[سورة يوسف (12) : الآيات 77 الى 78]
قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (77) قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)
«قالُوا» الجملة مستأنفة «إِنْ» حرف شرط جازم «يَسْرِقْ» مضارع فاعله مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها لأنها جملة شرط غير ظرفي «فَقَدْ» الفاء رابطة للجواب وقد حرف تحقيق «سَرَقَ أَخٌ» ماض وفاعله والجملة في محل جزم جواب الشرط «لَهُ» متعلقان بمحذوف صفة لأخ «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بسرق «فَأَسَرَّها» الفاء عاطفة وماض ومفعوله «يُوسُفُ» فاعل مؤخر والجملة معطوفة «وَلَمْ» الواو عاطفة ولم حرف جزم ونفي وقلب «يُبْدِها» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والها مفعول به والفاعل محذوف «لَهُمْ» متعلقان بيبدها والجملة معطوفة «قالَ» الجملة مستأنفة «أَنْتُمْ شَرٌّ» مبتدأ وخبر والجملة مقول القول «مَكاناً» تمييز «وَاللَّهُ أَعْلَمُ» الواو حالية ولفظ الجلالة مبتدأ وأعلم خبر والجملة في محل نصب على الحال «بِما» ما موصولية متعلقان بأعلم «تَصِفُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة لا محل لها من الإعراب «قالُوا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «يا» للنداء «أَيُّهَا» منادى نكرة مقصودة مبني على الضم والجملة في محل نصب مفعول به لأدعو المقدرة والها للتنبيه «الْعَزِيزُ» بدل أو عطف بيان والجملة مقول القول «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «لَهُ» متعلقان بالخبر «أَباً» اسم إن المنصوب بالفتحة الظاهرة «شَيْخاً» صفة «كَبِيراً» صفة ثانية «فَخُذْ» الفاء الفصيحة وفعل أمر وفاعل مستتر «أَحَدَنا» مفعول به ونا مضاف إليه والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها «مَكانَهُ» ظرف متعلق بخذ والهاء مضاف إليه «إِنَّا» إن واسمها «نَراكَ» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة والفاعل مستتر والكاف مفعول به والجملة خبر إن «مِنَ الْمُحْسِنِينَ» متعلقان بنراك.
[سورة يوسف (12) : الآيات 79 الى 80]
قالَ مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ (79) فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَي
إعراب القرآن للنحاس
القراءة الأولى يقولون: اللهمّ ارفع درجته ولا يكادون يقولون: اللهمّ ارفعه درجة. قال مالك بن أنس سمعت زيد بن أسلم يقول في قوله عزّ وجلّ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ بالعلم. وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ابتداء وفيه تقديران: أحدهما وفوق كلّ ذي علم من هو أعلم منه حتّى ينتهي ذلك إلى الله جلّ وعزّ، والتقدير الآخر وفوق كل ذي علم عالم بكل شيء وهو الله جلّ وعزّ.
[سورة يوسف (12) : آية 77]
قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (77)
قالُوا إِنْ يَسْرِقْ جزم بإن، والجواب فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ المعنى على حذف القول والتقدير: فقد قيل سرق أخ له. ومن أحسن ما قيل في معناه أنّ السّدّي قال: كانت عمة يوسف صلّى الله عليه وسلّم تميل إليه وهي ربّته فلمّا ترعرع أرادوا أن يأخذوه منها فاحتالت في منعهم فأخذت منطقة إسحاق صلّى الله عليه وسلّم فشدّتها في وسطه من تحت ثيابه وكان حكم السّارق إذا سرق أن يستخدم فاحتالت بهذا فأخذته عندها فلهذا قال إخوته: فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ. فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ للعلماء في هذا أقوال:
منها أنه أسرّ في نفسه قوله شَرٌّ مَكاناً وَاللَّهُ وقيل: أسرّ في نفسه المجازاة لهم على ما قالوا فيه، وقيل: أسرّ في نفسه الحجّة على ما قالوا ولم يرد أن يبيّن عذره في ذلك، وقيل: أسرّ في نفسه قولهم «فقد سرق أخ له من قبل» ولم يرد أن يذيع هذا وينشره.
قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً ابتداء وخبر. مَكاناً منصوب على البيان أي فعلا.
[سورة يوسف (12) : آية 78]
قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)
إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً من نعته.
[سورة يوسف (12) : آية 79]
قالَ مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ (79)
قالَ مَعاذَ اللَّهِ مصدر. أَنْ نَأْخُذَ في موضع نصب أي من أن نأخذ. إِلَّا مَنْ وَجَدْنا في موضع نصب بنأخذ. إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ أي إن أخذنا غيره.
[سورة يوسف (12) : آية 80]
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ ت