103 - {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
المصدر المؤول من «أنَّ» وما بعدها فاعل بثبت مقدرا، وجوابها محذوف أي: لأثيبوا، ولا تقع الجملة الاسمية جوابا لـ «لو» . «لمثوبة» : اللام للابتداء، و «مثوبة» مبتدأ، خبره: «خير» ، والجملة مستأنفة. وجواب «لو» الثانية محذوف أي: لكان خيرا. وجملة «لو كانوا» مستأنفة.
إعراب القرآن للدعاس
المضمرة بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والألف فاعل وأن المضمرة مع الفعل في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر. وهما متعلقان بالفعل يعلمان. «إِنَّما» كافة ومكفوفة.
«نَحْنُ فِتْنَةٌ» مبتدأ وخبر. والجملة مقول القول. «فَلا» الفاء الفصيحة لأنها أفصحت عن شرط والتقدير أما وقد علمناك فلا تكفر. ولا ناهية جازمة. «تَكْفُرْ» فعل مضارع مجزوم والفاعل أنت والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر. «فَيَتَعَلَّمُونَ» الفاء استئنافية يتعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم يتعلمون. «مِنْهُما» متعلقان بالفعل قبلهما. «ما» اسم موصول مفعول به. «يُفَرِّقُونَ» فعل مضارع وفاعل. «بِهِ» متعلقان بيفرقون. «بَيْنَ» مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل. «الْمَرْءِ» مضاف إليه. «وَزَوْجِهِ» معطوف. «وَما» الواو حالية، ما الحجازية تعمل عمل ليس. «هُمْ» ضمير منفصل اسمها. «بِضارِّينَ» الباء حرف جر زائد، ضارين اسم مجرور لفظا بالياء لأنه جمع مذكر سالم، منصوب محلا لأنه خبر ما. والجملة حالية. «بِهِ» متعلقان بضارين. «مِنْ أَحَدٍ» من حرف جر زائد، أحد اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به لاسم الفاعل ضارين. «إِلَّا» أداة حصر. «بِإِذْنِ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر بضارين اسم الفاعل أو بمحذوف حال من المفعول به أحد. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه.
«وَيَتَعَلَّمُونَ» الجملة معطوفة. «ما» اسم موصول مفعول به. «يَضُرُّهُمْ» فعل مضارع ومفعول به والفاعل هو والجملة صلة الموصول وجملة «وَلا يَنْفَعُهُمْ» معطوفة عليها. «وَلَقَدْ» الواو عاطفة اللام واقعة في جواب القسم قد حرف تحقيق. «عَلِمُوا» فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل والجملة جواب القسم لا محل لها. «لَمَنِ» اللام لام الابتداء من اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
«اشْتَراهُ» فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة والهاء مفعول به والفاعل هو والجملة لا محل لها صلة الموصول. «ما» نافية وقيل حجازية. «لَهُ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «فِي الْآخِرَةِ» متعلقان بمحذوف حال من خلاق لأنهما تقدما عليه. «مِنْ» حرف جر زائد. «خَلاقٍ» اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر وجملة ماله في محل رفع خبر المبتدأ وجملة «لَمَنِ اشْتَراهُ» سدت مسد مفعولي علموا المعلقة عن العمل بسبب لام الابتداء. «وَلَبِئْسَ ما شَ
إعراب القرآن للنحاس
رفع على أنه خبر ثان. النَّاسَ السِّحْرَ مفعولان. بِبابِلَ لا ينصرف لأنه أعجمي معرفة. هارُوتَ وَمارُوتَ مثله والجمع هواريت مثل طواغيت، ويقال: هوارتة وهوار وموارتة وموار فاعلم ومثله جالوت وطالوت. وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ من زائدة للتوكيد والتقدير وما يعلمان أحدا. حَتَّى يَقُولا نصب بحتّى فلذلك حذفت منه النون ولغة هذيل وثقيف عتّى. فَلا تَكْفُرْ جزم بالنهي. فَيَتَعَلَّمُونَ أحسن ما قيل فيه أنه مستأنف، وقول الفراء «1» : أنه نسق على «يعلّمون» غلط لأنه لو كان كذا لوجب أن يكون فيتعلمون منهم، فقوله منهما يمنع أن يكون التقدير: «ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر فيتعلّمون» إلّا على قول من قال: الشياطين هاروت وماروت، وللفراء «2» قول آخر قال: يكون محمولا على المعنى لأن معنى (فلا تكفر) فلا تتعلّم السحر أي فيأتون فيتعلّمون، وقيل: التقدير يعلّمان الناس فيتعلّمون. مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ في موضع نصب بيفرّقون وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ «من» زائدة وقول أبي إسحاق إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ: إلّا بعلم الله غلط لأنه إنما يقال في العلم: إذن وقد أذنت به إذنا ولكن لمّا لم يحل فيما بينهم وبينه وخلّوا يفعلونه كان كأنّه إباحة مجازا. وَلَقَدْ عَلِمُوا لام توكيد. لَمَنِ اشْتَراهُ لام يمين وهي للتوكيد أيضا، وموضع «من» رفع بالابتداء، لأنه لا يعمل ما قبل اللام فيما بعدها ومن بمعنى الذي. قال الفراء: هي للمجازاة. قال أبو إسحاق: ليس هذا موضع شرط ومن بمعنى الذي كما تقول: لقد علمت لمن جاءك ما له عقل. ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ «من» زائدة، والتقدير ما له في الآخرة خلاق، ولا تزاد من في الواجب.
[سورة البقرة (2) : آية 103]
وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (103)
وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا موضع أنّ موضع رفع أي لو وقع إيمانهم، ولَوْلا يليها إلا الفعل ظاهرا أو مضمرا لأنها بمنزلة حروف الشرط إذ كانت لا بدلها من جواب وأن يليها الفعل. قال محمد بن يزيد: وإنما لم يجاز بها لأن سبيل حروف المجازاة كلّها أن تقلب الماضي إلى معنى المستقبل فلمّا لم يكن هذا في «لو» لم يجز أن يجازى بها. قال الأخفش سعيد: ليس «للو» هنا جواب في اللفظ ولكن في المعنى، والمعنى لأثيبوا.
[سورة البقرة (2) : آية 104]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُو