[سورة البقرة (2) : الآيات 21 الى 22]
يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
«أنداد» جمع ند وهو المثل. «يا» حرف نداء. «أي» منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء. «وها» حرف تنبيه. «النَّاسُ» بدل من أي مرفوع على اللفظ. «اعْبُدُوا» فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل. «رَبَّكُمُ» مفعول به والكاف في محل جر بالإضافة. «الَّذِي» اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة. «خَلَقَكُمْ» خلق فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو، والكاف مفعول به والميم لجمع الذكور. «وَالَّذِينَ» اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب معطوف على الضمير الكاف في الفعل خلقكم التقدير وخلق الذين. وجملة خلقكم صلة الموصول.
«مِنْ قَبْلِكُمْ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة، التقدير وخلق الذين عاشوا من قبلكم. «لَعَلَّكُمْ» لعل حرف مشبه بالفعل. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسمها. والميم علامة جمع الذكور. «تَتَّقُونَ» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل، والجملة في محل رفع خبر لعل، وجملة لعلكم تتقون تعليلية، وأجاز بعضهم الحالية. «الَّذِي» اسم موصول في محل نصب صفة لربكم. «جَعَلَ» فعل ماض والفاعل مستتر تقديره هو. «لَكُمُ» متعلقان بجعل. «الْأَرْضَ» مفعول به أول. «فِراشاً» مفعول به ثان. وجملة جعل صلة الموصول لا محل لها ويجوز إعراب فراشا حال إذا كانت جعل بمعنى صيّر.
«وَالسَّماءَ بِناءً» معطوفان على الأرض. «وَأَنْزَلَ» الواو عاطفة. أنزل فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. «مِنَ السَّماءِ» متعلقان بأنزل. «ماءً» مفعول به. «فَأَخْرَجَ» فعل ماض معطوف على أنزل.
«بِهِ» متعلقان بأخرج. وكذلك «مِنَ الثَّمَراتِ» متعلقان بأخرج، أو بمحذوف حال من رزق. «رِزْقاً» مفعول به. «لَكُمُ» متعلقان بمحذوف صفة لرزق وعلقت من الثمرات بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة.
«فَلا» الفاء حرف عطف على جواز عطف الإنشاء على الخبر. لا ناهية جازمة. «تَجْعَلُوا» فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل. والجملة جواب شرط غير جازم.
إعراب القرآن للنحاس
قال الفراء «1» : وقرأ بعض أهل المدينة بتسكين الخاء وتشديد الطاء، وقال الكسائي والأخفش والفراء: يجوز يَخْطَفُ بكسر الياء والخاء والطاء، فهذه ستة أوجه موافقة للسواد، والسابع حكاه عبد الوارث قال: رأيت في مصحف أبيّ «2» يكاد البرق يتخطّف أبصارهم زعم سيبويه والكسائي أنّ من قرأ يَخْطَفُ بكسر الخاء والطاء فالأصل عنده «يختطف» ثم أدغم التاء في الطاء فالتقى ساكنان وكسر الخاء لالتقاء الساكنين. قال سيبويه «3» : ومن فتحها ألقى حركة التاء عليها، قال الفراء «4» : هذا خطأ ويلزم من قاله أن يقول في يمدّ: يمدّ لأن الميم كانت ساكنة وأسكنت الدال بعدها وفي يعضّ يعضّ، قال الفراء «5» : وإنما الكسر لأن الألف في «اختطف» مكسورة. قال أبو جعفر: قال أصحاب سيبويه «6» : الذي قال الفراء لا يلزم لأنه لو قيل: يمدّ ويعضّ لأشكل بيفعل، ويفتعل لا يكون إلّا على جهة واحدة. قال الكسائي: من قال: يخطف كسر الياء لأن الألف في اختطف مكسورة. فأما ما حكاه الفراء «7» عن أهل المدينة من إسكان الخاء والإدغام فلا يعرف ولا يجوز لأنه جمع بين ساكنين. كُلَّما:
منصوب لأنه ظرف وإذا كانت كلّما بمعنى إذا فهي موصولة. قال الفراء: يقال: أضاءك وضاءك ويجوز «لذهب بسمعهم» مدغما. وَأَبْصارِهِمْ عطف عليه إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اسم إنّ وخبرها.
[سورة البقرة (2) : آية 21]
يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
يا أَيُّهَا النَّاسُ ... يا أَيُّهَا يا: حرف النداء، وأيّ: نداء مفرد ضمّ لأنه في موضع المكنيّ، وكان يجب أن لا يعرب فكرهوا أن يخلوه من حركة لأنه قد كان متمكنا فاختاروا له الضمة لأن الفتحة تلحق المعرب في النداء والكسرة تلحق المضاف إليه، وأجاز أبو عثمان المازني «يا أيّها الناس» : على الموضع كما يقال: يا زيد الظّريف. وزعم الأخفش أن «الناس» في صلة أيّ و «هاء» للتنبيه إلا أنّها لا تفارق أيّا لأنها عوض من الإضافة. ولغة بعض بني مالك «8» من بني أسد «يا أيه الرجل» بضم
__________
(1) انظر مختصر في شواذ القرآن 3، ومعاني القرآن للفراء 1: 18.
(2) أبيّ بن كعب: من الخزرج، صحابي أنصاري، كان قبل الإسلام حبرا من أحبار اليهود، ولما أسلم كان من كتّاب الوحي، شهد بدرا وأحدا والخندق مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. اشترك في جمع القرآن بتكليف من عثمان بن عفّان، و