سورة البقرة
[سورة البقرة (2) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
«الم» حروف مقطعة لا محل لها من الإعراب أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه ألم. «ذلِكَ» ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب. «الْكِتابُ» بدل من اسم الإشارة مرفوع، ويجوز إعرابه خبرا لاسم الإشارة. «لا رَيْبَ» لا نافية للجنس تعمل عمل إن. ريب اسمها مبني على الفتح في محل نصب. «فِيهِ» جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره حاصل، وجملة لا ريب فيه خبر لاسم الإشارة. «هُدىً» خبر ثان لاسم الإشارة مرفوع بالضمة المقدرة.
«لِلْمُتَّقِينَ» المتقين اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، متعلقان بهدى. «الَّذِينَ» اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للمتقين. «يُؤْمِنُونَ» فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. «بِالْغَيْبِ» جار ومجرور متعلقان بالفعل يؤمنون. وجملة «يُؤْمِنُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. «وَيُقِيمُونَ» إعرابها مثل يؤمنون ... والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها. «الصَّلاةَ» مفعول به. «وَمِمَّا» الواو عاطفة ومن حرف جر، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر. «رَزَقْناهُمْ» فعل ماض مبني على السكون، نا فاعل والهاء مفعول به والميم علامة جمع الذكور. والعائد محذوف وهو المفعول الثاني، التقدير مما رزقناهم إياه والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. «يُنْفِقُونَ» فعل مضارع والواو فاعله. «وَالَّذِينَ» معطوف على اسم الموصول قبله. «يُؤْمِنُونَ» فعل مضارع، والواو فاعل، والجملة صلة الموصول لا محل لها. «بِما» الباء حرف جر، ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر. «أُنْزِلَ» فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما.
«إِلَيْكَ» جار ومجرور متعلقان بالفعل أنزل، والجملة صلة الموصول. «وَما أُنْزِلَ» إعرابها مثل إعراب سابقتها، والجملة صلة الموصو
إعراب القرآن للنحاس
[2] شرح إعراب سورة البقرة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة البقرة (2) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1)
من ذلك قوله عزّ وجلّ: الم ... مذهب الخليل وسيبويه «1» في «الم» وما أشبهها أنها لم تعرب لأنها بمنزلة حروف التهجّي فهي محكيّة ولو أعربت ذهب معنى الحكاية وكان قد أعرب بعض الاسم، وقال الفراء: «2» إنما لم تعرب لأنك لم ترد أن تخبر عنها بشيء، وقال أحمد بن يحيى «3» : لا يعجبني قول الخليل فيها لأنك إذا قلت: زاي فليست هذه الزاي التي في زيد لأنك قد زدت عليها. قال أبو جعفر: هذا الرّدّ لا يلزم لأنك لا تقدر أن تنطق بحرف واحد حتى تزيد عليه. قال ابن كيسان:
«الم» في موضع نصب بمعنى اقرأ «الم» أو عليك «الم» ويجوز أن يكون موضعه رفعا بمعنى: هذا الم أو هو أو ذاك.
ثم قال عزّ وجلّ:
[سورة البقرة (2) : آية 2]
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)
ذلِكَ فيه ستة أوجه: يكون بمعنى هذا ذلك الكتاب، فيكون خبر هذا ويكون بمعنى «الم ذلك» هذا قول الفراء «4» أي حروف المعجم ذلك الكتاب واجتزئ ببعضها من بعض، ويكون هذا رفعا بالابتداء والْكِتابُ خبره، والكوفيون يقولون: رفعنا هذا بهذا وهذا بهذا، ويكون «الكتاب» عطف البيان الذي يقوم مقام النعت وهُدىً
__________
(1) انظر الكتاب 3/ 284.
(2) انظر معاني الفراء 1/ 9.
(3) أحمد بن يحيى ثعلب: إمام الكوفيين في النحو واللغة، حفظ كتب الفرّاء، ولازم ابن الأعرابي بضع عشرة سنة واعتمد عليه في اللغة، وعلى سلمة بن عاصم في النحو. صنّف: المصون في النحو، واختلاف النحويين، ومعاني القرآن، معاني الشعر، القراءات، التصغير، الوقف والابتداء، الهجاء، الأمالي، غريب القرآن، وغيره (ت 291 هـ) . ترجمته في: (بغية الوعاة 1/ 396، وطبقات الزبيدي 155) .
(4) انظر معاني الفراء 1/ 10.