المعاجم

الكَيُّ: معروف إِحراقُ الجلد بحديدة ونحوها، كواه كَيّاً. وكوَى البَيْطارُ وغيره الدابة وغيرها بالمِكْواة يَكْوِي كَيّاً وكَيَّة، وقد كَوَيْتُه فاكْتَوَى هو. وفي المثل: آخِرُ الطِّبِّ الكَيُّ. الجوهري: آخر الدَّواء الكيّ، قال: ولا تقل آخرُ الداء الكيّ. وفي الحديث: إَني (* قوله«وفي الحديث اني لخ» في النهاية: وفي حديث ابن عمر اني لاغتسل إلخ) لأَغتسل من الجنابة قبل امرأَتي ثم أَتَكَوَّى بها أَي أَسْتَدْفئُ بمُباشَرتها وحَرِّ جسمها، وأَصله من الكيّ. والمِكْواةُ: الحديدة المِيسَمُ أَو الرَّضفة التي يُكْوى بها؛ وفي المثل: قد يَضْرَطُ العَيْرُ والمِكْواةُ في النار يضرب هذا للرجل يتوقع الأَمر قبل أَن يَحِلَّ به؛ قال ابن بري: هذا المثل يضرب للبخيل إِذا أَعطَى شيئاً مخافةً ما هو أَشدّ منه، قال: وهذا المثل يروى عن عمرو بن العاص، قاله في بعضهم، وأَصله أَن مُسافر بن أَبي عمرو سَقَى بَطْنُهُ فداواه عِبادِيٌّ وأَحْمَى مَكاوِيه، فلما جعلها على بطنه ورجل قريب منه ينظر إِليه جعل يَضْرَطُ فقال مسافر: العَيْرُ يَضْرَط والمِكواةُ في النار فأَرْسَلها مثلاً. قال: ويقال إِن هذا يضرب مثلاً لمن أَصابه الخوف قبل وقوع المكروه. وفي الحديث: أَنه كَوَى سعدَ بن مُعاذ لينقطع دم جرحه؛ الكيّ بالنار: من العِلاج المعروف في كثير من الأَمراض، وقد جاء في أَحاديث كثيرة النهي عن الكَيّ، فقيل: إِنما نُهيَ عنه من أَجل أَنهم كانوا يعظمون أَمره ويرون أَنه يَحْسِمُ الدَّاء، وإِذا لم يُكْوَ العُضو عَطِب وبطل، فنهاهم عنه إِذا كان على هذا الوجه، وأَباحه إِذا جُعل سبباً للشفاء لا علة له، فإِن الله عز وجل هو الذي يُبرئه ويَشفِيه لا الكَيّ ولا الداء، وهذا أَمر يكثر فيه شكوك الناس، يقولون: لو شرب الدَّواء لم يمت، ولو أَقام ببلده لم يقتل، ولو اكْتَوَى لم يَعْطَب؛ وقيل: يحتمل أَن يكون نهيه عن الكيّ إِذا استعمل على سبيل الاحتراز من حدوث المرض وقبل الحاجة إِليه، وذلك مكروه، وإِنما أُبِيح التداوي والعلاج عند الحاجة إِليه، ويجوز أَن يكون النهي عنه من قبيل التوكل كقوله: الذين لا يَسْتَرْقُون ولا يَكْتَوُون وعلى ربهم يتوكلون. والتوكُّلُ: درجة أُخرى غير الجواز، والله أَعلم. والكَيَّةُ: موضع الكَيِّ. والكاوِياء: مِيسَمٌ يُكْوَى به. واكْتَوَى الرجل يَكْتَوِي اكْتِواء: استعمل الكَيَّ. واسْتَكْوَى الرجل: طلب أَن يُكْوَى. والكَوَّاء: فَعَّال من الكاوِي. وكَواه بعينه إِذا أَحدَّ إِليه النظر. وكَوَتْه العقرب: لدغته. وكاوَيْتُ الرجل إِذا شاتمته مثل كاوَحْته. ورجل كَوَّاء: خبيث اللسان شتام، قال ابن سيده: أُراه على التشبيه. واكْتَوَى: تَمَدَّح بما ليس من فعله. وأَبو الكَوَّاء: من كُنَى العرب. والكَوُّ والكَوَّةُ: الخَرْق في الحائط والثَّقْب في البيت ونحوه، وقيل: التذكير للكبير والتأْنيث للصغير، قال ابن سيده: وليس هذا بشيء. قال الليث: تأْسيس بنائها من ك و ي كأَن أَصلها كَوًى ثم أُدغمت الواو في الياء فجعلت واواً مشددة، وجمع الكَوّة كِوًى، بالقصر نادر، وكِواء بالمدّ، والكاف مكسورة فيهما مثل بَدْرة وبِدَر. وقال اللحياني: من قال كَوَّة ففتح فجمعه كِواء ممدود، والكُوَّة، بالضم لغة، ومن قال كُوَّة فَضَم فجمعه كِوًى مكسور مقصور؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا. وفي التهذيب: جمع الكَوَّة كُوًى كما يقال قَرْية وقُرًى. وكَوَّى في البيت كَوَّة: عَمِلها. وتَكَوَّى الرجل: دخل في موضع ضَيِّق فتقبض فيه. وكُوَىٌ: نجم من الأَنواء، قال ابن سيده: وليس بثبَت.
