17 - {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ}
جملة «مثلهم كمثل» حالية من الواو في {كَانُوا} في الآية السابقة. «فلما» : الفاء عاطفة، «لما» حرف وجوب لوجوب، وهي حرف شرط غير جازم. جملة «فلما أضاءت» معطوفة على جملة «استوقد» لا محل لها. جملة «لا يبصرون» حالية من الضمير في «تركهم» .
«يَسْتَهْزِئُ» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الله، والجملة خبر المبتدأ، «بِهِمْ» متعلقان بيستهزئ. والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. «وَيَمُدُّهُمْ» الواو عاطفة، يمد فعل مضارع والهاء مفعول به والميم علامة جمع الذكور، والفاعل ضمير يعود على الله. «فِي طُغْيانِهِمْ» متعلقان بالفعل يمدهم والهاء في محل جر بالإضافة. «يَعْمَهُونَ» فعل مضارع والواو فاعل، والجملة في محل نصب حال من الضمير المنصوب في يمدهم. «أُولئِكَ» اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. «الَّذِينَ» اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر. والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. «اشْتَرَوُا» فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة. والواو فاعل. «الضَّلالَةَ» مفعول به. «بِالْهُدى» جار ومجرور متعلقان بالفعل اشتروا.
والجملة صلة الموصول. «فَما» الفاء عاطفة ما نافية. «رَبِحَتْ» فعل ماض والتاء للتأنيث. «تِجارَتُهُمْ» فاعل مرفوع، والهاء في محل جر بالإضافة والميم للجمع. والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة اشتروا. «وَما» كسابقتها. «كانُوا» فعل ماض ناقص. والواو اسمها. «مُهْتَدِينَ» خبر منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. والجملة معطوفة على ما قبلها.
[سورة البقرة (2) : الآيات 17 الى 18]
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18)
«المثل» بفتح الميم والثاء اسم موغل في الإبهام بمعنى شبه وشبيه «الَّذِينَ» لفظه مفرد ومعناه جمع لهذا قال تعالى «ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ... » «اسْتَوْقَدَ» أوقد. أضاء يستعمل متعديا ولازما. «صُمٌّ» جمع أصم هو من لا يسمع. «بُكْمٌ» جمع أبكم وهو الأخرس. «عُمْيٌ» جمع أعمى.
«مَثَلُهُمْ» مبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة. «كَمَثَلِ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر. «الَّذِي» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. «اسْتَوْقَدَ» فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الذي. «ناراً» مفعول به. وجملة استوقد صلة الموصول لا محل لها. وجملة مثلهم استئنافية لا محل لها من الإعراب. «فَلَمَّا» الفاء استئنافية لما ظرف بمعنى حين. «أَضاءَتْ» فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل محذوف تقديره هي يعود إل
إعراب القرآن للنحاس
[سورة البقرة (2) : آية 17]
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)
ابتداء. كَمَثَلِ الَّذِي خبره والكاف بمعنى مثل والَّذِي خفض بالإضافة.
اسْتَوْقَدَ ناراً صلته. فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ «ما» : في موضع نصب بمعنى الذي وكذا إن كانت نكرة إلّا أنّ النعت يلزمها إذا كانت نكرة وإن كانت زائدة فلا موضع لها.
وحَوْلَهُ: ظرف مكان والهاء في موضع خفض بإضافته إليها. ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وأذهب نورهم بمعنى واحد. وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ وقرأ أبو السّمال وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ «1» بإسكان اللام حذف الضمة لثقلها، ومن أثبتها فللفرق بين الاسم والنعت، ويقال:
«ظلمات» بفتح اللام. قال البصريون: أبدل من الضمة فتحة لأنّها أخفّ، وقال الكسائي: ظلمات جمع الجمع جمع ظلم: لا يُبْصِرُونَ فعل مستقبل في موضع الحال.
[سورة البقرة (2) : آية 18]
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18)
على إضمار مبتدأ أي هم صمّ: بُكْمٌ عُمْيٌ وفي قراءة عبد الله «2» وحفصة «3» صمّا بكما عميا «4» لأنّ المعنى وتركهم غير مبصرين صما بكما عميا، ويكون أيضا بمعنى أعني.
[سورة البقرة (2) : آية 19]
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19)
الأصل عند البصريين «5» صيوب ثم أدغم مثل ميّت، وعند الكوفيين الأصل صويب ثم أدغم ولو كان كما قالوا لما جاز إدغامه كما لا يجوز إدغام طويل. وجمع صيّب صيايب والتقدير في العربية: مثلهم كمثل الذي استوقد نارا أو كمثل صيب. فِيهِ ظُلُماتٌ ابتداء. وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ معطوف عليه. يَجْعَلُونَ مستأنف وإن شئت كان حالا من الهاء التي في «فيه» فإن قيل: كيف يكون حالا ولم يعد على الهاء شيء؟ فالجواب أنّ
__________
(1) انظر المحتسب 1/ 56، ومختصر ابن خالويه (2) .
(2) عبد الله بن مسعود بن الحارث الهذلي، أحد السابقين للإسلام والبدريين، عرض القرآن على النبي صلّى الله عليه وسلّم (ت 32 هـ) . ترجمته في غاية النهاية 1/ 458.
(3) حفصة بنت عمر بن الخطاب، جليلة، من أزواج الرسول صلّى الله عليه وسلّم. روى لها البخاري ومسلم في الصحيحين (ت 45 هـ) . ترجمتها في الإصابة تر (296) ج 4/