[سورة الإسراء (17) : الآيات 8 الى 10]
عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (8) إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (10)
«عَسى» فعل ماض ناقص «رَبُّكُمْ» اسم عسى مرفوع والكاف مضاف إليه والجملة مستأنفة «أَنْ» حرف ناصب «يَرْحَمَكُمْ» مضارع منصوب بأن والكاف مفعوله وفاعله مستتر وأن وما بعدها خبر «وَإِنْ» حرف شرط جازم والواو عاطفة «عُدْتُمْ» ماض وفاعله وهو فعل الشرط والجملة ابتدائية «عُدْنا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط لم يقترن بالفاء «وَجَعَلْنا» الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة «جَهَنَّمَ» مفعول به «لِلْكافِرِينَ» متعلقان بحصيرا «حَصِيراً» مفعول به «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «هذَا» الها للتنبيه وذا اسم إشارة في محل نصب اسمها «الْقُرْآنَ» بدل من اسم الإشارة والجملة مستأنفة «يَهْدِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر والجملة خبر «لِلَّتِي» اسم موصول في محل جر ومتعلقان بيهدي «هِيَ أَقْوَمُ» مبتدأ وخبر والجملة صلة «وَيُبَشِّرُ» مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة «الْمُؤْمِنِينَ» مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم «الَّذِينَ» اسم موصول صفة «يَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة «الصَّالِحاتِ» مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «لَهُمْ» متعلقان بخبر مقدم «أَجْراً» اسم أن «كَبِيراً» صفة لأجرا «وَأَنَّ» الواو عاطفة وأن حرف مشبه بالفعل «الَّذِينَ» اسم موصول اسم أن والجملة معطوفة «لا يُؤْمِنُونَ» لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة «بِالْآخِرَةِ» متعلقان بيؤمنون «أَعْتَدْنا» ماض وفاعله والجملة في محل رفع خبر أن «لَهُمْ» متعلقان بأعتدنا «عَذاباً» مفعول به «أَلِيماً» صفة.
[سورة الإسراء (17) : الآيات 11 الى 13]
وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (11) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَ
إعراب القرآن للنحاس
وبينهم ولم نخوّفهم منكم فكان هذا مجازا جعل التخلية وترك التخويف بعثا، ومثله أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ [مريم: 83] والقول الآخر: معنى بعثنا عليكم أمرناهم بغزوكم لما عصيتم وأفسدتم، وهذا حقيقة لا مجاز. وزعم الفراء أن من قرأ ليسوآ وجوهكم فهو الجواب عنده بغير حذف، ولكنه أضمر فعلا في «وليتبّروا» قال قتادة: المعنى وليتبّروا ما علوا عليه، وقال غيره: وليتبّروا ما داموا عالين وحقيقته في العربية وليتبّروا وقت علوهم، كما تقول: فلان يؤذيك ما ولي.
[سورة الإسراء (17) : آية 8]
عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (8)
عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ قال الضحاك: الرحمة هاهنا بعث محمد صلّى الله عليه وسلّم. وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا قيل: إن عدتم للمعصية عدنا لترك النصر وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً مفعولان.
[سورة الإسراء (17) : آية 9]
إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9)
إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ نعت لهذا، والخبر في يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ. وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ في موضع نصب أي بأنّ.
[سورة الإسراء (17) : آية 10]
وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (10)
وَأَنَّ الَّذِينَ معطوف عليه.
[سورة الإسراء (17) : آية 11]
وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (11)
وَيَدْعُ الْإِنْسانُ حذفت الواو في الإدراج لالتقاء الساكنين ولا ينبغي أن يوقّف عليه لأنه في السواد بغير واو، ولو وقف عليه واقف في غير القرآن لم يجز أن يقف إلّا بالواو لأنها لام الفعل لا تحذف إلّا في الجزم أو في الإدراج ولا ألف بعدها، وكذا يدعو ويرجو وإنّما تكون الألف مع واو الجميع فرقا بينها وبين الواو التي تكون لام الفعل في الواحد، وقال الأخفش: تكون في الجميع فرقا بينها وبين الواو العطف، وقال أحمد بن يحيى: تكون فرقا بين المضمر المنصوب والمؤكّد. دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ قال الأخفش: هذا كما تقول: انطلقت انطلاقا، أي هو مصدر، وقال الفراء «1» : المعنى كدعائه. قال أبو جعفر: وليس حذف الكاف مما يو