كَيْ: حرف من حروف المعاني ينصب الأَفعال بمنزلة أَن، ومعناه العلة لوقوع الشيء، كقولك: جئت كَيْ تُكْرِمَني، وقال في التهذيب: تنصب الفعل الغابر. يقال: أَدِّبْه كَيْ يَرْتَدِعَ. قال ابن سيده: وقد تدخل عليه اللام، وفي التنزيل العزيز: لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتكم؛ وقال لبيد:لِكَيْ لا يَكُونَ السَّنْدَريُّ نَدِيدَتي وربما حذفوا كَيْ اكتفاء باللام وتوصّلاً بما ولا، فيقال تَحَرَّزْ كي لا تَقَع، وخرج كَيْما يُصلِّي، قال الله تعالى: كَيْلا يكُونَ دُولةً بين الأَغنياء منكم؛ وفي كيما لغة أُخرى حذف الياء لفظه كما قال عدي: اسْمَعْ حَدِيثاً كما يوماً تُحَدِّثُه، عن ظَهرِ غَيْبٍ، إِذا ما سائِلٌ سالا أَراد كيما يوماً تحدّثه. وكَيْ وكَيْ لا وكَيْما وكما تعمل في الأَلفاظ المستقبلة عمل أَنْ ولَن وحتى إِذا وقعت في فعل لم يجب. الجوهري: وأَما كَيْ مخففة فجواب لقولك لم فعلت كذا؟ فتقول كي يكون كذا، وهي للعاقبة كاللام وتنصب الفعل المستقبل. وكان من الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ: يُكْنى بذلك عن قولهم كذا وكذا، وكان الأَصل فيه كَيَّةَ وكَيَّةَ، فأُبدلت الياء الأَخيرة تاء وأَجروها مُجرى الأَصل لأَنه ملحق بفَلْس، والملحق كالأَصلي. قال ابن سيده: قال ابن جني أَبدلوا التاء من الياء لاماً، وذلك في قولهم كَيْتَ وكَيْتَ، وأَصلها كَيَّةُ وكَيَّةُ، ثم إِنهم حذفوا الهاء وأَبدلوا من الياء التي هي لامٌ تاءً كما فعلوا ذلك في قولهم ثنتان فقالوا كيت، فكما أَن الهاء في كَيَّة علم تأْنيث كذلك الصيغة في كيت علم تأْنيث. وفي كيت ثلاث لغات: منهم من يَبنيها على الفتح فيقول كَيْتَ، ومنهم من يبنيها على الضم فيقول كَيْتُ، ومنهم من يبنيها على الكسر فيقول كَيْتِ، قال: وأَصل التاء فيها هاء وإِنما صارت تاء في الوصل.، وحكى أَبو عبيد: كَيَّهْ وكَيَّهْ، بالهاء، قال: ويقال كَيْمَهْ كما يقال لِمَهْ في الوقف. قال ابن بري: قال الجوهري حكى أَبو عبيدة كان من الأَمر كَيَّهْ وكَيَّهْ، قال: الصواب كَيَّتَ وكَيَّهْ، الأُولى بالتاء والثانية بالهاء، وأَما كَيَّهْ فليس فيها مع الهاء إِلا البناء على الفتح، فإِن قلت: فما تنكر أَن تكون التاء في كيت منقلبة عن واو بمنزلة تاء أُخت وبنت، ويكون على هذا أَصلُ كَيَّة كَيْوَة، ثم اجتمعت الياء والواو وسبقت الياء بالسكون فقلبت الواو ياء وأُدغمت الياء في الياء، كما قالوا سَيِّد ومَيِّت وأَصلهما سَيْوِد ومَيْوِت؟ فالجواب أَن كَيَّةَ لا يجوز أَن يكون أَصلها كَيْوة من قبل أَنك لو قضيت بذلك لأَجزت ما لم يأْتِ مثله من كلام العرب، لأَنه ليس في كلامهم لفظة عَينُ فعلها ياء ولامُ فعلها واو، أَلا ترى أَن سيبويه قال ليس في كلام العرب مثل حَيَوْت؟ فأَما ما أَجازه أَبو عثمان في الحيوان من أَن تكون واوه غير منقلبة عن الياء وخالف فيه الخليل، وأَن تكون واوه أَصلاً غير منقلبة، فمردود عليه عند جميع النحويين لادّعائه ما لا دليل عليه ولا نظير له وما هو مخالف لمذهب الجمهور، وكذلك قولهم في اسم رَجاء بن حَيْوة إِنما الواو فيه بدل من ياء، وحسَّن البدل فيه وصِحَّةَ الواو أَيضاً بعد ياء ساكنة كونُه علماً والأَعلام قد يحتمل فيها ما لا يحتمل في غيرها، وذلك من وجهين: أَحدهما الصيغة، والآخر الإِعراب، أَما الصيغة فنحو قولهم مَوْظَبٍ ومَوْرَقٍ وتَهْلَلٍ ومَحْبَبٍ ومَكْوَزَة ومَزْيَدٍ ومَوْأَلةٍ فيمن أَخذه من وأَل ومَعْد يكرب، وأَما الإِعراب فنحو قولك في الحكاية لمن قال مررت بزيد: من زيد؟ ولمن قال ضربت أَبا بكر: مَن أَبا بكر؟ لأَن الكُنى تجري مَجرى الأَعلام، فلذلك صحت حَيْوة بعد قلب لامها واواً وأَصلها حَيَّة، كما أَن أَصل حَيَوانٍ حَيَيانٌ، وهذا أَيضاً إِبدال الياء من الواو لامين، قال: ولم أَعلمها أُبدلت منها عينين، والله أَعلم.
إبادة, إماتة, إبادة, إتباع, إحتذاء, إفناء, إقتداء ب, إهلاك, امتثال, تقليد, تأس, تقليد, موت
-
-

الأكثر بحثاً

اعرف أكثر

فهرس المعاجم

Loading...
"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"