99 - {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
الجار «في الأرض» متعلقة بالصلة المقدرة، «جميعًا» حال مِن «مَنْ» وجملة «أفأنت تكره» مستأنفة لا محل لها.
إعراب القرآن للنحاس
حقّت عليهم كلمات ربّك أي أهل قرية إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ نصبت لأنه استثناء ليس من الأول أي لكن قوم يونس. هذا قول الكسائي والأخفش والفراء وأنشد سيبويه «1» :
[الكامل] 203-
من كان أسرع في تفرّق فالج ... فلبونه جربت معا وأغدّت «2»
إلّا كناشرة الّذي ضيّعتم ... كالغصن في غلوائه المتنبّت «3»
ويجوز إلّا قوم يونس بالرفع وأنشد سيبويه: [الرجز] 204-
وبلدة ليس بها أنيس ... إلّا اليعافير وإلّا العيس «4»
ورفعه عند سيبويه من جهتين: إحداهما أن يكون الأول توكيدا، والجهة الأخرى أن يجعل اليعافير والعيس أنيسها. ومن أحسن ما قيل في الرفع ما قاله أبو إسحاق قال:
يكون المعنى غير قوم يونس فلمّا جاء بإلّا أعرب الاسم الذي بعدها بإعراب غيركما قال: [الوافر] 205-
وكلّ أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلّا الفرقدان «5»
[سورة يونس (10) : آية 99]
وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)
وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ توكيد لمن جَمِيعاً عند سيبويه نصب على الحال.
__________
(1) البيتان لعنز بن دجاجة في الكتاب 2/ 268، ولعنز أو لمعاوية بن كاسر المازني في شرح أبيات سيبويه 2/ 172، ولشهاب المازني في الأزهيّة ص 176، ولكابية بن حرقوص بن مازن في خزانة الأدب 6/ 362، وبلا نسبة في رصف المباني 203، وسرّ صناعة الإعراب 302، وشرح اختيارات المفضل 537، ولسان العرب (نبت) ، والمقتضب 4/ 416، والثاني بلا نسبة في الحيوان 6/ 500. [.....]
(2) في الكتاب (أشرك) بدل أسرع.
وفالج: هو فالج بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، أساء إليه بعض بني مازن فدعا الشاعر عليهم مستثنيا منهم رجلا يدعى (ناشرة) لأنه لم يرض عن إساءة بني مازن لفالج. واللبون: ذوات اللبن.
وأغدّت: صارت فيها الغدة وهي كالذبحة تعتري البعير.
(3) الغلواء: النماء والارتفاع. والمتنبّت: المنمّى والمغذّى.
(4) مرّ الشاهد رقم 110.
(5) الشاهد لعمرو بن معديكرب في ديوانه 178، والكتاب 2/ 350، ولسان العرب (ألا) ، والممتع في التصريف 1/ 51، ولحضرمي بن عامر في تذكرة النحاة ص 90، وحماسة البحتري 151، والحماسة البصرية 2/ 418، وشرح أبيات سيبويه 2/ 46، والمؤتلف والمختلف 85، ولعمرو أو الحضرمي في خزانة الأدب 3/ 1421، والدرر 3/ 170، وشرح شواهد المغني 1/ 216، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8