106 - {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}
جملة «فأمَّا الذين شقوا» معطوفة على جملة {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} . «أما» حرف شرط وتفصيل، وقوله «ففي النار» : الفاء واقعة في جواب الشرط، والجار متعلق بخبر المبتدأ «الذين» . الجار «لهم» متعلق بخبر المبتدأ «زفير» ، الجار «فيها» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، وجملة «لهم فيها زفير» حال من «النار» .
إعراب القرآن للدعاس
«وَكَذلِكَ» الواو استئنافية والكاف حرف جر وذا اسم إشارة في محل جر واللام للبعد والكاف للخطاب متعلقان بخبر مقدم محذوف «أَخْذُ» مبتدأ مؤخر «رَبِّكَ» مضاف إليه والكاف مضاف إليه والجملة مستأنفة «إِذا» ظرف زمان يتضمن معنى الشرط «أَخْذُ» ماض فاعله مستتر والجملة مضاف إليه «الْقُرى» مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر «وَهِيَ ظالِمَةٌ» الواو حالية ومبتدأ وخبر والجملة حالية «إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ» إن واسمها والهاء مضاف إليه وأليم خبر أول والجملة مستأنفة «شَدِيدٌ» خبر ثان «إِنَّ فِي ذلِكَ» إن واسم الإشارة مجرور بفي واللام للبعد والكاف للخطاب ومتعلقان بخبر محذوف مقدم «لَآيَةً» اللام المزحلقة وآية اسم إن المؤخر «لِمَنْ» اسم موصول في محل جر ومتعلقان بآية «خافَ» ماض فاعله مستتر «عَذابَ» مفعول به «الْآخِرَةِ» مضاف إليه والجملة صلة «ذلِكَ يَوْمٌ» اسم الإشارة مبتدأ ويوم خبر والجملة مستأنفة «مَجْمُوعٌ» صفة ليوم «لَهُ» متعلقان بمجموع «النَّاسُ» نائب فاعل لمجموع «وَذلِكَ» اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب «يَوْمٌ» خبر والجملة معطوفة «مَشْهُودٌ» صفة ليوم والجملة معطوفة على ما سبق «وَما» الواو استئنافية وما نافية «نُؤَخِّرُهُ» مضارع مرفوع والهاء مفعول به وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «إِلَّا» أداة حصر «لِأَجَلٍ» متعلقان بنؤخره «مَعْدُودٍ» صفة «يَوْمَ» ظرف زمان متعلق بيأتي «يَأْتِ» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر والجملة مضاف إليه «لا تَكَلَّمُ» لا نافية ومضارع حذفت أحد تاءيه مرفوع «نَفْسٌ» فاعل «إِلَّا» أداة حصر «بِإِذْنِهِ» متعلقان بمحذوف حال «فَمِنْهُمْ» الفاء استئنافية ومتعلقان بخبر مقدم محذوف «شَقِيٌّ» مبتدأ مؤخر «وَسَعِيدٌ» معطوف على شقي.
[سورة هود (11) : الآيات 106 الى 108]
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)
«فَأَمَّا» الفاء استئنافية وأما حرف تفصيل وشرط «الَّذِينَ» اسم موصول مبتدأ «شَقُوا» ماض والواو فاعل والجملة صلة «فَفِي النَّارِ»
إعراب القرآن للنحاس
بإثبات الياء في الإدراج وحذفها في الوقف، وحكي أن أبيّا وابن مسعود رضي الله عنهما قرأ يوم يأتي «1» بإثبات الياء في الوقف والوصل، وقرأ الأعمش وحمزة يَوْمَ يَأْتِ «2» بغير ياء في الوقف والوصل. قال أبو جعفر: الوجه في هذا أن لا يوقف عليه وأن يوصل بالياء لأن جماعة من النحويين قالوا لا وجه لحذف الياء، ولا يجزم الشيء بغير جازم فأما الوقف بغير ياء ففيه قول الكسائي قال: لأن الفعل السالم يوقف عليه كالمجزوم فحذف الياء كما يحذف الضمة، على أنّ أبا عبيد قد احتجّ بحذف الياء في الوقف والوصل بحجتين: إحداهما أنه زعم أنه رآه في الإمام الذي يقال له مصحف عثمان رضي الله عنه بغير ياء، والحجة الأخرى أنه حكى أنها لغة هذيل يقولون: ما أدر. قال أبو جعفر: أما حجته بمصحف عثمان رضي الله عنه فشيء يرده عليه أكثر العلماء. قال مالك بن أنس رحمه الله: سألت عن مصحف عثمان رضي الله عنه، فقيل لي قد ذهب وأما الحجة بقولهم: ما أدر فلا حجّة فيه لأن هذا الحرف قد حكاه النحويون القدماء وذكروا علته، وأنه لا يقاس عليه والعلّة فيه عند سيبويه، وإن كان سيبويه حكى: لا أدري، كثرة الاستعمال، ومعنى كثرة الاستعمال أنه نفي لكل ما جهل، وأنشد الفراء في حذف الياء: [الرجز] 221-
كفّاك كفّ ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسّيف الدّما «3»
لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ والأصل تتكلّم حذفت إحدى التاءين تخفيفا.
[سورة هود (11) : آية 106]
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا ابتداء فَفِي النَّارِ في موضع الخبر، وكذا لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ قال أبو العالية: الزفير من الصدر والشهيق من الحلق. قال أبو إسحاق: الزفير من شديد الأنين وقبيحه، والشهيق من الأنين المرتفع جدا. قال: وزعم أهل اللغة من البصريين والكوفيين أن الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار في النهيق، والشهيق بمنزلة آخر صوت الحمار في النهيق.
[سورة هود (11) : آية 107]
خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (107)
خالِدِينَ فِيها نصب على الحال ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ في موضع نصب أي دوام السموات والأرض والتقدير وقت ذلك، إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ في موضع نصب، لأنه استثناء ليس من الأول وقد ذكرنا معناه.
__________
(1) انظر البحر المحيط 5/ 262.
(2) انظر