُن.، وفي التنزيل العزيز: الملك آية 30فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) ) .|مَعَنَ الوادي: كثُرَ فيه الماءُ فسَهُلَ تناولُه.|مَعَنَ المطرُ الأَرضَ: تتابع عليها فأَرواها.| فهي مَمْعُونة.
(فعل: ثلاثي لازم متعد بحرف).| مَعَنْتُ، أَمْعَنُ، اِمْعَنْ، مصدر مَعْنٌ.|1- مَعَنَ بالحَقِّ : أَقَرَّ بِهِ.|2- مَعَنَ الفَرَسُ : تَبَاعَدَ فِي عَدْوِهِ.|3- مَعَنَ النَّهْرُ : كَثُرَ فِيهِ الْمَاءُ فَسَهُلَ تَنَاوُلُهُ.|4- مَعَنَ الْمَطَرُ الأرْضَ : اسْتَمَرَّ مُتَدَفِّقاً فَأَرْوَاهَا.
1- المرة من معن|2- صلاح|3- شيء هين يسير
م ع ن: قَوْلُهُمْ: حَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلَا حَرَجَ، هُوَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ وَكَانَ أَجْوَدَ الْعَرَبِ. وَ (الْمَاعُونُ) اسْمٌ جَامِعٌ لِمَنَافِعِ الْبَيْتِ كَالْقِدْرِ وَالْفَأْسِ وَنَحْوِهِمَا. وَالْمَاعُونُ أَيْضًا الْمَاءُ. وَالْمَاعُونُ أَيْضًا الطَّاعَةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون: 7] قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْمَاعُونُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كُلُّ مَنْفَعَةٍ وَعَطِيَّةٍ. وَفِي الْإِسْلَامِ الطَّاعَةُ وَالزَّكَاةُ. وَقِيلَ: أَصْلُ الْمَاعُونِ مَعُونَةٌ وَالْأَلِفُ عِوَضٌ عَنِ الْهَاءِ. وَ (أَمْعَنَ) الْفَرَسُ تَبَاعَدَ فِي عَدْوِهِ. وَمَاءٌ (مَعِينٌ) أَيْ جَارٍ وَقِيلَ: هُوَ مَفْعُولٌ مِنْ عِنْتُ الْمَاءَ إِذَا اسْتَنْبَطْتُهُ عَلَى مَا سَبَقَ فِي [ع ي ن] وَ (مَعَانٌ) مَوْضِعٌ بِالشَّامِ.
عَنْوة :مصدر عنَا1 |• أُخذ عَنْوةً: بالقوَّة/ رغمًا.
ماعون ، جمع مَوَاعينُ.|1- اسمٌ جامعٌ لمنافع البيت كالقِدْر والفأس والقصعة ونحو ذلك، ممَّا تعوّد النَّاسُ إعارتَه، والعامّة تخصّصه فلا تطلقه إلاّ على الإناء الذي يُؤكل به الطَّعام :- {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} .|2- زكاة وصدقة. |• الماعونُ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 107 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبع آيات.
عنَا1 يَعنُو ، اعْنُ ، عَنْوَةً ، فهو عانٍ ، والمفعول مَعْنُوّ | • عنا أرضَ جاره أخذها بالقوَّة، والقهر والقسر :-أخذ اللِّصُّ المسروقات عَنْوة.
