[سورة مريم (19) : الآيات 7 الى 9]
يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (9)
«يا زَكَرِيَّا» يا أداة نداء زكريا منادى مفرد علم مبني على الضمة المقدرة على الألف في محل نصب «إِنَّا» إن ونا الدالة على الجماعة اسمها «نُبَشِّرُكَ» مضارع وفاعل مستتر والكاف في محل نصب مفعول به «بِغُلامٍ» متعلقان بنبشرك والجملة خبر إنا «اسْمُهُ» مبتدأ والهاء في محل جر بالإضافة «يَحْيى» خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف والجملة صفة لغلام «لَمْ نَجْعَلْ» لم جازمة ومضارع والفاعل مستتر «لَهُ» مفعول تجعل الثاني «مِنْ قَبْلُ» من حرف جر وقبل ظرف زمان مبني على الضم في محل جر بحرف الجر وهما متعلقان بنجعل «سَمِيًّا» مفعول به والجملة في محل جر صفة ثانية لغلام «قالَ» ماض فاعله مستتر والجملة مستأنفة «رَبِّ» منادى منصوب مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة وجملة النداء وما بعدها مقول القول «أَنَّى» اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية «يَكُونُ» مضارع ناقص «لِي» متعلقان بالخبر المقدم المحذوف «غُلامٌ» اسم يكون والجملة مقول القول «وَكانَتِ» الواو عاطفة وماض ناقص والتاء تاء التأنيث «امْرَأَتِي» اسمها مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء مضاف إليه «عاقِراً» خبر «وَقَدْ» الواو حالية وقد حرف تحقيق «بَلَغْتُ» ماض وفاعله والجملة في محل نصب حال «مِنَ الْكِبَرِ» متعلقان ببلغت «عِتِيًّا» مفعول به «قالَ» ماض فاعله مستتر والجملة مستأنفة «كَذلِكَ» متعلقان بخبر لمبتدأ محذوف أي الأمر كذلك والجملة مقول القول «قالَ رَبُّكَ» ماض وفاعله والكاف مضاف إليه «هُوَ» مبتدأ «عَلَيَّ» متعلقان بالخبر هين «هَيِّنٌ» خبر والجملة مقول القول «وَقَدْ» الواو حالية وقد حرف تحقيق «خَلَقْتُكَ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة لا محل لها لأنها جواب قسم «مِنْ» حرف جر «قَبْلُ» ظرف مبني على الضم في محل جر بمن وهما متعلقان بخلقتك «وَلَمْ» الواو عاطفة ولم حرف جزم «تَكُ» مضارع ناقص مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف واسمها مستتر «شَيْئاً» خبر والجملة معطوفة.
[سورة م
إعراب القرآن للنحاس
كانت هذه حاله. مِنْ آلِ يَعْقُوبَ لم ينصرف لأنه أعجمي وزعم عاصم الجحدري أنهم لو قالوا هو يعقوب آخر غير يعقوب بن إسحاق لصروفه، وقال: إنّهم قالوا: إنه غير يعقوب بن إسحاق عليهما السلام.
[سورة مريم (19) : آية 7]
يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7)
يا زَكَرِيَّا منادى مفرد. اسْمُهُ يَحْيى مبتدأ وخبر ولم ينصرف يحيى لأنه في الأصل فعل مستقبل وكتب بالياء فرقا بينه وبين الفعل لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قد ذكرناه، وقد قيل: معناه لم نأمر أحدا أن يسمّي ابنه يحيى قبلك.
[سورة مريم (19) : آية 8]
قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)
أَنَّى في موضع نصب على الظرف. وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا «1» قال قتادة:
أي سنّا، والتقدير في العربية: سنّا عتيّا. والأصل عتوّا لأنه من ذوات الواو فأبدل من الواو ياء لأنها أختها، وهي أخفّ منها والآيات على الياء، ومن قرأ عِتِيًّا كره الضمة مع الكسرة والياء.
[سورة مريم (19) : آية 9]
قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (9)
قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ الكاف في موضع رفع أي الأمر كذلك. هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ قال الفراء «2» : أي خلقه عليّ هين، قرأ أهل المدينة وأهل البصرة وعاصم وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ، وقرأ سائر الكوفيين وقد خلقناك «3» قال أبو جعفر: والقراءة الأولى أشبه بالسواد.
[سورة مريم (19) : آية 10]
قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا (10)
قالَ آيَتُكَ مبتدأ وخبره (أن) وصلتها تُكَلِّمَ نصب بأن لأن «لا» غير حائلة، وأجاز الكسائي والفراء «4» «أن لا تكلّم الناس» بالرفع: بمعنى أنك لا تكلم الناس، وهذا كما قال: [الطويل] 282-
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت وأن لا يشهد اللهو أمثالي «5»
__________
(1) انظر البحر المحيط 6/ 166، وكتاب السبعة لابن مجاهد 407، وهي قراءة ابن أبي ليلى والأعمش وحمزة والكسائي، وباقي السبعة بالضم وعبد الله بفتح العين. [.....]
(2) انظر معاني الفراء 2/ 162.
(3) انظر البحر المحيط 6/ 167، وتيسير الداني 120.
(4) انظر معاني الفراء 2/ 162.
(5) مرّ الشاهد رقم (124) .