المعاجم

السِّرُّ: من الأَسْرار التي تكتم. والسر: ما أَخْفَيْتَ، والجمع أَسرار. ورجل سِرِّيٌّ: يصنع الأَشياءَ سِرّاً من قوم سِرِّيِّين. والسرِيرةُ: كالسِّرِّ، والجمع السرائرُ. الليث: السرُّ ما أَسْرَرْتَ به. والسريرةُ: عمل السر من خير أَو شر. وأَسَرَّ الشيء: كتمه وأَظهره، وهو من الأَضداد، سرَرْتُه: كتمته، وسررته: أَعْلَنْته، والوجهان جميعاً يفسران في قوله تعالى: وأَسرُّوا الندامةَ؛ قيل: أَظهروها، وقال ثعلب: معناه أَسروها من رؤسائهم؛ قال ابن سيده: والأَوّل أَصح. قال الجوهري: وكذلك في قول امرئ القيس: لو يُسِرُّون مَقْتَلِي؛ قال: وكان الأَصمعي يرويه: لو يُشِرُّون، بالشين معجمة، أَي يُظهرون. وأَسَرَّ إِليه حديثاً أَي أَفْضَى؛ وأَسررْتُ إِليه المودَّةَ وبالمودّةِ وسارَّهُ في أُذُنه مُسارَّةً وسِراراً وتَسارُّوا أَي تَناجَوْا. أَبو عبيدة: أَسررت الشيء أَخفيته، وأَسررته أَعلنته؛ ومن الإِظهار قوله تعالى: وأَسرُّوا الندامة لما رأَوا العذاب؛ أَي أَظهروها؛ وأَنشد للفرزدق: فَلَمَّا رَأَى الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَيْفَه، أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الذي كان أَضْمَرا قال شمر: لم أَجد هذا البيت للفرزدق، وما قال غير أَبي عبيدة في قوله: وأَسرُّوا الندامة، أَي أَظهروها، قال: ولم أَسمع ذلك لغيره. قال الأَزهري: وأَهل اللغة أَنكروا قول أَبي عبيدة أَشدّ الإِنكار، وقيل: أَسروا الندامة؛ يعني الرؤساء من المشركين أَسروا الندامة في سَفَلَتِهم الذين أَضلوهم. وأَسروها: أَخْفَوْها، وكذلك قال الزجاج وهو قول المفسرين. وسارَّهُ مُسارَّةً وسِراراً: أَعلمه بسره، والاسم السَّرَرُ، والسِّرارُ مصدر سارَرْتُ الرجلَ سِراراً. واستَسَرَّ الهلالُ في آخر الشهر: خَفِيَ؛ قال ابن سيده: لا يلفظ به إِلاَّ مزيداً، ونظيره قولهم: استحجر الطين. والسَّرَرُ والسِّرَرُ والسَّرارُ والسِّرارُ، كله: الليلة التي يَستَسِرُّ فيها القمرُ؛ قال: نَحْنُ صَبَحْنا عامِراً في دارِها، جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها، عَشِيَّةَ الهِلالِ أَو سِرَارِها غيره: سَرَرُ الشهر، بالتحريك، آخِرُ ليلة منه، وهو مشتق من قولهم: استَسَرَّ القمرُ أَي خفي ليلة السرار فربما كان ليلة وربما كان ليلتين. وفي الحديث: صوموا الشهر وسِرَّه؛ أَي أَوَّلَه، وقيل مُسْتَهَلَّه، وقيل وَسَطَه، وسِرُّ كُلِّ شيء: جَوْفُه، فكأَنه أَراد الأَيام البيض؛ قال ابن الأَثير: قال الأَزهري لا أَعرف السر بهذا المعنى إِنما يقال سِرار الشهر وسَراره وسَرَرهُ، وهو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، سأَل رجلاً فقال: هل صمت من سرار هذا الشهر شيئاً؟ قال: لا. قال: فإِذا أَفطرت من رمضان فصم يومين. قال الكسائي وغيره: السرار آخر الشهر ليلة يَسْتَسِرُّ الهلال. قال أَبو عبيدة: وربما استَسَرَّ ليلة وربما استسرّ ليلتين إِذا تمّ الشهر. قال الأَزهري: وسِرار الشهر، بالكسر، لغة ليست بجيدة عند اللغويين. الفراء: السرار آخر ليلة إِذا كان الشهر تسعاً وعشرين، وسراره ليلة ثمان وعشرين، وإِذا كان الشهر ثلاثين فسراره ليلة تسع وعشرين؛ وقال ابن الأَثير: قال الخطابي كان بعض أَهل العلم يقول في هذا الحديث: إِنّ سؤالَه هل صام من سرار الشهر شيئاً سؤالُ زجر وإِنكار، لأَنه قد نهى أَن يُسْتَقْبَلَ الشهرُ بصوم يوم أَو يومين. قال: ويشبه أَن يكون هذا الرجل قد أَوجبه على نفسه بنذر فلذلك قال له: إِذا أَفطرت، يعني من رمضان، فصم يومين، فاستحب له الوفاءِ بهما. والسّرُّ: النكاح لأَنه يُكْتم؛ قال الله تعالى: ولكن لا تُواعِدُوهُنَّ سِرّاً؛ قال رؤبة: فَعَفَّ عن إِسْرارِها بعد الغَسَقْ، ولم يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ والسُّرِّيَّةُ: الجارية المتخذة للملك والجماع، فُعْلِيَّةٌ منه على تغيير النسب، وقيل: هي فُعُّولَة من السَّرْوِ وقلبت الواو الأَخيرة ياء طَلبَ الخِفَّةِ، ثم أُدغمت الواو فيها فصارت ياء مثلها، ثم حُوِّلت الضمة كسرة لمجاورة الياء؛ وقد تَسَرَّرْت وتَسَرَّيْت: على تحويل التضعيف. أَبو الهيثم: السِّرُّ الزِّنا، والسِّرُّ الجماع. وقال الحسن: لا تواعدوهن سرّاً، قال: هو الزنا، قال: هو قول أَبي مجلز، وقال مجاهد: لا تواعدوهن هو أَن يَخْطُبَها في العدّة؛ وقال الفراء: معناه لا يصف أَحدكم نفسه المرأَة في عدتها في النكاح والإِكثارِ منه. واختلف أَهل اللغة في الجارية التي يَتَسَرَّاها مالكها لم سميت سُرِّيَّةً فقال بعضهم: نسيت إِلى السر، وهو الجماع، وضمت السين للفرق بين الحرة والأَمة توطأُ، فيقال للحُرَّةِ إِذا نُكِحَت سِرّاً أَو كانت فاجرة: سِرِّيَّةً، وللمملوكة يتسراها صاحبها: سُرِّيَّةً، مخافة اللبس. وقال أَبو الهيثم: السِّرُّ السُّرورُ، فسميت الجارية سُرِّيَّةً لأَنها موضع سُرورِ الرجل. قال: وهذا أَحسن ما قيل فيها؛ وقال الليث: السُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّة من قولك تَسَرَّرْت، ومن قال تَسَرَّيْت فإِنه غلط؛ قال الأَزهري: هو الصواب والأَصل تَسَرَّرْتُ ولكن لما توالت ثلاثٌ راءات أَبدلوا إِحداهن ياء، كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظنّ وقَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قَصَّصْتُ؛ ومنه قول العجاج: تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ إِنما أَصله: تَقَضُّض. وقال بعضهم: استسرَّ الرجلُ جارِيَتَه بمعنى تسرَّاها أَي تَخِذها سُرية. والسرية: الأَمة التي بَوَّأَتَها بيتاً، وهي فُعْلِيَّة منسوبة إِلى السر، وهو الجماع والإِخفاءُ، لأَن الإِنسان كثيراً ما يَسُرُّها ويَسْتُرُها عن حرته، وإِنما ضمت سينه لأَن الأَبنية قد تُغَيَّرُ في النسبة خاصة، كما قالوا في النسبة إِلى الدَّهْرِ دُهْرِيُّ، وإِلى الأَرض السَّهْلَةُ سُهْلِيٌّ، والجمع السَّرارِي. وفي حديث عائشة وذُكِرَ لها المتعةُ فقالت: والله ما نجد في كلام الله إِلاَّ النكاح والاسْتِسْرَارَ؛ تريد اتخاذ السراري، وكان القياس الاستسراء من تَسَرَّيْت إِذا اتَّخَذْت سرية، لكنها ردت الحرف إِلى الأَصل، وهو تَسَرَّرْتُ من السر النكاح أَو من السرور فأَبدلت إِحدى الراءات ياء، وقيل: أَصلها الياء من الشيء السَّريِّ النفيس. وفي حديث سلامة: فاسْتَسَرَّني أَي اتخذني سرية، والقياس أَن تقول تَسَرَّرَني أَو تسرّاني فأَما استسرني فمعناه أَلقي إِليَّ سِرّه. قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى لا فرق بينه وبين حديث عائشة في الجواز. والسرُّ: الذَّكَرُ؛ قال الأَفوه الأَودي: لَمَّا رَأَتْ سِرَّي تَغَيَّرَ، وانْثَنَى مِنْ دونِ نَهْمَةِ شَبْرِها حِينَ انْثَنَى وفي التهذيب: السر ذكر الرجل فخصصه. والسَّرُّ: الأَصلُ. وسِرُّ الوادي: أَكرم موضع فيه، وهي السَّرارةُ أَيضاً. والسِّرُّ: وسَطُ الوادي، وجمعه سُرور: قال الأَعشى: كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وِسْطَ الغَرِيف، إِذا خالَطَ الماءُ منها السُّرورا وكذلك سَرارُه وسَرارَتُه وسُرّتُه. وأَرض سِرُّ: كريمةٌ طيبة، وقيل: هي أَطيب موضع فيه، وجمع السِّرَّ سِرَرٌ نادر، وجمع السَّرارِ أَسِرَّةٌ كَقَذالٍ وأَقْذِلَة، وجمع السَّرارِة سَراثرُ. الأَصمعي: سَرارُ الأَرض أَوسَطُه وأَكرمُه. ويقال: أَرض سَرَّاءُ أَي طيبة. وقال الفراء: سِرٌّ بَيِّنُ السِّرارةِ، وهو الخالص من كل شيء. وقال الأَصمعي: السَّرُّ من الأَرض مثل السَّرارةَ أَكرمها؛ وقول الشاعر: وأَغْفِ تحتَ الأَنْجُمِ العَواتم، واهْبِطْ بها مِنْكَ بِسِرٍّ كاتم قال: السر أَخْصَبُ الوادي. وكاتم أَي كامن تراه فيه قد كتم ولم ييبس؛ وقال لبيد يرثي قوماً: فَساعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهمْ أَسِرَّةُ رَيحانٍ، بِقاعٍ مُنَوَّر قال: الأَسرَّةُ أَوْساطُ الرِّياضِ، وقال أَبو عمرو: واحد الأَسِرَّةِ سِرَارٌ؛ وأَنشد: كأَنه عن سِرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ وسِرُّ الحَسَبِ وسَرارُه وسَرارَتُه: أَوسطُه. ويقال: فلان في سِرِّ قومه أَي في أَفضلهم، وفي الصحاح: في أَوسطهم. وفي حديث ظبيان: نحن قوم من سَرارةِ مَذْحِجٍ أَي من خيارهم. وسِرُّ النسَبِ: مَحْضُه وأَفضلُه، ومصدره السَّرارَةُ، بالفتح. والسِّرُّ من كل شيء: الخالِصُ بَيِّنُ السَّرارةِ، ولا فعل له؛ وأَما قول امرئ القيس في صفة امرأَة: فَلَها مُقَلَّدُها ومُقْلَتُها، ولَها عليهِ سَرارةُ الفضلِ فإِنه وصف جاريةً شبهها بظبيةٍ جيداً ومُقْلَةً ثم جعل لها الفضل على الظبية في سائر مَحاسِنها، أَراد بالسَّرارةِ كُنْه الفضل. وسَرارةُ كلِّ شيء: محضُه ووسَطُه، والأَصل فيهعا سَرَارةُ الروضة، وهي خير منابتها، وكذلك سُرَّةُ الروضة. وقال الفراء: لها عليها سَرارةُ الفضل وسَراوةُ الفضل أَي زيادة الفضل. وسَرارة العيش: خيره وأَفضله. وفلان سِرُّ هذا الأَمر إِذا كان عالماً به. وسِرُّ الوادي: أَفضل موضع فيه، والجمع أَسِرَّةٌ مثل قِنٍّ وأَقِنَّةٍ؛ قال طرفة: تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِي حَدائِقَ مَوْليِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ وكذلك سَرارةُ الوادي، والجمع سرارٌ؛ قال الشاعر: فإِن أَفْخُرْ بِمَجْدِ بَني سُلَيْمٍ، أَكُنْ منها التَّخُومَةَ والسَّرَارا والسُّرُّ والسِّرُّ والسِّرَرُ والسِّرارُ، كله: خط بطن الكف والوجه والجبهة؛ قال الأَعشى: فانْظُرْ إِلى كفٍّ وأَسْرارها، هَلْ أَنتَ إِنْ أَوعَدْتَني ضائري؟ يعني خطوط باطن الكف، والجمع أَسِرَّةٌ وأَسْرارٌ، وأَسارِيرُ جمع الجمع؛ وكذلك الخطوط في كل شيء؛ قال عنترة: بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ، قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشَّمالِ مُقَدَّم وفي حديث عائشة في صفته، صلى الله عليه وسلم: تَبْرُقُ أَسارِيرُ وجهه. قال أَبو عمرو: الأَسارير هي الخطوط التي في الجبهة من التكسر فيها، واحدها سِرَرٌ. قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول في قوله تبرق أَسارِيرُ وجهه، قال: خطوط وجهه سِرٌّ وأَسرارٌ، وأَسارِيرُ جمع الجمع. قال: وقال بعضهم الأَساريرُ الخدّان والوجنتان ومحاسن الوجه، وهي شآبيبُ الوجه أَيضاً وسُبُحاتُ الوجه. وفي حديث علي، عليه السلام: كأَنَّ ماءَ الذهبِ يجري في صفحة خده، وروْنَقَ الجلالِ يَطَّردُ في أَسِرَّةِ جبينه. وتَسَرَّرَ الثوبُ: تَشَقَّقَ. وسُرَّةُ الحوض: مستقر الماء في أَقصاه. والسُّرَّةُ: الوَقْبَةُ التي في وسط البطن. والسُّرُّ والسَّرَرُ: ما يتعلق من سُرَّةِ المولود فيقطع، والجمع أَسِرَّةٌ نادر. وسَرَّه سَرّاً: قطع سَرَرَه، وقيل: السرَر ما قطع منه فذهب. والسُّرَّةُ: ما بقي، وقيل: السُّر، بالضم، ما تقطعه القابلة من سُرَّة الصبي. يقال: عرفْتُ ذلك قبل أَن يُقْطَعَ سُرُّك، ولا تقل سرتك لأَن السرة لا تقطع وإِنما هي الموضع الذي قطع منه السُّرُّ. والسَّرَرُ والسِّرَرُ، بفتح السين وكسرها: لغة في السُّرِّ. يقال: قُطِعَ سَرَرُ الصبي وسِرَرُه، وجمعه أَسرة؛ عن يعقوب، وجمع السُّرة سُرَرٌ وسُرَّات لا يحركون العين لأَنها كانت مدغمة. وسَرَّه: طعنه في سُرَّته؛ قال الشاعر:نَسُرُّهُمُ، إِن هُمُ أَقْبَلُوا، وإِن أَدْبَرُوا، فَهُمُ مَنْ نَسُبْ أَي نَطْعُنُه في سُبَّتِه. قال أَبو عبيد: سمعت الكسائي يقول: قُطِع سَرَرُ الصبيّ، وهو واحد. ابن السكيت: يقال قطع سرر الصبي، ولا يقال قطعت سرته، إِنما السرة التي تبقى والسرر ما قطع. وقال غيره: يقال، لما قطع، السُّرُّ أَيضاً، يقال: قطع سُرُّه وسَرَرُه. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، وُلِدَ مَعْذُوراً مسروراً؛ أَي مقطوع السُّرَّة (* قوله: «أَي مقطوع السرة» كذا بالأَصل ومثله في النهاية والإِضافة على معنى من الابتدائية والمفعول محذوف والأَصل مقطوع السر من السرة وإِلاَّ فقد ذكر أَنه لا يقال قطعت سرته). وهو ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة. والسَّرَرُ: داءٌ يأُخذ في السُّرَّة، وفي المحكم: يأْخذ الفَرَس. وبعير أَسَرُّ وناقة بيِّنة السَّرَر يأْخذها الداء في سرتها فإِذا بركت تجافت؛ قال الأَزهري: هذا التفسير غلط من الليث إِنما السَّرَرُ وجع يأْخذ البعير في الكِرْكِرَةِ لا في السرة. قال أَبو عمرو: ناقة سَرَّاء وبعير أَسَرُّ بيِّنُ السَّرَرِ، وهو وجع يأْخذ في الكركرة؛ قال الأَزهري: هذا سماعي من العرب، ويقال: في سُرَّته سَرَرٌ أَي ورم يؤلمه، وقيل: السَّرَر قرح في مؤخر كركرة البعير يكاد ينقب إِلى جوفه ولا يقتل، سَرَّ البعيرُ يَسَرُّ سَرَراً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقيل: الأَسَرُّ الذي به الضَّبُّ، وهو ورَمٌ يكون في جوف البعير، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر؛ قال معد يكرب المعروف بِغَلْفاءَ يرثي أَخاه شُرَحْبِيلَ وكان رئيس بكر بن وائل قتل يوم الكُلابِ الأَوَّل: إِنَّ جَنْبي عن الفِراشِ لَنابي، كَتَجافِي الأَسَرِّ فوقَ الظِّراب مِنْ حَدِيث نَما إِلَيَّ فَمٌّ تَرْ فَأُعَيْنِي، ولا أُسِيغ شَرابي مُرَّةٌ كالذُّعافِ، ولا أَكْتُمُها النَّا سَ، على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ مِنْ شُرَحْبِيلَ إِذْ تَعَاوَرَهُ الأَرْ ماحُ، في حالِ صَبْوَةٍ وشَبابِ وقال: وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها، فإِذا تَحَزْحَزَ عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ وسَرَّ الزَّنْدَ يَسُرُّه سَرّاً إِذا كان أَجوف فجعل في جوفه عوداً ليقدح به. قال أَبو حنيفة: يقال سُرَّ زَنْدَكَ فإِنه أَسَرُّ أَي أَجوف أَي احْشُه لِيَرِيَ. والسَّرُّ: مصدر سَرِّ الزَّنْدَ. وقَنَاةٌ سَرَّاءُ: جوفاء بَيِّنَةُ السَّرَرِ. والسَّرِيرُ: المُضطَجَعُ، والجمع أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ؛ سيبويه: ومن قال صِيدٌ قال في سُرُرٍ سُرٌّ. والسرير: الذي يجلس عليه معروف. وفي التنزيل العزيز: على سُرُرٍ متقابلين؛ وبعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التضعيف فيردّ الأَول منهما إِلى الفتح لخفته فيقول سُرَرٌ، وكذلك ما أَشبهه من الجمع مثل ذليل وذُلُلٍ ونحوه. وسرير الرأْس: مستقره في مُرَكَّبِ العُنُقِ؛ وأَنشد: ضَرْباً يُزِيلُ الهامَ عن سَرِيرِهِ، إِزَالَةَ السُّنْبُلِ عن شَعِيرِهِ والسَّرِيرُ: مُسْتَقَرُّ الرأْس والعنق. وسَرِيرُ العيشِ: خَفْضُهُ ودَعَتُه وما استقرّ واطمأَن عليه. وسَرِيرُ الكَمْأَةِ وسِرَرُها، بالكسر: ما عليها من التراب والقشور والطين، والجمع أَسْرارٌ. قال ابن شميل: الفَِقْعُ أَرْدَأُ الكَمْءِ طَعْماً وأَسرعها ظهوراً وأَقصرها في الأَرض سِرَراً، قال: وليس لِلْكَمْأَةِ عروق ولكن لها أَسْرارٌ. والسَّرَرُ: دُمْلُوكَة من تراب تَنبت فيها. والسَّرِيرُ: شحمة البَرْدِيِّ. والسُّرُورُ: ما اسْتَسَرَّ من البَرْدِيَّة فَرَطُبَتْ وحَسُنَتْ ونَعُمَتْ. والسُّرُورُ من النبات: أَنْصافُ سُوقِ العُلا؛ وقول الأَعشى:كَبَرْدِيَّة الغِيلِ وَسْطَ الغَرِيـ ـفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّرِيرا يعني شَحْمَةَ البَرْدِيِّ، ويروى: السُّرُورَا، وهي ما قدمناه، يريد جميع أَصلها الذي استقرت عليه أَو غاية نعمتها، وقد يعبر بالسرير عن المُلْكِ والنّعمَةِ؛ وأَنشد: وفارَقَ مِنها عِيشَةً غَيْدَقِيَّةً؛ ولم يَخْشَ يوماً أَنْ يَزُولِ سَرِيرُها ابن الأَعرابي: سَرَّ يَسَرُّ إِذا اشتكى سُرَّتَهُ. وسَرَّه يَسُرُّه: حَيَّاه بالمَسَرَّة وهي أَطراف الرياحين. ابن الأَعرابي: السَّرَّةُ، الطاقة من الريحان، والمَسَرَّةُ أَطراف الرياحين. قال أَبو حنيفة: وقوم يجعلون الأَسِرَّةَ طريق النبات يذهبون به إِلى التشبيه بأَسِرَّةِ الكف وأَسرة