سورة النحل
[سورة النحل (16) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)
«أَتى أَمْرُ» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «اللَّهِ» لفظ جلالة مضاف إليه «فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ» الفاء عاطفة ولا الناهية والمضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة معطوفة «سُبْحانَهُ» مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أسبح والجملة مستأنفة «وَتَعالى» ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله مستتر والجملة معطوفة «عَمَّا» ما موصولية ومتعلقان بسبحان «يُشْرِكُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صلة «يُنَزِّلُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة مستأنفة «الْمَلائِكَةَ» مفعول به «بِالرُّوحِ» متعلقان بينزل «مِنْ أَمْرِهِ» متعلقان بمحذوف حال والهاء مضاف إليه «عَلى مَنْ» من اسم موصول متعلقان بينزل «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «مِنْ عِبادِهِ» متعلقان بمحذوف حال والهاء مضاف إليه «أَنْ» المخففة واسمها ضمير الشأن محذوف وأن وما بعدها في تأويل المصدر بدل من الروح «أَنْذِرُوا» أمر وفاعله والجملة خبر «أَنَّهُ» أن واسمها والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به «لا» نافية للجنس تعمل عمل إن «إِلهَ» اسمها المبني على الفتح والخبر محذوف والجملة خبر أنه «إِلَّا» أداة حصر «أَنَا» بدل من الضمير في الخبر المحذوف «فَاتَّقُونِ» الفاء الفصيحة وأمر مبني على حذف النون والنون للوقاية وحذفت ياء المتكلم للتخفيف وهي مفعول به «خَلَقَ السَّماواتِ» ماض وفاعله مستتر والسموات مفعوله المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم «وَالْأَرْضَ» معطوفة على السموات «بِالْحَقِّ» حال والجملة مستأنفة «تَعالى» ماض فاعله مستتر «عَمَّا» عن حرف جر وما موصولية متعلقان بتعالى والجملة مستأنفة «يُشْرِكُونَ» مضارع وفاعله والجملة صلة «خَلَقَ الْإِنْسانَ» ماض وفاعله مستتر والإنسان مفعوله والجملة مستأنفة «مِنْ نُطْفَةٍ» متعلقان بخلق «فَإِذا» الفاء زائدة وإذا الفج
إعراب القرآن للنحاس
16 شرح إعراب سورة النحل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النحل (16) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)
أَتى أَمْرُ اللَّهِ من أحسن ما قيل في معناه قول الضحاك إنه القرآن، وقد قيل: إنه نصر النبي صلّى الله عليه وسلّم. ومن قال: إنّه القيامة جعله مجازا على أحد أمرين يكون «أتى» بمعنى قرب، ويكون «أتى» بمعنى يأتي إلّا أن سيبويه «1» لا يجيز أن يكون فعل بمعنى يفعل ويجيز أن يكون يفعل بمعنى فعل لأنه يكون محكيّا. فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ نهي فيه معنى التهديد.
[سورة النحل (16) : الآيات 2 الى 3]
يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)
أَنْ أَنْذِرُوا قال أبو إسحاق: «أن» في موضع جرّ على البدل من الروح، والتقدير: ينزل الملائكة بأن أنذروا أهل الكفر والمعاصي أي حذّروهم بأنه لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ثمّ دلّ جلّ وعزّ على توحيده فقال جل ثناؤه: خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ.
[سورة النحل (16) : آية 5]
وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (5)
وَالْأَنْعامَ نصب بإضمار فعل، ويجوز الرفع في غير القرآن.
[سورة النحل (16) : آية 8]
وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (8)
وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ أي وجعل لكم، وقال الفراء «2» : هي ردّ على خلق.
قال: وإن شئت كانت بمعنى وسخّر. قال: ويجوز الرفع من وجهين: أحدهما أنه لم يكن معها فعل رفعت، والآخر أنه لمّا كان يجوز والأنعام بالرفع توهّمت أنه مرفوع رفعت. وَزِينَةً قال الأخفش والفراء «3» : أي وجعلها زينة. قال الفراء: ويجوز أن
__________
(1) انظر الكتاب 3/ 23.
(2) انظر معاني الفراء 2/ 97.
(3) انظر معاني الفراء 2/ 97.