[سورة يوسف (12) : الآيات 70 الى 72]
فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ (70) قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ماذا تَفْقِدُونَ (71) قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)
«فَلَمَّا» الفاء استئنافية ولما الحينية «جَهَّزَهُمْ» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة صلة لا محل لها «بِجَهازِهِمْ» متعلقان بجهزهم «جَعَلَ السِّقايَةَ» ماض ومفعوله الأول وفاعله مستتر والسقاية إناء يكال فيه الطعام وهو الصواع أيضا «فِي رَحْلِ» متعلقان بجعل وهما بمقام المفعول الثاني «أَخِيهِ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة والهاء مضاف إليه وجملة جعل لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم. «ثُمَّ» عاطفة «أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ» ماض وفاعله والجملة معطوفة «أَيَّتُهَا» منادى بأداة محذوفة وهو نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب والها للتنبيه «الْعِيرُ» بدل مرفوع أو عطف بيان والجملة مفعول به لأذن بمعنى نادى «إِنَّكُمْ» إن واسمها «لَسارِقُونَ» اللام المزحلقة وسارقون خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة مفعول به لأذن «قالُوا» الجملة مستأنفة «وَأَقْبَلُوا» الواو حالية وماض وفاعله والجملة حالية «عَلَيْهِمْ» متعلقان بأقبلوا «ماذا» اسم استفهام مبتدأ وذا موصولية خبر «تَفْقِدُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب «قالُوا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «نَفْقِدُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر «صُواعَ» مفعول به «الْمَلِكِ» مضاف إليه والجملة مقول القول «وَلِمَنْ» الواو عاطفة واللام جارة ومن موصولية متعلقان بمحذوف خبر مقدم «جاءَ» الجملة صلة لا محل لها «بِهِ» متعلقان بجاء «حِمْلُ» مبتدأ مؤخر وجملة لمن إلخ معطوفة. «بَعِيرٍ» مضاف إليه «وَأَنَا» الواو عاطفة وأنا مبتدأ «بِهِ» متعلقان بزعيم «زَعِيمٌ» خبر والجملة معطوفة.
[سورة يوسف (12) : الآيات 73 الى 75]
قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ (73) قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ (74) قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)
«قالُوا» الجملة مستأنفة «تَ
إعراب القرآن للنحاس
وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ما يعلم يعقوب صلّى الله عليه وسلّم من أمر دينه.
[سورة يوسف (12) : آية 70]
فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ (70)
قال الأخفش: جمع سقاية: سقايا. أَيَّتُهَا الْعِيرُ أي أصحاب العير يدلّ على ذلك. إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ وكان النداء عن غير أمر يوسف صلّى الله عليه وسلّم لأنه كذب.
[سورة يوسف (12) : آية 72]
قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)
قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وروي عن أبي هريرة قالوا نفقد صاع الملك «1» ، وروى أبو الأشهب عن أبي رجاء قالوا نفقد صوع الملك «2» بغير ألف وبغين معجمة، وكذا روي عن يحيى بن يعمر. قال أبو جعفر: الألف في صواع زائدة وهو بمعنى صاع وصاع أكثر في كلام الناس كما قال:
239-
لا نألم القتل ونجزي به ... الأعداء كيل الصّاع بالصّاع «3»
وجمع صواع صيعان، وجمع صاع على التذكير أصواع وعلى التأنيث أصوع، وجمع صوغ أصواغ كثوب أثواب. وصوغ مصدر بمعنى موغ كما تقول: درهم ضرب أي مضروب. وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ابتداء وخبر، وكذا وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ والزّعيم الكفيل وأصله من زعم ذاك أي قاله.
[سورة يوسف (12) : آية 73]
قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ (73)
قالُوا تَاللَّهِ التاء بدل من الواو لأنها أقرب الزوائد إليها، ولا يقاس على الإبدال فيقال: تالرحمن لأن العرب إذا أبدلت الشيء من الشيء فقد عرف، وكذا المجاز لا يقال عليه.
[سورة يوسف (12) : آية 74]
قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ (74)
قالُوا فَما جَزاؤُهُ ابتداء وخبر. إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ أي في قولكم وما كنا سارقين.
[سورة يوسف (12) : آية 75]
قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)
قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ وهذا مشكل من النحو وفيه ثلاثة أقوال: منها
__________
(1) انظر البحر المحيط 5/ 326، مختصر ابن خالويه 64.
(2) انظر البحر المحيط 5/ 326، مختصر ابن خالويه 64.
(3) الشاهد لأبي قيس بن الأسلت في ديوان المفضليات 569، والخزانة 2/ 48.