الوجه، وهي الخطوط التي فيهما، وليس هذا بقويّ. وأَسِرَّةُ النبت: طرائقه. والسَّرَّاءُ: النعمة، والضرَّاء: الشدة. والسَّرَّاءُ: الرَّخاء، وهو نقيض الضراء. والسُّرُّ والسَّرَّاءُ والسُّرُورُ والمَسَرَّةُ، كُلُّه: الفَرَحُ؛ الأَخيرة عن السيرافي. يقال: سُرِرْتُ برؤية فلان وسَرَّني لقاؤه وقد سَرَرْتُه أَسُرُّه أَي فَرَّحْتُه. وقال الجوهري: السُّرور خلاف الحُزن؛ تقول: سَرَّني فلانٌ مَسَرَّةً وسُرَّ هو على ما لم يسمَّ فاعله. ويقال: فلانٌ سِرِّيرٌ إِذا كان يَسُرُّ إِخوانَه ويَبَرُّهم. وامرأَة سَرَّةٌ (قوله: «وامرأَة سرة» كذا بالأَصل بفتح السين، وضبطت في القاموس بالشكل بضمها). وقومٌ بَرُّونَ سَرُّونَ. وامرأَة سَرَّةٌ وسارَّةٌ: تَسُرُّك؛ كلاهما عن اللحياني. والمثل الذي جاء: كُلَّ مُجْرٍ بالخَلاء مُسَرٌّ؛ قال ابن سيده: هكذا حكاه أَفَّارُ لَقِيطٍ إِنما جاء على توهم أَسَرَّ، كما أَنشد الآخر في عكسه: وبَلَدٍ يِغْضِي على النُّعوتِ، يُغْضِي كإِغْضَاءِ الرُّوَى المَثْبُوتِ (* قوله: «يغضي إلخ» البيت هكذا بالأَصل). أَراد: المُثْبَتَ فتوهم ثَبَتَهُ، كما أَراد الآخر المَسْرُورَ فتوهم أَسَرَّه. وَوَلَدَتْ ثلاثاً في سَرَرٍ واحد أَي بعضهم في إِثر بعض. ويقال: ولد له ثلاثة على سِرٍّ وعلى سِرَرٍ واحد، وهو أَن تقطع سُرَرُهم أَشباهاً لا تَخْلِطُهُم أُنثى. ويقولون: ولدت المرأَة ثلاثة في صِرَرٍ، جمع الصِّرَّةِ، وهي الصيحة، ويقال: الشدة. وتَسَرَّرَ فلانٌ بنتَ فلان إِذا كان لئيماً وكانت كريمة فتزوّجها لكثرة ماله وقلة مالها. والسُّرَرُ: موضع على أَربعة أَميال من مكة؛ قال أَبو ذؤيب: بِآيةِ ما وقَفَتْ والرِّكابَ، وبَيْنَ الحَجُونِ وبَيْنَ السُّرَرْ التهذيب: وقيل في هذا البيت هو الموضع الذي جاء في الحديث: كانت به شجرة سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً، فسمي سُرَراً لذلك؛ وفي بعض الحديث: أَنها بالمأْزِمَيْنِ مِن مِنًى كانت فيه دَوْحَةٌ. قال ابن عُمران: بها سَرْحَة سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً أَي قطعت سُرَرُهُمْ يعني أَنهم ولدوا تحتها، فهو يصف بركتها والموضع الذي هي فيه يسمى وادي السرر، بضم السين وفتح الراء؛ وقيل: هو بفتح السين والراء، وقيل: بكسر السين. وفي حديث السِّقْطِ: إِنه يَجْتَرُّ والديه بِسَرَرِهِ حتى يدخلهما الجنة. وفي حديث حذيفة: لا ينزل سُرَّة البصرة أَي وسطها وجوفها، من سُرَّةِ الإِنسان فإِنها في وسطه. وفي حديث طاووس: من كانت له إِبل لم يؤدِّ حَقَّها أَتت يوم القيامة كَأَسَرِّ ما كانت تَطؤه بأَخفافها أَي كَأَسْمَنِ ما كانت وأَوفره، من سُرِّ كلِّ شيء وهو لُبُّه ومُخُّه، وقيل: هو من السُّرُور لأَنها إِذا سمنت سَرَّت الناظر إِليها. وفي حديث عمر: أَنه كان يحدّثه، عليه السلامُ، كَأَخِي السِّرَارِ؛ السِّرَارُ: المُسَارَّةُ، أَي كصاحب السِّرَارِ أَو كمثل المُسَارَّةِ لخفض صوته، والكاف صفة لمصدر محذوف؛ وفيه: لا تقتلوا أَولادكم سِرّاً فإِن الغَيْلَ يدرك الفارسَ فَيُدَعْثِرُه من فرسه؛ الغَيْلُ: لبن المرأَة إِذا حملت وهي تُرْضِعُ، وسمي هذا الفعل قتلاً لأَنه يفضي إِلى القتل، وذلك أَنه بضعفه ويرخي قواه ويفسد مزاجه، وإِذا كبر واحتاج إِلى نفسه في الحرب ومنازلة الأَقران عجز عنهم وضعف فربما قُتل، إِلاَّ أَنه لما كان خفيّاً لا يدرك جعله سرّاً. وفي حديث حذيفة: ثم فتنة السَّرَّاءِ؛ السَّرِّاءُ: البَطْحاءُ؛ قال ابن الأَثير: قال بعضهم هي التي تدخل الباطن وتزلزله، قال: ولا أَدري ما وجهه. والمِسَرَّةُ: الآلة التي يُسَارُّ فيها كالطُّومار. والأَسَرُّ: الدَّخِيلُ؛ قال لبيد: وجَدِّي فارسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُمْ رَئِيسٌ، لا أَسَرُّ ولا سَنِيدُ ويروى: أَلَفُّ. وفي المثل: ما يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرٍّ؛ قال: يضرب لكل أَمر متعالم مشهور، وهي حليمة بنت الحرث بن أَبي شمر الغساني لأَن أَباها لما وجه جيشاً إِلى المنذر بن ماء السماء أَخرجت لهم طيباً في مِرْكَنٍ، فطيبتهم به فنسب اليوم إِليها. وسَرَارٌ: وادٍ. والسَّرِيرُ: موضع في بلاد بني كنانة؛ قال عروة بن الورد: سَقَى سَلْمى، وأَيْنَ مَحَلُّ سَلْمى؟ إِذا حَلَّتْ مُجاوِرَةَ السَّرِيرِ والتَّسْرِيرُ: موضع في بلاد غاضرة؛ حكاه أَبو حنيفة، وأَنشد: إِذا يقولون: ما أَشْفَى؟ أَقُولُ لَهُمْ: دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي مما يَضُمُّ إِلى عُمْرانَ حاطِبُهُ، من الجُنَيْبَةِ، جَزْلاً غَيْرَ مَوْزُونِ الجنيبة: ثِنْيٌ من التسرير، وأَعلى التسرير لغاضرة. وفي ديار تميم موضع يقال له: السِّرُّ. وأَبو سَرَّارٍ وأَبو السَّرّارِ جميعاً: من كُناهم. والسُّرْسُورُ: القَطِنُ العالم. وإِنه لَسُرْسُورُ مالٍ أَي حافظ له. أَبو عمرو: فلان سُرْسُورُ مالٍ وسُوبانُ مالٍ إِذا كان حسن القيام عليه عالماً بمصلحته. أَبو حاتم: يقال فلان سُرْسُورِي وسُرْسُورَتِي أَي حبيبي وخاصَّتِي. ويقال: فلان سُرْسُورُ هذا الأَمر إِذا كان قائماً به. ويقال للرجل سُرْسُرْ (* قوله: «سرسر» هكذا في الأَصل بضم السينين). إِذا أَمرته بمعالي الأُمور. ويقال: سَرْسَرْتُ شَفْرَتِي إِذا أَحْدَدْتَها.
