المعاجم

الشُّحُّ والشَّحُّ: البُخْلُ، والضم أَعلى؛ وقيل: هو البخل مع حِرْصٍ؛ وفي الحديث: إٍياكم والشُّحَّ الشُّحُّ أَشدُّ البخل، وهو أَبلغ في المنع من البخل؛ وقيل: البخل في أَفراد الأُمور وآحادها، والشح عام؛ وقيل: البخل بالمال، والشح بالمال والمعروف؛ وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتَ، بالكسر، ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح؛ قال سيبويه: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ، وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ، ولكنه قد جاء من الصفة هذا ونحوه. وقوله تعالى: سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة؛ الأَزهري: نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في الأَمر، ويَعُوقُونَ عند القتال، ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين؛ والخيرُ: المالُ ههنا. ونفس شَحَّة: شَحِيحة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لسانُك مَعْسُولٌ، ونَفْسُك شَحَّةُ، وعند الثُّرَيَّا من صَدِيقِك مالُكا وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هي أَرسَلَتْ يَمينُك شيئاً، أَمْسَكَتْه شِمالُكا وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه: شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه حَذَرَ فَوْتِه؛ ويقال: هما يَتَشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه، لا يريد كل واحد منهما أَن يفوته، والنعت شَحِيح، والعدد أَشِحَّةٌ. وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ، كذلك، وهو منه؛ وماء شَحَاحٌ: نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ، منه أَيضاً؛ أَنشد ثعلب: لَقِيَتْ ناقتي به وبِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً، وماءً شَحاحا وزَنْدٌ شَحاحٌ: لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار؛ قال ابن هَرْمَة: وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين، وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء، ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه، واشتغل بما لا يلزمه ولا منفعة له فيه. وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ، على المثل. وفلان يُشاحُّ على فلان أَي يَضِنُّ به. وأَرضٌ شَحاحٌ: تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها؛ وقال أَبو حنيفة: الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة أَسالته، وهو من الأَول. وأَرضٌ شَحاحٌ: لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير (* قوله «لا تسيل إلا من مطر كثير» لا منافاة بينه وبين ما قبله، فهو من الأضداد كما في القاموس.). وأَرضٌ شَحْشَحٌ، كذلك. والشُّحُّ: حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به، وما جاء في التنزيل من الشُّحِّ، فهذا معناه كقوله تعالى: ومن ُيوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم المفلحون؛ وقوله: وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ؛ قال الأَزهري في قوله: ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون؛ أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال الذي لا يحل له، فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه؛ وفي الحديث: بَرِئَ من الشُّحِّ من أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة؛ وفي الحديث: أَن تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر؛ وفي حديث ابن عمر: أَن رجلاً قال له: إِني شَحِيح، فقال: إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ؛ في حديث ابن مسعود: قال له رجل: ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه، قال: ذاك البخلُ، والشح أَن تأْخذ مال أَخيك بغير حقه. وفي حديث ابن مسعود أَنه قال: الشح منع الزكاة وإِدخال الحرام. وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ، بكسر الشين، قال: وكذلك كل فَعِيل من النعوت إِذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل، مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف، وقال بعض العرب: تقول شَحَّ يَشِحُّ، وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ، ومثله ضَنَّ يَضَنُّ، فهو ضنين، والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ، واللغة العالية ضَنَّ يَضَنُّ. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الممسك البخيل؛ قال سلمة ابن عبد الله العَدَوِيّ: فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا أَي ما بخل بهديره؛ وبعده: يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلاً مُصْفَحا أَي يميل على الخَدَّين، فحذف. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: المواظب على الشيء الجادّ فيه الماضي فيه. والشَّحْشَحُ يكون للذكر والأُنثى؛ قال الطِّرِمَّاحُ: كأَنَّ المَطايا ليلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ بوَثَّابةٍ، تَنْضُو الرَّواسِمَ، شَحْشَحِ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ والشجاع أَيضاً. وفلاةٌ شَحْشَحٌ: واسعة بعيدة مَحْلٌ لا نبت فيها؛ قال مُلَيْح الهُذَليُّ: تَخْدِي إِذا ما ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها من السُّرَى، وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً: القويُّ. وخطيب شَحْشح وشَحْشاحٌ: ماضٍ، وقيل: هما كل ماضٍ في كلام أَو سَيْر؛ قال ذو الرمة: لَدُنْ غَدْوةً، حتى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى، وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ يعني الحادي. وفي حديث عليّ: أَنه رأَى رجلاً يَخطُبُ، فقال: هذا الخطيب الشَّحْشَحُ، هو الماهر بالخطبة الماضي فيها. ورجل شَحْشَحٌ: سَيِّءُ الخُلُق؛ وقال نُصَيْبٌ: نُسَيَّةُ شَحْشاحٍ غَيُورٍ يَهَبْنَه، أَخِي حَذَرٍ يَلْهُونَ، وهو مُشِيحُ (* قوله «وقال نصيب نسية إلخ» الذي تقدم في مادة أنح، وقال أبو حية النميري: ونسوة إلخ. وقوله أخي حذر: الذي تقدم على حذر.) وحمار شَحْشَحٌ: خفيف، ومنه من يقول سَحْسَح؛ قال حُميد: تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ لماءٍ قَعِيرٍ، يُريدُ القِرَى جائز: يجوز إِلى الماء. وشَحْشَحَ البعير في الهَدْر: لم يُخَلِّصْه؛ وأَنشد بيت سلمة بن عبد الله العدوي. وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّت؛ قال مليح الهذلي: مُهْتَشَّةٌ لدَلِيجِ الليلِ، صادقةٌ وَقْعَ الهَجِيرِ، إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ وغراب شَحْشَحٌ: كثير الصوت. وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صات. والشَّحْشحة: الطيرانُ السريع؛ يقال: قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة.
الوِشاحُ والإِشاحُ على البدل كما يقال وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ: كله حَلْيُ النساءِ، كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر، تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به، ومنه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه، والجمع أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ؛ قال ابن سيده: وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاء؛ قال كثير عَزَّةَ: كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا، نِيطَتْ عليها الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هي أَي لبسته؛ وتَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه وبسيفه، وقد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ. الجوهري: الوِشاحُ يُنْسَجُ من أَديم عريضاً ويرَصَّعُ بالجواهر وتَشُدُّه المرأَة بين عاتقيها وكَشْحَيْها؛ وقولُ دَهْلَب بن قُرَيْع يخاطب ابناً له: أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ، وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِّ يعني الوُشاحَ، وإِنما يزيدون هذه النون المشدّدة في ضرورة الشعر؛ وأَورده الأَزهري: وموضعَ الإِزارِ والقَفَنَّ وقال: فإِنه زاد نوناً في الوُشُح والقفا. ابن سيده: والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب، ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى، ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره؛ وقد أَشَّحَه الثوبَ؛ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهذلي: أَبا مَعْقِلٍ، إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً، أَبا مَعْقِلٍ، فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِي قال أَبو منصور: التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط والاضطباع، وهو أَن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلْقِيَه على مَنْكِبه الأَيسر كما يفعل المُحْرِمُ؛ وكذلك الرجل يَتَوَشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة؛ ومنه قول لبيد في تَوَشُّحِه بلجامه: ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرُطٌ وِشاحِي، إِذ غَدَوْتُ، لِجامُها أَخبر أَنه يخرج رَبِيئَةً أَي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إِليها فرسَه وتَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته، فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها وركبها تَحَوُّزاً من العدوّ، وغاوَلهم إِلى الحيّ مُنْذِراً. وفي الحديث: أَنه كان يَتَوَشَّحُ بثوبه أَي يَتَغَشَّى به، والأَصل فيه من الوشاح. ومنه حديث عائشة: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَتَوَشَّحُني ويَنالُ من رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني. وفي حديث آخر: لا عَدِمْتَ رجلاً وَشَّحَك هذا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هذه الضربة في موضع الوُشاحِ؛ ومنه حديث المرأَة السَّوْداء: ويومُ الوِشاحِ من تَعاجِيبِ رَبِّنا، أَلا إِنه من بلدة الكفر نجاني (* قوله «ألا إِنه من بلدة» كذا بالأصل والذي في النهاية على أنه من دارة.) قال ابن الأَثير: كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به، وكانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم؛ وفيه كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، دِرْعٌ تسمى ذاتَ الوِشاحِ. ابن سيده: والوِشاحُ والوِشاحةُ السيف مثل إِزار وإِزارة؛ قال أَبو كبير الهذلي: مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً، عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ: القوسُ. والمُوَشَّحةُ من الظباء والشاء والطير: التي لها طرّتان من جانبيها؛ قال: أَو الأُدْم المُوَشَّحة، العَواطِي بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ والوَشْحاء من المَعَز: السوداء المُوَشَّحة ببياض. وديكٌ مُوَشَّح إِذا كان له خُطَّتان كالوِشاحِ؛ قال الطرماح: ونَبّهْ ذا العِفاءِ المُوَشَّحِ وثوب مُوَشَّحٌ: وذلك لوَشْيٍ فيه، حكاه ابن سيده عن اللحياني. ووَشْحَى: موضع؛ قال: صَبَّحْنَ من وَشْحَى قَلَيْباً سُكَّا ودارةُ وَشْحاءَ: موضعٌ هنالك؛ عن كراع. وواشِحُ: قبيلة من اليمن.
-
-
-

الأكثر بحثاً

اعرف أكثر

فهرس المعاجم

Loading...
"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"