وهو فعل الشرط «كاذِبِينَ» خبر كان المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة ابتدائية لا محل لها وجواب الشرط محذوف تقديره إن كنتم كاذبين فما جزاؤه؟ «قالُوا» الجملة ابتدائية «جَزاؤُهُ» مبتدأ والهاء مضاف إليه «مَنْ» موصولية أو شرطية في محل رفع خبر والجملة مقول القول «وُجِدَ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل محذوف «فِي رَحْلِهِ» متعلقان بوجد والجملة لا محل لها لأنها صلة «فَهُوَ» الفاء رابطة إذا اعتبرنا من اسم شرط جازم وهو مبتدأ «جَزاؤُهُ» خبره والجملة في محل جزم جواب الشرط إذا اعتبرنا من شرطية «كَذلِكَ» الكاف حرف جر وذا اسم إشارة في محل جر بالكاف واللام للبعد والكاف للخطاب متعلقان بمحذوف مفعول مطلق تقديره جزاء كذلك «نَجْزِي» مضارع مرفوع وفاعله مستتر «الظَّالِمِينَ» مفعول به.
[سورة يوسف (12) : آية 76]
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)
«فَبَدَأَ» الفاء استئنافية وبدأ ماض فاعله مستتر والجملة مستأنفة «بِأَوْعِيَتِهِمْ» متعلقان ببدأ والهاء مضاف إليه «قَبْلَ» ظرف زمان متعلق بمحذوف حال أو بالفعل قبله «وِعاءِ» مضاف إليه «أَخِيهِ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة والهاء مضاف إليه «ثُمَّ» عاطفة «اسْتَخْرَجَها» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة معطوفة على ما سبق «مِنْ وِعاءِ» متعلقان باستخرجها، «أَخِيهِ» مضاف إليه مجرور بالباء لأنه من الأسماء الخمسة «كَذلِكَ» الكاف للتشبيه والجر وذا اسم إشارة في محل جر بالكاف متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق «كِدْنا» ماض تام وفاعله «لِيُوسُفَ» اللام جارة ويوسف مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف متعلقان بكدنا «ما» نافية «كانَ» ماض ناقص اسمها محذوف تقديره هو «لِيَأْخُذَ» اللام لام الجحود والمضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود وجوبا والفاعل مستتر والجملة في تأويل المصدر مع اللام متعلقان بمحذوف خبر كان «أَخاهُ» مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة والهاء مضاف إليه «فِي دِينِ» متعلقان بيأخذ «الْمَلِكِ» مضاف إليه «إِلَّا» أداة حصر «أَنْ» ناصبة «يَشاءَ اللَّهُ» مضارع منصوب ولفظ الجلالة فاعل وأن ما بعدها في
إعراب القرآن للنحاس
أن يكون «جزاؤه» مبتدأ وخبره محذوفا، والتقدير: جزاؤه عندنا كجزائه عندكم أن يستعبد من يسرق، ويقال: إن هذا الحكم كان في شريعة يعقوب صلّى الله عليه وسلّم، وكان هذا في أول الإسلام حتى نسخه الله جلّ وعزّ بالقطع، والقول الثاني أن يكون «جزاؤه» مبتدأ و «من وجد» مبتدأ ثانيا «فهو جزاؤه» خبر الثاني والجملة خبر الأول و «من» شرط، وإن شئت بمعنى الذي، والذي يعود على المبتدأ الأول جزاؤه الثاني، والتقدير (فهو) هو ثم أظهر الضمير، وأنشد سيبويه: [الطويل] 240-
لعمرك ما معن بتارك حقّه ... ولا منسئ معن ولا متيسّر «1»
إلا أنه في الآية أحسن لأنه لو أضمر فيها لأشكل المعنى فكان الإظهار أحسن لهذا، والقول الثالث أن يكون «جزاؤه» مبتدأ و «من وجد في رحله» كناية عن رحله وخبره، والتقدير: جزاؤه استعباد من وجد في رحله فهو كناية عن الاستعباد، وهي في الجملة معنى التوكيد، كما تقول: جزاء من سرق القطع فهو جزاؤه وفهذا جزاؤه.
كَذلِكَ الكاف في موضع نصب أي نجزي الظالمين جزاء كذلك.
[سورة يوسف (12) : آية 76]
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)
ثُمَّ اسْتَخْرَجَها فأنّث، ففيه ثلاثة أقوال: منها أن يكون الكناية للصواع على لغة من أنّث، ومنها أن يكون للسقاية، والجواب الثالث أن يكون للسرقة، وقرأ الحسن ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ «2» بضمّ الواو، ويجوز في غير القرآن «إعاء» مثل «أقّت» و «وقتت» ، ويجوز «إعاء أخيه» ، وهي لغة هذيل، ومثله «إكاف» و «وكاف» ، كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ الكاف في موضع نصب أي بأن فعل هذا حتى أخذ أخاه ولم يكن يتهيّأ له أخذه وحبسه مع الملك بغير حجّة قال جلّ وعزّ: ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ (أن) في موضع نصب، والتقدير إلّا بأن يشاء الله أن يلطف له بمثل هذا الكيد. نرفع درجات من نشاء «3» هذه قراءة أهل الحرمين وأهل البصرة، وقرأ أهل الكوفة نَرْفَعُ دَرَجاتٍ بالتنوين، وهو على قراءتهم مما يتعدّى إلى مفعولين أحدهما بحرف، والتقدير: نرفع من نشاء إلى درجات، إلّا أنّ أكثر كلام العرب على
__________
(1) الشاهد للفرزدق في ديوانه 1/ 310، والكتاب