سَوْرَةُ الخمرِ وغيرها وسُوَارُها: حِدَّتُها؛ قال أَبو ذؤيب: تَرى شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُمْ أُسارَى، إِذا ما مَارَ فِيهمْ سُؤَار وفي حديث صفة الجنة: أَخَذَهُ سُوَارُ فَرَحٍ؛ أَي دَبَّ فيه الفرح دبيب الشراب. والسَّوْرَةُ في الشراب: تناول الشراب للرأْس، وقيل: سَوْرَةُ الخمر حُمَيّاً دبيبها في شاربها، وسَوْرَةُ الشَّرَابِ وُثُوبُه في الرأْس، وكذلك سَوْرَةُ الحُمَةِ وُثُوبُها. وسَوْرَةُ السُّلْطان: سطوته واعتداؤه. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها ذكرت زينب فقالت: كُلُّ خِلاَلِها محمودٌ ما خلا سَوْرَةً من غَرْبٍ أَي سَوْرَةً منْ حِدَّةٍ؛ ومنه يقال لِلْمُعَرْبِدِ: سَوَّارٌ. وفي حديث الحسن: ما من أَحد عَمِلَ عَمَلاً إِلاَّ سَارَ في قلبه سَوُْرَتانِ. وسارَ الشَّرَابُ في رأْسه سَوْراً وسُؤُوراً وسُؤْراً على الأَصل: دار وارتفع. والسَّوَّارُ: الذي تَسُورُ الخمر في رأْسه سريعاً كأَنه هو الذي يسور؛ قال الأَخطل: وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَاسِ نادَمَني لا بالحَصُورِ، ولا فيها بِسَوَّارِ أَي بمُعَرْبِدٍ من سار إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ. وروي: ولا فيها بِسَأْآرِ، بوزن سَعَّارِ بالهمز، أَي لا يُسْئِرُ في الإِناء سُؤْراً بل يَشْتَفُّه كُلَّه، وهو مذكور في موضعه؛ وقوله أَنشده ثعلب: أُحِبُّهُ حُبّاً له سُوَّارى، كَمَا تُحِبُّ فَرْخَهَا الحُبَارَى فسره فقال: له سُوَّارَى أَي له ارتفاعٌ؛ ومعنى كما تحب فرخها الحبارى: أَنها فيها رُعُونَةٌ فمتى أَحبت ولدها أَفرطت في الرعونة. والسَّوْرَةُ: البَرْدُ الشديد. وسَوْرَةُ المَجْد: أَثَرُه وعلامته ارتفاعه؛ وقال النابغة: ولآلِ حَرَّابٍ وقَدٍّ سَوْرَةٌ، في المَجْدِ، لَيْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ وسارَ يَسُورُ سَوْراً وسُؤُوراً: وَثَبَ وثارَ؛ قال الأَخطل يصف خمراً: لَمَّا أَتَوْهَا بِمِصْبَاحٍ ومِبْزَلِهمْ، سَارَتْ إِليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّاري وساوَرَهُ مُساوَرَةٌ وسِوَاراً: واثبه؛ قال أَبو كبير: . . . . . . ذو عيث يسر إِذ كان شَعْشَعَهُ سِوَارُ المُلْجمِ والإِنسانُ يُساوِرُ إِنساناً إِذا تناول رأْسه. وفلانٌ ذو سَوْرَةٍ في الحرب أَي ذو نظر سديد. والسَّوَّارُ من الكلاب: الذي يأْخذ بالرأْس. والسَّوَّارُ: الذي يواثب نديمه إِذا شرب. والسَّوْرَةُ: الوَثْبَةُ. وقد سُرْتُ إِليه أَي وثَبْتُ إِليه. ويقال: إِن لغضبه لسَوْرَةً. وهو سَوَّارٌ أَي وثَّابٌ مُعَرْبِدٌ. وفي حديث عمر: فكِدْتُ أُساوِرُه في الصلاة أَي أُواثبه وأُقاتله؛ وفي قصيدة كعب بن زهير: إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ، إِلا وهْو مَجْدُولُ والسُّورُ: حائط المدينة، مُذَكَّرٌ؛ وقول جرير يهجو ابن جُرْمُوز: لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ المَدِينَةِ، والجِبالُ الخُشَّعُ فإِنه أَنث السُّورَ لأَنه بعض المدينة فكأَنه قال: تواضعت المدينة، والأَلف واللام في الخشع زائدة إِذا كان خبراً كقوله: ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَات الأَوْبَرِ وإِنما هو بنات أَوبر لأَن أَوبر معرفة؛ وكما أَنشد الفارسي عن أَبي زيد:يَا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانت صَاحِبي أَراد أُم عمرو، ومن رواه أُم الغمر فلا كلام فيه لأَن الغمر صفة في الأَصل فهو يجري مجرى الحرث والعباس، ومن جعل الخشع صفة فإِنه سماها بما آلت إِليه. والجمع أَسْوارٌ وسِيرَانٌ. وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً وتَسَوَّرْتُه إِذا عَلَوْتَهُ. وتَسَوَّرَ الحائطَ: تَسَلَّقَه. وتَسَوَّرَ الحائط: هجم مثل اللص؛ عن ابن الأَعرابي: وفي حديث كعب بن مالك: مَشَيْتُ حتى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ أَبي قتادة أَي عَلَوْتُه؛ ومنه حديث شيبة: لم يَبْقَ إِلا أَنَّ أُسَوِّرَهُ أَي أَرتفع إِليه وآخذه. وفي الحديث: فَتَساوَرْتُ لها؛ أَي رَفَعْتُ لها شخصي. يقال: تَسَوَّرْتُ الحائط وسَوَّرْتُه. وفي التنزيل العزيز: إِذ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ؛ وأَنشد: تَسَوَّرَ الشَّيْبُ وخَفَّ النَّحْضُ وتَسَوَّرَ عليه: كَسَوَّرَةُ والسُّورَةُ: المنزلة، والجمع سُوَرٌ وسُوْرٌ، الأَخيرة عن كراع، والسُّورَةُ من البناء: ما حَسُنَ وطال. الجوهري: والسُّوْرُ جمع سُورَة مثل بُسْرَة وبُسْرٍ، وهي كل منزلة من البناء؛ ومنه سُورَةُ القرآن لأَنها منزلةٌ بعد منزلة مقطوعةٌ عن الأُخرى والجمع سُوَرٌ بفتح الواو؛ قال الراعي:هُنَّ الحرائِرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ، سُودُ المحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ قال: ويجوز أَن يجمع على سُوْرَاتٍ وسُوَرَاتٍ. ابن سيده: سميت السُّورَةُ من القرآن سُورَةً لأَنها دَرَجَةٌ إِلى غيرها، ومن همزها جعلها بمعنى بقية من القرآن وقِطْعَة، وأَكثر القراء على ترك الهمزة فيها؛ وقيل: السُّورَةُ من القرآن يجوز أَن تكون من سُؤْرَةِ المال، ترك همزه لما كثر في الكلام؛ التهذيب: وأَما أَبو عبيدة فإِنه زعم أَنه مشتق من سُورة البناء، وأَن السُّورَةَ عِرْقٌ من أَعراق الحائط، ويجمع سُوْراً، وكذلك الصُّورَةُ تُجْمَعُ صُوْراً؛ واحتج أَبو عبيدة بقوله: سِرْتُ إِليه في أَعالي السُّوْرِ وروى الأَزهري بسنده عن أَبي الهيثم أَنه ردّ على أَبي عبيدة قوله وقال: إِنما تجمع فُعْلَةٌ على فُعْلٍ بسكون العين إِذا سبق الجمعَ الواحِدُ مثل صُوفَةٍ وصُوفٍ، وسُوْرَةُ البناء وسُوْرُهُ، فالسُّورُ جمع سبق وُحْدَانَه في هذا الموضع؛ قال الله عز وجل: فضرب بينهم بسُورٍ له بابٌ باطِنُهُ فيه الرحمةُ؛ قال: والسُّور عند العرب حائط المدينة، وهو أَشرف الحيطان، وشبه الله تعالى الحائط الذي حجز بين أَهل النار وأَهل الجنة بأَشرف حائط عرفناه في الدنيا، وهو اسم واحد لشيء واحد، إِلا أَنا إِذا أَردنا أَن نعرِّف العِرْقَ منه قلنا سُورَةٌ كما نقول التمر، وهو اسم جامع للجنس، فإِذا أَردنا معرفة الواحدة من التمر قلنا تمرة، وكلُّ منزلة رفيعة فهي سُورَةٌ مأْخوذة من سُورَةِ البناء؛ وأَنشد للنابغة: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَعطاكَ سُورَةً، تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ؟ معناه: أَعطاك رفعة وشرفاً ومنزلة، وجمعها سُوْرٌ أَي رِفَعٌ. قال: وأَما سُورَةُ القرآن فإِنَّ الله، جل ثناؤه، جعلها سُوَراً مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ ورُتْبَةٍ ورُتَبٍ وزُلْفَةٍ وزُلَفٍ، فدل على أَنه لم يجعلها من سُور البناء لأَنها لو كانت من سُور البناء لقال: فأْتُوا بِعَشْرِ سُوْرٍ مثله، ولم يقل: بعشر سُوَرٍ، والقراء مجتمعون على سُوَرٍ، وكذلك اجتمعوا على قراءة سُوْرٍ في قوله: فضرب بينهم بسور، ولم يقرأْ أَحد: بِسُوَرٍ، فدل ذلك على تميز سُورَةٍ من سُوَرِ القرآن عن سُورَةٍ من سُوْرِ البناء. قال: وكأَن أَبا عبيدة أَراد أَن يؤيد قوله في الصُّورِ أَنه جمع صُورَةٍ فأَخطأَ في الصُّورِ والسُّورِ، وحرَّفَ كلام العرب عن صيغته فأَدخل فيه ما ليس منه، خذلاناً من الله لتكذيبه بأَن الصُّورَ قَرْنٌ خلقه الله تعالى للنفخ فيه حتى يميت الخلق أَجمعين بالنفخة الأُولى، ثم يحييهم بالنفخة الثانية والله حسيبه. قال أَبو الهيثم: والسُّورَةُ من سُوَرِ القرآن عندنا قطعة من القرآن سبق وُحْدانُها جَمْعَها كما أَن الغُرْفَة سابقة للغُرَفِ، وأَنزل الله عز وجل القرآن على نبيه، صلى الله عليه وسلم، شيئاً بعد شيء وجعله مفصلاً، وبيَّن كل سورة بخاتمتها وبادئتها وميزها من التي تليها؛ قال: وكأَن أَبا الهيثم جعل السُّورَةَ من سُوَرِ القرآن من أَسْأَرْتُ سُؤْراً أَي أَفضلت فضلاً إِلا أَنها لما كثرت في الكلام وفي القرآن ترك فيها الهمز كما ترك في المَلَكِ وردّ على أَبي عبيدة، قال الأَزهري: فاختصرت مجامع مقاصده، قال: وربما غيرت بعض أَلفاظه والمعنى معناه. ابن الأَعرابي: سُورَةُ كل شيء حَدُّهُ. ابن الأَعرابي: السُّورَةُ الرِّفْعَةُ، وبها سميت السورة من القرآن، أَي رفعة وخير، قال: فوافق قوله قول أَبي عبيدة. قال أَبو منصور: والبصريون جمعوا الصُّورَةَ والسُّورَةَ وما أَشبهها صُوَراً وصُوْراً وسُوَراً وسُوْراً ولم يميزوا بين ما سبق جَمْعُهُ وُحْدَانَه وبين ما سبق وُحْدانُهُ جَمْعَه، قال: والذي حكاه أَبو الهيثم هو قول الكوفيين . . (* كذا بياض بالأَصل ولعل محله: وسنذكره في بابه) . . به، إِن شاء الله تعالى. ابن الأَعرابي: السُّورَةُ من القرآن معناها الرفعة لإِجلال القرآن، قال ذلك جماعة من أَهل اللغة. قال: ويقال للرجل سُرْسُرْ إِذا أَمرته بمعالي الأُمور. وسُوْرُ الإِبل: كرامها؛ حكاه ابن دريد؛ قال ابن سيده: وأَنشدوا فيه رجزاً لم أَسمعه، قال أَصحابنا؛ الواحدة سُورَةٌ، وقيل: هي الصلبة الشديدة منها. وبينهما سُورَةٌ أَي علامة؛ عن ابن الأَعرابي. والسِّوارُ والسُّوَارُ القُلْبُ: سِوَارُ المرأَة، والجمع أَسْوِرَةٌ وأَساوِرُ، الأَخيرة جمع الجمع، والكثير سُوْرٌ وسُؤْورٌ؛ الأَخيرة عن ابن جني، ووجهها سيبويه على الضرورة، والإِسْوَار (* قوله: «والاسوار» كذا هو مضبوط في الأَصل بالكسر في جميع الشواهد الآتي ذكرها، وفي القاموس الأَسوار بالضم. قال شارحه ونقل عن بعضهم الكسر أَيضاً كما حققه شيخنا والكل معرب دستوار بالفارسية). كالسِّوَارِ، والجمع أَساوِرَةٌ. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري شاهداً على الإِسْوَارِ لغة في السِّوَارِ ونسب هذا القول إِلى أَبي عمرو بن العلاء؛ قال: ولم ينفرد أَبو عمرو بهذا القول، وشاهده قول الأَحوص: غادَةٌ تَغْرِثُ الوِشاحَ، ولا يَغْـ ـرَثُ منها الخَلْخَالُ والإِسْوَارُ وقال حميد بن ثور الهلالي: يَطُفْنَ بِه رَأْدَ الضُّحَى ويَنُشْنَهُ بِأَيْدٍ، تَرَى الإِسْوَارَ فِيهِنَّ أَعْجَمَا وقال العَرَنْدَسُ الكلابي: بَلْ أَيُّها الرَّاكِبُ المُفْنِي شَبِيبَتَهُ، يَبْكِي على ذَاتِ خَلْخَالٍ وإِسْوَارِ وقال المَرَّارُ بنُ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ: كما لاحَ تِبْرٌ في يَدٍ لمَعَتْ بِه كَعَابٌ، بَدا إِسْوَارُهَا وخَضِيبُها وقرئ: فلولا أُلْقِيَ عليه أَساوِرَةٌ من ذهب. قال: وقد يكون جَمْعَ أَساوِرَ. وقال عز وجل: يُحَلَّون فيها من أَسَاوِرَ من ذهب؛ وقال أَبو عَمْرِو ابنُ العلاء: واحدها إِسْوارٌ. وسوَّرْتُه أَي أَلْبَسْتُه السِّوَارَ فَتَسَوَّرَ. وفي الحديث: أَتُحِبِّينَ أَن يُسَوِّرَكِ اللهُ بِسوَارَيْنِ من نار؟ السِّوَارُ من الحُلِيِّ: معروف. والمُسَوَّرُ: موضع السِّوَارِ كالمُخَدَّمِ لموضع الخَدَمَةِ. التهذيب: وأَما قول الله تعالى: أَسَاوِرَ من ذَهَبٍ، فإِن أَبا إِسحق الزجاج قال: الأَساور من فضة، وقال أَيضاً: فلولا أُلقيَ عليه أَسْوِرَةٌ من ذَهَبٍ؛ قال: الأَسَاوِرُ جمع أَسْوِرَةٍ وأَسْوِرَةٌ جمعُ سِوَارٍ، وهو سِوَارُ المرأَة وسُوَارُها. قال: والقُلْبُ من الفضة يسمى سِوَاراً وإِن كان من الذهب فهو أَيضاً سِوارٌ، وكلاهما لباس أَهل الجنة، أَحلَّنا الله فيها برحمته. والأُسْوَارُ والإِسْوارُ: قائد الفُرْسِ، وقيل: هو الجَيِّدُ الرَّمْي بالسهام، وقيل: هو الجيد الثبات على ظهر الفرس، والجمع أَسَاوِرَةٌ وأَسَاوِرُ؛ قال: وَوَتَّرَ الأَسَاوِرُ القِياسَا، صُغْدِيَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسَا والإِسْوَارُ والأُسْوَارُ: الواحد من أَسَاوِرَة فارس، وهو الفارس من فُرْسَانِهم المقاتل، والهاء عوض من الياء، وكأَنَّ أَصله أَسَاوِيرُ، وكذلك الزَّنادِقَةُ أَصله زَنَادِيقُ؛ عن الأَخفش. والأَسَاوِرَةُ: قوم من العجم بالبصرة نزلوها قديماً كالأَحامِرَة بالكُوفَةِ. والمِسْوَرُ والمِسْوَرَةُ: مُتَّكَأٌ من أَدَمٍ، وجمعها المَسَاوِرُ. وسارَ الرجلُ يَسُورُ سَوْراً ارتفع؛ وأَنشد ثعلب: تَسُورُ بَيْنَ السَّرْجِ والحِزَامِ، سَوْرَ السَّلُوقِيِّ إِلى الأَحْذَامِ وقد جلس على المِسْوَرَةِ. قال أَبو العباس: إِنما سميت المِسْوَرَةُ مِسْوَرَةً لعلوها وارتفاعها، من قول العرب سار إِذا ارتفع؛ وأَنشد: سُرْتُ إِليه في أَعالي السُّورِ أَراد: ارتفعت إِليه. وفي الحديث: لا يَضُرُّ المرأَة أَن لا تَنْقُضَ شعرها إِذا أَصاب الماء سُورَ رأْسها؛ أَي أَعلاه. وكلُّ مرتفع: سُورٌ. وفي رواية: سُورَةَ الرأْس، ومنه سُورُ المدينة؛ ويروى: شَوَى رأْسِها، جمع شَوَاةٍ، وهي جلدة الرأْس؛ قال ابن الأَثير: هكذا قال الهَرَوِيُّ، وقال الخَطَّابيُّ: ويروى شَوْرَ الرَّأْسِ، قال: ولا أَعرفه، قال: وأُراه شَوَى جمع شواة. قال بعض المتأَخرين: الروايتان غير معروفتين، والمعروف: شُؤُونَ رأْسها، وهي أُصول الشعر وطرائق الرَّأْس. وسَوَّارٌ ومُساوِرٌ ومِسْوَرٌ: أَسماء؛ أَنشد سيبويه: دَعَوْتُ لِمَا نابني مِسْوَراً، فَلَبَّى فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ وربما قالوا: المِسوَر لأَنه في الأَصل صفةٌ مِفْعَلٌ من سار يسور، وما كان كذلك فلك أَن تدخل فيه الأَلف واللام وأَن لا تدخلها على ما ذهب إِليه الخليل في هذا النحو. وفي حديث جابر بن عبدالله الأَنصاري: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأَصحابه: قوموا فقد صَنَعَ جابرٌ سُوراً؛ قال أَبو العباس: وإِنما يراد من هذا أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، تكلم بالفارسية. صَنَعَ سُوراً أَي طعاماً دعا الناس إِليه. وسُوْرَى، مثال بُشْرَى، موضع بالعراق من أَرض بابل، وهو بلد السريانيين.
السَّيْرُ: الذهاب؛ سارَ يَسِيرُ سَيْراً ومَسِيراً وتَسْياراً ومَسِيرةً وسَيْرورَةً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وتَسْياراً يذهب بهذه الأَخيرة إِلى الكثرة؛ قال: فَأَلْقَتْ عَصا التَّسْيارِ منها، وخَيَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ، بِيضٌ مَحَافِرُهْ وفي حديث حذيفة: تَسايَرَ عنه الغَضَبُ أَي سارَ وزال. ويقال: سارَ القومُ يَسِيرُون سَيْراً ومَسِيراً إِذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جهة توجهوا لها. ويقال: بارك الله في مَسِيرِكَ أَي سَيْرِك؛ قال الجوهري: وهو شاذ لأَن قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ، بالفتح، والاسم من كل ذلك السِّيرَةُ. حكى اللحياني: إِنه لَحَسَنُ السِّيرَةِ؛ وحكى ابن جني: طريق مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به، وقياس هذا ونحوه عند الخليل أَن يكون مما تحذف فيه الياء، والأَخفش يعتقد أَن المحذوف من هذا ونحوه إِنما هو واو مفعول لا عينه، وآنسَهُ بذلك: قدْ هُوبَ وسُورَ به وكُولَ. والتَّسْيارُ: تَفْعَالٌ من السَّيْرِ. وسايَرَهُ أَي جاراه فتسايرا. وبينهما مَسِيرَةُ يوم. وسَيَّرَهُ من بلده: أَخرجه وأَجلاه. وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظهر الدابة: نزعته عنه. وقوله في الحديث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ؛ أَي المسافة التي يسار فيها من الأَرض كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَةِ، أَو هو مصدر بمعنى السَّيْرِ كالمَعِيشَةِ والمَعْجِزَةِ من العَيْشِ والعَجْزِ. والسَّيَّارَةُ: القافلة. والسَّيَّارَةُ: القوم يسيرون أُنث على معنى الرُّفْقَةِ أَو الجماعة، فأَما قراءَة من قَرأَ: تلتقطه بعض السَّيَّارةِ؛ فإِنه أَنث لأَن بعضها سَيَّارَةٌ. وقولهم: أَصَحُّ من عَيْر أَبي سَيَّارَةَ؛ هو أَبو سَيَّارَةَ العَدَواني كان يدفع بالناس من جَمْعٍ أَربعين سنة على حماره؛ قال الراجز: خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَهْ، وعنْ مَوَالِيهِ بَني فَزارَهْ، حَتَّى يُجِيزَ سالماً حِمارَهْ وسارَ البعِيرُ وسِرْتُه وسارَتِ الدَّابة وسارَها صاحِبُها، يتعدّى ولا يتعدَّى. ابن بُزُرج: سِرْتُ الدابة إِذا ركبتها، وإِذا أَردت بها المَرْعَى قلت: أَسَرْتُها إِلى الكلإِ، وهو أَن يُرْسِلُوا فيها الرُّعْيانَ ويُقيمُوا هُمْ. والدابة مُسَيَّرَةٌ إِذا كان الرجل راكبها والرجل سائرٌ لها، والماشية مُسَارَةٌ، والقوم مُسَيَّرُونَ، والسَّيْرُ عندهم بالنهار والليل، وأَما السُّرَى فلا يكون إِلا ليلاً؛ وسارَ دابَّتَه سَيْراً وسَيْرَةً ومَسَاراً ومَسيراً؛ قال: فاذْكُرَنْ مَوْضِعاً إِذا الْتَقَتِ الخَيْـ ـلُ، وقدْ سارتِ الرِّجالَ الرِّجالا أَي سارَت الخيلُ الرِّجالَ إِلى الرجال، وقد يجوز أَن يكون أَراد: وسارت إِلى الرجال بالرجال فحذف حرف الجر ونصب، والأَول أَقوى. وأَسَارها وسَيَّرَها: كذلك. وسايَرَهُ: سار معه. وفلان لا تُسَايَرُ خَيْلاهُ إِذا كان كذاباً. والسَّيْرَةُ: الضَّرْبُ من السَّيْرِ. والسُّيَرَةُ: الكثير السَّيْرِ؛ هذه عن ابن جني. والسِّيْرَةُ: السُّنَّةُ، وقد سَارتْ وسِرْتُها؛ قال خالد بن زهير؛ وقال ابن بري: هو لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب، وكان أَبو ذؤيب يرسله إِلى محبوبته فأَفسدها عليه فعاتبه أَبو ذؤيب في أَبيات كثيرة فقال له خالد: فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَهَا لَفِيكَ، ولكِنِّي أَرَاكَ تَجُورُها تَنَقَّذْتَها من عِنْدِ وهبِ بن جابر، وأَنتَ صفِيُّ النَّفْسِ منه وخِيرُها فلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةِ أَنْتَ سِرْتَها، فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها يقول: أَنت جعلتها سائرة في الناس. وقال أَبو عبيد: سارَ الشيءُ وسِرْتُه، فَعَمَّ؛ وأَنشد بيت خالد بن زهير. والسِّيرَةُ: الطريقة. يقال: سارَ بهم سِيْرَةً حَسَنَةً. والسَّيرَةُ: الهَيْئَةُ. وفي التنزيل العزيز: سنعيدها سِيرَتَها الأُولى. وسَيَّرَ سِيرَةً: حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل.