1 - {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}
«أرأيت» : بمعنى أخبرني، وتتعدَّى لاثنين، الأول «الذي» ، والثاني جملة استفهامية مقدرة: أليس مستحقًّا للعذاب، وموضع تقديرها بعد قوله {الْمِسْكِينِ} .
إعراب القرآن للدعاس
سورة الماعون
[سورة الماعون (107) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
«أَرَأَيْتَ» الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله «الَّذِي» مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها «يُكَذِّبُ» مضارع فاعله مستتر «بِالدِّينِ» متعلقان بالفعل والجملة صلة.
[سورة الماعون (107) : آية 2]
فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)
«فَذلِكَ» الفاء الفصيحة واسم الإشارة مبتدأ «الَّذِي» خبره والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.
«يَدُعُّ» مضارع فاعله مستتر «الْيَتِيمَ» مفعول به والجملة صلة.
[سورة الماعون (107) : آية 3]
وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3)
«وَلا» الواو حرف عطف «لا» نافية «يَحُضُّ» مضارع فاعله مستتر «عَلى طَعامِ» متعلقان بالفعل «الْمِسْكِينِ» مضاف إليه. والجملة معطوفة على ما قبلها.
[سورة الماعون (107) : آية 4]
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)
«فَوَيْلٌ» الفاء للسببية «ويل» مبتدأ «لِلْمُصَلِّينَ» خبر المبتدأ.
[سورة الماعون (107) : آية 5]
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5)
«الَّذِينَ» صفة المصلين «هُمْ» مبتدأ «عَنْ صَلاتِهِمْ» متعلقان بالخبر «ساهُونَ» خبر والجملة صلة.
[سورة الماعون (107) : آية 6]
الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6)
«الَّذِينَ» بدل من الذين السابقة «هُمْ» مبتدأ «يُراؤُنَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية صلة.
[سورة الماعون (107) : آية 7]
وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)
«وَيَمْنَعُونَ» مضارع وفاعله والمفعول الأول محذوف تقديره الناس «الْماعُونَ» مفعول به ثان والجملة معطوفة على ما قبلها.
إعراب القرآن للنحاس
107 شرح إعراب سورة أرأيت (الماعون)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الماعون (107) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
هذه القراءة البيّنة، ويجوز أن تأتي الهمزة بين بين فتقول: أرأيت ويجوز أريت بحذف الهمزة، وعن عبد الله بن مسعود أَرَأَيْتَكَ «1» والكاف زائدة للخطاب وهمزة بين بين متحركة بوزنها مخففة، كذا قال سيبويه، فأما قول من قال: هي لا ساكنة ولا متحركة فمحال لأنها إذا لم تكن ساكنة فهي متحرّكة وإذا لم تكن متحرّكة فهي ساكنة فيجب على قوله أن تكون ساكنة متحرّكة. والدليل على أنها متحركة قوله: [البسيط] 588-
أأن رأت رجلا أعشى أضرّ به ... ريب المنون ودهر مفند خبل «2»
فلو قلت: أأن لكان الوزن واحدا. وهمزة بين بين كثيرا ما يغلط فيها، وهي من أصعب ما في النحو، ومن دليل ما قلنا قوله عزّ وجلّ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ [البقرة:
6] فلو كانت همزة بين بين ساكنة لاجتمع ساكنان، وكذا أرأيت الياء ساكنة وهمزة بين بين متحركة، ومن أسكنها وكسر الياء فقد جاء بما لا يجوز وما لا وجه له ولا تقدير في العربية، ويجوز أن يكون «أرأيت» من رؤية العين فلا يكون في الكلام حذف وأن يكون من رؤية القلب فيكون التقدير: أرأيت الذي يكذّب بالدين بعد ما ظهر له من البراهين أليس مستحقا عذاب الله.
[سورة الماعون (107) : آية 2]
فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)
وقرأ أبو رجاء يَدُعُّ الْيَتِيمَ مخفّفة أي يتركه.
[سورة الماعون (107) : آية 3]
وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3)
__________
(1) انظر البحر المحيط 8/ 517، ومعاني الفراء 3/ 294.
(2) الشاهد للأعشى في ديوانه 105، والكتاب 3/ 176، وجمهرة اللغة 872، وشرح أبيات سيبويه 2/ 75، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 45، وشرح شواهد الإيضاح ص 262، وشرح شواهد الشافية 332، ولسان العرب (قبل) و (منن) ، وبلا نسبة في شرح المفصّل 3/ 83، والمقتضب 1/ 155.