نو عنا يعْ : خضع وذلّ. وأعْناه غيره. ومنه قوله تعالى: " وعنت الوجوه للحيّ القيّوم " . ويقال أيضا: عنا فيهم فلان أسيرا، أي أقام فيهم على إساره واحتبس. وعنّاه غيره تعْنية: حبسه وأسره. والعاني: الأسير؛ وقوم عناة ونسوة عوان. وعنتْ به أمور: نزلتْ. وعنوْت الشيء: أخرجته وأظهرته. قال ابن السكيت: عنت الأرض بالنبات تعْنو عنوا، وتعْني أيضا عن الكسائي، إذا ظهر نبتها. يقال: لم تعْن بلادنا بشيء ولم تعْن، إذا لم تنبت شيئا. قال ذو الرمّة: ولم يبْق بالخْلصاء ممّا عنتْ به ... من الرطْب إلا يبْسها وهجيرها وما أعْنت الأرض شيئا، أي ما أنبتت. وقال عدي بن زيد: ويأكلْن ما أعْنى الوليّ فلم يلتْ ... كأنّ بحافات النهاء المزارعا وعنيْت بالقول كذا، أي أردت وقصدت. ومعنى الكلام ومعْناته واحد، تقول: عرفت ذلك في معنى كلامه وفي معْناة كلامه، وفي معْنيّ كلامه، أي فحواه. والعنيّة: بول البعير يعْقد في الشمس يطلى به الأجرب. وفي المثل: العنيّة تشفي الجرب. ويقال: عنّيْت البعير تعْنية، إذا طليته ﺑﻬا. وعني الإنسان بالكسر عناء، أي تعب ونصب. وعنّيْته أنا تعْنية، وتعنّيْته أيضا فتعنّى. وعنيت بحاجتكأعْنى ﺑﻬا عناية، وأنا ﺑﻬا معْنيّ على مفعول. وإذا أمرت منه قلت: لتعْن بحاجتي. وفي الحديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعْنيه. أي ما لا يهمّه. والدم العاني هو السائل. والأعْناء: الجوانب والنواحي، واحدها عنوْ وعنا مقصورا. قال ابن مْ قبل: لا تحْرز المرء أعْناء البلاد ولا ... تبْنى له في السموات السلاليم وجاءنا أعْناء من الناس، واحدهم عنوْ وهم قوم من قبائل شتى. وعنْونْت الكتاب وعْلونْته. والاسم العنْوان والعلْوان. والمعنّى في قول الوليد بن عقبة:قطعْت الدهْر كالسدم المعنّى ... تهدّر في دمشْق فما تريم هو الفحل اللثيم إذا هاج حبس في العنّة؛ لأنه يرغب عن فحلته. ويقال: أصله معنّن من العنّة، فأبدل من إحدى النونات ياء. والمعانات: المقاسات. يقال: عاناه وتعنّاه، وتعنّى هو. قال الشاعر: فقلت لها الحاجات يطْرحْن بالفتى ... وهمّ تعنّاني معنّى ركائبه وهم يعانون مالهم، أي يقومون عليه.
المعْن: الشيء اليسير الهيّن. قال النمْر ابن تولب: وما ضيّعْته فألام فيه ... فإنّ هلاك مالك غير معْن أي ليس ﺑﻬيّ ن. ورجل معنْ في حاجته. ويقال: ماله سعْنة ولا معْنة، أي شيء. والماعون: اسم جامع لمنافع البيت، كالقدْر والفأس ونحوها. ويسمى الماء أيضا ماعونا. وينشد: يمجّ صبيره الماعون صبا وتسمّى الطاعة ماعونا. وقوله تعالى: " ويمْنعون الماعون " قال أبو عبيدة: الماعون في الجاهلية كلّ منفعة وعطيّة. قال الأعشى: قوم على الإسلاملمّا يمْنعوا ... ما عونهمْ ويضيّعوا التهليلا ومن الناس من يقول: الماعون أصله معونة والألف عوض من الهاء. وأمْعن الفرس: تباعد في عدْوه. وأمْعن فلان بحقّي: ذهب به. وأمْعنت الأرض: رويتْ. وماء معين، أي جا ر. ويقال هو مفعول من عنْت الماء إذا استنبطته. وكلأ ممْعون: جرى فيه الماء. والمعْنان: مجاري الماء في الوادي. والمعان: المباءة والمنزل.
-
-
-

الأكثر بحثاً

اعرف أكثر

فهرس المعاجم

Loading...
"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"