سورة الكهف
[سورة الكهف (18) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (1) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4)
«الْحَمْدُ» مبتدأ «لِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بالخبر المحذوف والجملة ابتدائية «الَّذِي» اسم الموصول صفة لله «أَنْزَلَ» ماض فاعله مستتر «عَلى عَبْدِهِ» متعلقان بأنزل «الْكِتابَ» مفعول به والجملة صلة «وَلَمْ» الواو عاطفة ولم جازمة «يَجْعَلْ» مضارع فاعله مستتر «لَهُ» متعلقان بيجعل «عِوَجاً» مفعول به والجملة معطوفة «قَيِّماً» حال «لِيُنْذِرَ» اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وفاعله مستتر واللام وما بعدها متعلقان بأنزل «بَأْساً» مفعول به ثان «شَدِيداً» صفة «مِنْ لَدُنْهُ» متعلقان بينذر والهاء مضاف إليه «وَيُبَشِّرَ» مضارع منصوب فاعله مستتر «الْمُؤْمِنِينَ» مفعول به والجملة معطوفة «الَّذِينَ» اسم موصول في محل نصب صفة «يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ» مضارع مرفوع بثبوت النون وفاعله الواو والصالحات مفعوله المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة صلة «أَنَّ لَهُمْ أَجْراً» أن واسمها المؤخر ولهم متعلقان بالخبر المقدم «حَسَناً» صفة وأن ما بعدها في محل نصب مفعول به ثان ليبشر «ماكِثِينَ» حال «فِيهِ» متعلقان بماكثين «أَبَداً» ظرف زمان متعلق به أيضا «وَيُنْذِرَ» الواو عاطفة ومضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة «الَّذِينَ» اسم موصول مفعول به «قالُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً» ماض ولفظ الجلالة فاعله وولدا مفعوله والجملة مقول القول.
[سورة الكهف (18) : الآيات 5 الى 7]
ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً (5) فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7)
«ما لَهُمْ» ما نافية ولهم متعلقان بخبر محذوف مقدم «بِهِ»
إعراب القرآن للنحاس
18 شرح إعراب سورة الكهف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الكهف (18) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (1)
قال أبو جعفر: زعم الأخفش سعيد والكسائي والفراء «1» وأبو عبيد أن في أول هذه السورة تقديما وتأخيرا، وأن المعنى: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا.
قَيِّماً نصب على الحال. وقول الضحّاك فيه حسن أنّ المعنى مستقيم أي مستقيم الحكمة لا خطأ فيه، ولا فساد ولا تناقض عِوَجاً مفعول به. يقال: في الدين، وفي الأمر، وفي الطريق عوج، وفي الخشبة والعصا عوج أي عيب أي ليس متناقضا.
[سورة الكهف (18) : آية 2]
قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2)
لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ نصب بلام كي، والتقدير لينذركم بأسا أي عذابا من عنده.
[سورة الكهف (18) : آية 4]
وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4)
وَيُنْذِرَ عطف عليه الَّذِينَ مفعولون.
[سورة الكهف (18) : آية 5]
ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً (5)
كَبُرَتْ كَلِمَةً نصب على البيان أي كبرت مقالتهم اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً كلمة من الكلام. وقرأ الحسن ومجاهد ويحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق كبرت كلمة «2» بالرفع بفعلها أي عظمت كلمتهم، وهي قولهم: اتّخذ الله ولدا.
[سورة الكهف (18) : آية 6]
فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6)
فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ جمع أثر، ويقال: أثر. إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً
__________
(1) انظر معاني الفراء 2/ 133.
(2) انظر البحر المحيط 6/ 95.