وسارَ الكلامُ والمَثَلُ في الناس: شاع. ويقال: هذا مَثَلٌ سائرٌ؛ وقد سَيرَ فلانٌ أَمثالاً سائرة في الناس. وسائِرُ الناس: جَمِيعُهم. وسارُ الشيء: لغة في سَائِرِه. وسارُه، يجوز أَن يكون من الباب لسعة باب «س ي ر» وأَن يكون من الواو لأَنها عين، وكلاهما قد قيل؛ قال أَبو ذؤيب يصف ظبية:وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاهَا، فَلَوْنُهُ كَلَوْنِ النَّؤُورِ، وهي أَدْماءُ سارُها أَي سائرُها؛ التهذيب: وأَما قوله: وسائرُ الناس هَمَجْ فإِن أَهلَ اللغة اتفقوا على أَن معنى سائر في أَمثال هذا الموضع بمعنى الباقي، من قولك أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَةً إِذا أَفضلتَها. وقولهم: سِرْ عَنْكَ أَي تغافلْ واحتَمِلْ، وفيه إِضمار كأَنه قال: سِرْ ودَعْ عنك المِراء والشك. والسِّيرَةُ: المِيرَةُ. والاسْتِيارُ: الامْتِيار؛ قال الراجز: أَشْكُو إِلى اللهِ العزيزِ الغَفَّارْ، ثُمَّ إِلَيْكَ اليومَ، بُعْدَ المُسْتَارْ ويقال: المُسْتَارُ في هذا البيت مُفْتَعَلٌ من السَّيْرِ، والسَّيْرُ: ما يُقَدُّ من الجلد، والجمع السُّيُورُ. والسَّيْرُ: ما قُدَّ من الأَدِيمِ طُولاً. والسِّيْرُ: الشِّرَاكُ، وجمعه أَسْيَارٌ وسُيُورٌ وسُيُورَةٌ. وثوب مُسَيَّرٌ وَشْيُهُ: مثل السُّيُورِ؛ وفي التهذيب: إِذا كان مُخَطَّطاً. وسَيَّرَ الثوب والسَّهْم: جَعَلَ فيه خُطوطاً. وعُقابٌ مُسَيَّرَةٌ: مُخَطَّطَةٌ. والسِّيْرَاءُ والسِّيَرَارُ: ضَرْبٌ من البُرُودِ، وقيل: هو ثوب مُسَيَّرٌ فيه خُطوط تُعْمَلُ من القَزِّ كالسُّيورِ، وقيل: بُرُودٌ يُخالِطها حرير؛ قال الشماخ: فقالَ إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ وأَرْبَعٌ مِنَ السِّيَرَاءِ، أَو أَوَاقٍ نَواجِزْ وقيل: هي ثياب من ثياب اليمن. والسِّيَرَاءُ: الذهب، وقيل: الذهب الصافي. الجوهري: والسِّيَرَاءُ، بكسر السين وفتح الياء والمدِّ: بُردٌ فيه خطوط صُفْرٌ؛ قال النابغة: صَفْرَاءُ كالسِّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا، كالغُصْنِ، في غُلَوَائِهِ، المُتَأَوِّدِ وفي الحديث: أَهْدَى إِليه أُكَيْدِرُ دُومَةَ حُلَّةً سِيَرَاءَ؛ قال ابن الأَثير: هو نوع من البرود يخالطه حرير كالسُّيُورِ، وهو فِعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ؛ قال: هكذا روي على هذه الصفة؛ قال: وقال بعض المتأَخرين إِنما هو على الإِضافة، واحتج بأَن سيبويه قال: لم تأْتِ فِعَلاءُ صفة لكن اسماً، وشَرَحَ السِّيَرَاءَ بالحرير الصافي ومعناه حُلَّةَ حرير. وفي الحديث: أَعطى عليّاً بُرْداً سِيَرَاءَ قال: اجعله خُمُراً وفي حديث عمر: رأَى حلةً سِيَرَاء تُباعُ؛ وحديثه الآخر: إِنَّ أَحَدَ عُمَّاله وفَدَ إِليه وعليه حُلَّة مُسَيَّرةٌ أَي فيها خطوط من إِبْرَيْسَمٍ كالسُّيُورِ. والسِّيَرَاءُ: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، وهي أَيضاً القِرْفَةُ اللازِقَةُ بالنَّوَاةِ؛ واستعاره الشاعرِ لِخَلْبِ القَلْبِ وهو حجابه فقال:نَجَّى امْرَأً مِنْ مَحلِّ السَّوْء أَن له، في القَلْبِ منْ سِيَرَاءِ القَلْبِ، نِبْرَاسا والسِّيَرَاءُ: الجريدة من جرائد النَّخْلِ. ومن أَمثالهم في اليأْسِ من الحاجة قولهم: أَسائِرَ اليومِ وقد زال الظُّهر؟ أَي أَتطمع فيها بعد وقد تبين لك اليأْس، لأَنَّ من كَلَّ عن حاجتِه اليومَ بأَسْرِهِ وقد زال الظهر وجب أَن يَيْأَسَ كما يَيْأَسُ منه بغروب الشمس. وفي حديث بَدْرٍ ذِكْرُ سَيِّرٍ، هو بفتح السين (* قوله: «بفتح السين إِلخ» تبع في هذا الضبط النهاية، وضبطه في القاموس تبعاً للصاغاني وغيره كجبل، بالتحريك) وتشديد الياء المكسورة كَثَيِّبٍ، بين بدر والمدينة، قَسَمَ عنده النبي، صلى الله عليه وسلم، غنائم بَدْرٍ. وسَيَّارٌ: اسم رجل؛ وقول الشاعر: وسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ العَلُوقُ وقد عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ، أَراد: بثعلبة بن سَيَّارٍ فجعله سَيْراً للضرورة لأَنه لم يُمْكنه سيار لأَجل الوزن فقال سَيْرٍ؛ قال ابن بري: البيت للمُفَضَّل النُّكْرِي يذكر أَنَّ ثعلبة بن سَيَّار كان في أَسرِه؛ وبعده: يَظَلُّ يُساوِرُ المَذْقاتِ فِينا، يُقَادُ كأَنه جَمَلٌ زَنِيقُ المَذْقاتُ: جمع مَذْقَة، اللبن المخلوط بالماء. والزنيق: المزنوق بالحَبْلِ، أَي هو أَسِيرٌ عندنا في شدة من الجَهْدِ.
ظافر, فائز, لاحم, ملتزق, ملتصق, مجبر, منتصر, هازم, أجبس, جبان, جبس, خائف, خوار, رعديد, رعديد, ضعيف, ضعيف, فرق, متردد, محجم, هياب, فقير, محتاج, معوز, مملق, ميسور, إضطرب, تحرك, ثار, ضج, هاج, سكينة, هدوء, توان, تريث, خمود, سكون, هدوء, همود, حر, سيد, طليق, طليق, محرر, مسرح, معتق, محتجب, مخفي, مطموس, مغطى, شديد, صعب, عسير, قاس, مستغلق, معسور, متعذر, مستغلق, معسر
-
Surahs

الأكثر بحثاً

اعرف أكثر

فهرس المعاجم

Loading...
"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"