اعراب القرآن

اعراب سورة البقرة اية رقم 87

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

87 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} جملة «ولقد آتينا موسى الكتاب» استئنافية لا محل لها. جملة «لقد آتينا» جواب قسم مقدر لا محل لها. «أفكلما» : الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية، «كل» ظرف زمان متعلق بـ «استكبرتم» ، و «ما» مصدرية ظرفية، والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها مضاف إليه، والتقدير: فاستكبرتم كل وقت مجيء رسول. وجملة «استكبرتم» مستأنفة لا محل لها. «ففريقا» : الفاء عاطفة، «فريقا» مفعول به مقدم منصوب. وجملة «تقتلون» معطوفة على جملة «كَذَّبتم» .

التبيان في إعراب القرآن

(أَفَكُلَّمَا) : دَخَلَتِ الْفَاءُ هَاهُنَا لِرَبْطِ مَا بَعْدَهَا بِمَا قَبْلَهَا وَالْهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهَامِ الَّذِي بِمَعْنَى التَّوْبِيخِ. وَ «جَاءَكُمْ» يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ، وَبِحَرْفِ الْجَرِّ، تَقُولُ: جِئْتُهُ وَجِئْتُ إِلَيْهِ. (تَهْوَى) : أَلِفُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ ; لِأَنَّ عَيْنَهُ وَاوٌ، وَبَابُ طَوَيْتُ وَشَوَيْتُ أَكْثَرُ مِنْ بَابِ حُوَّةٍ وَقُوَّةٍ، وَلَا دَلِيلَ فِي هَوِي لِانْكِسَارِ الْعَيْنِ، وَهُوَ مِثْلُ شَقِيَ فَإِنَّ أَصْلَهُ وَاوٌ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَوًى مِنَ الْيَائِيِّ أَيْضًا قَوْلُهُمْ فِي التَّثْنِيَةِ هَوِيَانِ. (اسْتَكْبَرْتُمْ) : جَوَابُ كُلَّمَا. (فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ) : أَيْ فَكَذَّبْتُمْ فَرِيقًا، فَالْفَاءُ عَطَفَتْ كَذَّبْتُمْ عَلَى اسْتَكْبَرْتُمْ، وَلَكِنْ قُدِّمَ الْمَفْعُولُ لِيَتَّفِقَ رُءُوسُ الْآيِ. وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ; أَيْ فَفَرِيقًا مِنْهُمْ كَذَّبْتُمْ. قَالَ تَعَالَى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (غُلْفٌ) : يُقْرَأُ بِضَمِّ اللَّامِ وَهُوَ جَمْعُ غِلَافٍ. وَيُقْرَأُ بِسُكُونِهَا. وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ تَسْكِينُ الْمَضْمُومِ، مِثْلُ كُتْبٍ وَكُتُبٍ. وَالثَّانِي: هُوَ جَمْعُ أَغْلَفَ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحُمْرٍ وَعَلَى هَذَا لَا يَجُوزُ ضَمُّهُ وَ (بَلْ) هَاهُنَا إِضْرَابٌ عَنْ دَعْوَاهُمْ، وَإِثْبَاتُ أَنَّ سَبَبَ جُحُودِهِمْ لَعْنُ اللَّهِ إِيَّاهُمْ عُقُوبَةً لَهُمْ. قَوْلُهُ: (بِكُفْرِهِمْ) : الْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ (لُعِنَ) ، وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ النِّيَّةُ بِهِ التَّقْدِيمُ ; أَيْ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ، بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ مُعْتَرِضٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْمَفْعُولِ فِي لَعَنَهُمْ ; أَيْ كَافِرِينَ، كَمَا قَالَ: (وَقَدْ دَخَلُوا) بِالْكُفْرِ [الْمَائِدَةِ: 61] .

للبحث في إعراب فتح الرحمن اضغط هنا

لدروس اللغة العربية اضغط هنا

"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"