25 - {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} -[13]-
«أنَّ» وما بعدها في تأويل مصدر منصوب على نزع الخافض الباء. «كلما» : «كل» ظرف زمان منصوب متعلق بـ «قالوا» ، و «ما» مصدرية زمانية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: قالوا كلَّ وقت رزق. الجار «من ثمرة» بدل اشتمال من «منها» متعلق بـ «رُزقوا» ، ولا يتعلق حرفان بمعنى واحد بعامل واحد إلا على سبيل البدلية أو العطف. «وأُتُوا» : الواو حالية، والجملة حالية. جملة «قالوا» مستأنفة، وجملة «رزقوا» صلة الموصول الحرفي. «متشابها» حال من الضمير في «به» . جملة «ولهم فيها أزواج» معطوفة على جملة «وأُتوا» في محل نصب. الجار «فيها» متعلق بالاستقرار المقدر في الخبر المحذوف.
إعراب القرآن للدعاس
ناقص في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها. والجملة استئنافية. «فِي رَيْبٍ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كان. «مِمَّا» أصلها من ما، ما اسم موصول في محل جر والجار والمجرور متعلقان بريب المصدر «نَزَّلْنا» فعل ماض وفاعله. والجملة صلة الموصول. «عَلى عَبْدِنا» متعلقان بالفعل نزلنا وعائده محذوف تقديره نزلناه. «فَأْتُوا» الفاء رابطة لجواب الشرط. أتوا فعل أمر مبني على حذف النون. والواو فاعل. والجملة في محل جزم جواب الشرط. «بِسُورَةٍ» متعلقان بالفعل فأتوا. «مِنْ مِثْلِهِ» متعلقان بمحذوف صفة لسورة، والهاء في محل جر بالإضافة. «وَادْعُوا» مثل «اعْبُدُوا» .
«شُهَداءَكُمْ» مفعول به والكاف في محل جر بالإضافة، والميم لجمع الذكور. «مِنْ دُونِ» جار ومجرور متعلقان بالفعل ادعوا أو بمحذوف حال من شهداءكم التقدير منفردين عن الله. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه. «إِنْ كُنْتُمْ» إعرابها كالآية الأولى. «صادِقِينَ» خبر كان منصوب بالياء. وجواب الشرط محذوف تقديره فأتوا بها ... «فَإِنْ» الفاء استئنافية، «إن» شرطية. «لَمْ تَفْعَلُوا» فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل. والجملة ابتدائية لا محل لها.
«وَلَنْ» الواو اعتراضية، لن حرف ناصب. «تَفْعَلُوا» فعل مضارع منصوب بحذف النون. والجملة ابتدائية لا محل لها. «فَاتَّقُوا» الفاء رابطة لجواب الشرط، اتقوا فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة، والواو فاعل. والجملة في محل جزم جواب الشرط. «النَّارَ» مفعول به منصوب.
«الَّتِي» اسم موصول في محل نصب صفة. «وَقُودُهَا» مبتدأ والهاء في محل جر بالإضافة. «النَّاسُ» خبر. «وَالْحِجارَةُ» اسم معطوف على الناس. والجملة صلة الموصول. «أُعِدَّتْ» فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي. «لِلْكافِرِينَ» متعلقان بالفعل أعدت.
والجملة في محل نصب حال من النار، وقيل مستأنفة.
[سورة البقرة (2) : آية 25]
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (25)
«وَبَشِّرِ» الواو عاطفة، بشر فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر م
إعراب القرآن للنحاس
العرب من يجزم بلن كما يجزم بلم. فَاتَّقُوا النَّارَ جواب الشرط في الفاء وما بعدها ولغة تميم وأسد «فتقوا النّار» ، وحكي سيبويه «1» : تقى يتقي، النَّارَ مفعوله. الَّتِي من نعتها. وَقُودُهَا مبتدأ. النَّاسُ خبر وَالْحِجارَةُ عطف عليهم. أُعِدَّتْ فعل ماض والتاء علامة التأنيث أسكنت عند البصريين لأنها حرف جاء لمعنى، وعند الكوفيين أنك لمّا ضممت تاء المخاطب وفتحت تاء المخاطب المذكر وكسرت تاء المؤنث وبقيت هذه التاء كان ترك العلامة لها علامة، واسم ما لم يسمّ فاعله مضمر في أعدّت. لِلْكافِرِينَ خفض باللام الزائدة، وقرأ الحسن ومجاهد «2» وطلحة بن مصرّف «3» الَّتِي وَقُودُهَا «4» ، بضمّ الواو. وقال الكسائي والأخفش سعيد: الوقود بفتح الواو الحطب والوقود بضمها الفعل، قال أبو جعفر يجب على هذا أن لا يقرأ إلّا وقودها بفتح الواو لأنّ المعنى حطبها. إلا أنّ الأخفش قال: وحكي أنّ بعض العرب يجعل الوقود والوقود جميعا بمعنى الحطب والمصدر، وذهب إلى أن الأول أكثر قال:
كما أنّ الوضوء الماء والوضوء المصدر.
[سورة البقرة (2) : آية 25]
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (25)
أَنَّ: في موضع نصب والمعنى بأن لهم. قال الكسائي وجماعة من البصريين:
«أنّ» في موضع خفض بإضمار الباء. جَنَّاتٍ في موضع نصب اسم أنّ وكسرت التاء عند البصريين لأنه جمع مسلّم فوجب أن يستوي خفضه ونصبه كما كان في المذكر جائزا. تَجْرِي في موضع نصب نعت للجنات، ومرفوع لأنه فعل مستقبل، وحذفت الضمة من الياء لثقلها معها. الْأَنْهارُ مرفوع بتجري. كُلَّما ظرف. قالُوا هذَا مبتدأ. والَّذِينَ خبره، ويجوز أن يكون هذا هو الذي. رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ غاية «5» مبني على الضمّ لأنه قد حذف منه، وهو ظرف يدخله النصب والخفض في حال سلامته فلما اعتلّ بالحذف أعطي حركة لم تكن تلحقه، وقيل: أعطي الضمة لأنها غاية الحركات وَأُتُوا بِهِ فعلوا من أتيت مُتَشابِهاً على الحال. أَزْواجٌ مرفوع بالابتداء.
__________
(1) انظر الكتاب 4/ 229، والبحر المحيط 1/ 249.
(2) مجاهد بن جبر مولى عبد الله بن السائب القارئ الفقيه الزاهد روى عن ابن ع