[سورة البقرة (2) : الآيات 31 الى 33]
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (31) قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
«وَعَلَّمَ» الواو حرف عطف، علم فعل ماض والفاعل مستتر تقديره هو يعود إلى الله تعالى. «آدَمَ» مفعول به أول منصوب بالفتحة. «الْأَسْماءَ» مفعول به ثان. «كُلَّها» توكيد للأسماء، ها ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة علم معطوفة على جملة قال. «ثُمَّ» حرف عطف. «عَرَضَهُمْ» فعل ماض، والهاء مفعول به، والميم علامة جمع الذكور والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. «عَلَى الْمَلائِكَةِ» متعلقان بعرض. والجملة معطوفة. «فَقالَ» الفاء عاطفة. قال فعل ماض والفاعل يعود إلى ربك والجملة معطوفة. «أَنْبِئُونِي» فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة، والواو فاعل والنون للوقاية والياء في محل نصب مفعول به. «بِأَسْماءِ» متعلقان بالفعل قبلهما. «هؤُلاءِ» اسم إشارة في محل جر بالإضافة. والجملة مقول القول. «إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» انظر الآية 23. وجواب إن الشرطية محذوف دل عليه ما قبله. «قالُوا» فعل ماض وفاعله والجملة مستأنفة. «سُبْحانَكَ» مفعول مطلق لفعل محذوف، والكاف في محل جر بالإضافة. «لا عِلْمَ» لا نافية للجنس تعمل عمل إن، علم اسمها مبني على الفتح في محل نصب. «لَنا» جار ومجرور متعلقان بخبر لا المحذوف والجملة الاسمية لا محل لها استئنافية. وجملة المصدر مقول القول. «إِلَّا» أداة حصر. «ما عَلَّمْتَنا» ما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من ما ومعمولها. والعائد محذوف تقديره ما علمتنا إياه. علمتنا فعل ماض وفاعل ومفعول به. والجملة صلة الموصول. «إِنَّكَ» حرف مشبه بالفعل والكاف اسمها.
«أَنْتَ» ضمير فصل لا محل له. «الْعَلِيمُ» خبر إن مرفوع. «الْحَكِيمُ» خبر ثان وجملة إنك العليم استئنافية. «قالَ» فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو. والجملة مستأنفة. «يا آدَمُ» يا أداة نداء. آدم منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب. «أَنْبِئْ
إعراب القرآن للنحاس
اسما بمعنى فاعل كما يقال: الله أكبر بمعنى كبير، وكما قال: [الطويل] 14-
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل ... على أيّنا تغدو المنيّة أوّل «1»
ويجوز إدغام الميم في الميم، و «ما» في موضع نصب بأعلم إذا جعلته فعلا وإن جعلته اسما جاز أن يكون «ما» في موضع خفض بالإضافة وفي موضع نصب وتحذف التنوين لأنه لا ينصرف.
[سورة البقرة (2) : آية 31]
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (31)
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها آدَمَ والْأَسْماءَ مفعولان لعلّم. وآدم لا ينصرف في المعرفة بإجماع النحويين لأنه على أفعل وهو معرفة، ولا يمتنع شيء من الصرف عند البصريين إلّا بعلّتين فإن نكّرت آدم وليس بنعت لم يصرفه الخليل وسيبويه «2» وصرفه الأخفش سعيد لأنه إنّما منعه من الصرف لأنه كان نعتا وهو على وزن الفعل فإذا لم يكن نعتا صرفه. قال أبو إسحاق «3» : القول قول سيبويه لا يفرق بين النعت وغيره لأنه هو ذاك بعينه، وجمع آدم إذا كان صفة أدم فإن لم يكن نعتا فجمعه آدمون وأوادم وهكذا الباب كله. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا «عرضهم» في الكتاب الذي قبل هذا.
فَقالَ أَنْبِئُونِي ألف قطع لأنها من أنبأ ينبئ فإن خفّفت الهمزة قلت أنبئوني بين بين فإن جعلتها مبدلة قلت أنبوني مثل أعطوني. بِأَسْماءِ هؤُلاءِ «بأسماء» : مخفوض بالباء و «هؤلاء» في موضع مخفوض بالإضافة إلّا أنه مبني على الكسر لالتقاء الساكنين وهو مبني مثل هذا وفيه وجوه إذا مددته وإن شئت خفّفت الهمزة الثانية وحققت الأولى.
وهو أجود الوجوه عند الخليل وسيبويه. وهي قراءة نافع فقلت هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ولا يجوز غير هذا في قول من خفّف الثانية، والدليل على هذا أنّهم أجمعوا على القراءة في قوله جلّ وعزّ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ [النساء: 22] على وجه واحد عن نافع ولا فرق بينهما، وإن شئت خفّفت الأولى وحقّقت الثانية فقلت: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ، وإن شئت حقّقتهما جميعا فقلت «هؤلاء ان» ، وإن شئت خفّفتهما، وإن شئت
__________
(1) الشاهد لمعن بن أوس في ديوانه ص 39، وخزانة الأدب 8/ 244، وشرح التصريح 2/ 51، ولسان العرب (كبر) و (وجل) ، والمقاصد النحوية 3/ 493، وتاج العروس (وجل) ، بلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 140، وأوضح المسالك: 161، وجمهرة اللغة ص 493، وخزانة الأدب 6/ 505