73 - {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا}
جملة «وإن كادوا» مستأنفة، «إن» مخففة من الثقيلة مهملة، وفعل ماض ناسخ واسمه، واللام بعده الفارقة بين المخففة والنافية. والجار «عن الذي» متعلق بـ «يفتنون» بمعنى يَصْرفون، والمصدر المجرور «لتفتري» متعلق بـ «يَفتنون» . قوله «وإذًا لاتخذوك» : الواو عاطفة، «إذًا» حرف جواب مهمل، واللام واقعة في جواب شرط مقدر، أي: لو فعلت ذلك لاتخذوك، وجملة «اتخذوك» جواب شرط مقدر، وجملة الشرط «ولو فعلت لاتخذوك» معطوفة على المستأنفة «وإن كادوا» .
إعراب القرآن للدعاس
«يَوْمَ» ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره واذكر «نَدْعُوا» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل وفاعله مستتر والجملة مضاف إليه «كُلَّ» مفعول به «أُناسٍ» مضاف إليه «بِإِمامِهِمْ» متعلقان بندعو «فَمَنْ» الفاء استئنافية ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ «أُوتِيَ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل محذوف وهو في محل جزم فعل الشرط «كِتابَهُ» مفعول به والهاء مضاف إليه «بِيَمِينِهِ» متعلقان بأوتي والهاء مضاف إليه «فَأُولئِكَ» الفاء رابطة للجواب وأولاء اسم إشارة في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب وجملتا الشرط والجواب خبر من «يَقْرَؤُنَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر «كِتابَهُمْ» مفعول به والهاء مضاف إليه «وَلا» الواو عاطفة ولا نافية «يُظْلَمُونَ» مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل والجملة معطوفة «فَتِيلًا» نائب مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره ظلما فتيلا «وَمَنْ» الواو عاطفة من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ «كانَ» ماض ناقص «فِي هذِهِ» الها للتنبيه وذه اسم إشارة في محل جر ومتعلقان بخبر مقدم محذوف «أَعْمى» اسم كان المرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «فَهُوَ» الفاء رابطة للجواب وهو مبتدأ «فِي الْآخِرَةِ» متعلقان بالخبر «أَعْمى» خبر «وَأَضَلُّ» معطوف على ما سبق وهو مرفوع مثله «سَبِيلًا» تمييز. وجملة جواب الشرط في محل جزم لأنها اقترنت بالفاء وجملتا فعل الشرط وجوابه خبر من.
[سورة الإسراء (17) : الآيات 73 الى 75]
وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (75)
«وَإِنْ» الواو استئنافية وإن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن «كادُوا» فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة والواو اسمها «لَيَفْتِنُونَكَ» اللام هي الفارقة بين النفي والإثبات ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والكاف مفعول به والجملة خبر كادوا «عَنِ الَّذِي» الذي اسم موصول ومتعلقان بالفعل قبلهما «أَوْحَيْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «إِلَيْكَ» متعلقان بأوحينا «لِتَفْتَرِيَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وفاعله مستتر واللام وما بعد
إعراب القرآن للنحاس
في عمى العين عند الخليل وسيبويه «1» : لأن عمى العين شيء ثابت مرئيّ، كاليد والرجل، فكما لا تقول: ما أيداه لا تقول: ما أعماه، وفيه قولان آخران: قال الأخفش سعيد: إنّما لم يقل ما أعماه لأن الأصل في فعله اعميّ واعمايّ، ولا يتعجّب مما جاوز الثلاثة إلّا بزيادة. والقول الثاني أنهم فعلوا هذا للفرق بين عمى القلب، وكذا لم يقولوا في الألوان: ما أسوده ليفرقوا بينه وبين قولهم ما أسوده من السّؤدد وأتبعوا بعض الكلام بعضا. قال أبو جعفر: وسمعت أبا إسحاق يقول: إنما لم يقولوا: ما أقيله من القائلة لأنهم قد يقولون في البيع: قلته ففرّقوا بينهما.
وحكى الفراء «2» عن بعض النحويين ما أعماه وما أعشاه وما أزرقه وما أعوره. قال:
لأنهم يقولون: عمي وعشي وعور، وأجاز الفراء: في الكلام والشعر ما أبيضه وسائر الألوان، وكذا عنده. وقال محمد بن يزيد في قوله جلّ وعزّ: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى أن يكون من قولك: «فلان أعمى» لا يريد أشدّ عمى من غيره. قال أبو جعفر: والقول الأول أولى ليكون المعنى عليه لأن بعده وَأَضَلُّ سَبِيلًا أي منه في الدنيا، ولهذا روي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: تجوز الإمالة في قوله جلّ وعزّ: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى، ولا تجوز الإمالة في قوله فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى. يذهب إلى أن الألف في الثاني متوسطة لأن تقديره أعمى منه في الدنيا ولو لم يرد هذه لجازت الإمالة. قال أبو إسحاق: وَأَضَلُّ سَبِيلًا أي طريقا إلى الهدى لأنه قد حصل على عمله لا سبيل له إلى التوبة.
[سورة الإسراء (17) : آية 73]
وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73)
وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ وزن كاد فعل على لغة أهل الحجاز وبني أسد، وبنو قيس يقولون: كدت، فهي عندهم فعلت، وقيل: إنهم فعلوا هذا ليفرقوا بينه وبين كدت من الكيد.
[سورة الإسراء (17) : آية 74]
وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74)
قيل: ثبّته الله جلّ وعزّ بالعصمة، وقيل: ثبّته بالوحي وإعلامه أنه لا ينبغي أن يركن إليهم فإنهم أعداء. ويقال: ركن يركن، وركن يركن أفصح.
[سورة الإسراء (17) : آية 75]
إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (75)
إِذاً لَأ