مبتدأ. «هُمُ» مبتدأ ثان، ضمير منفصل. «الْمُفْلِحُونَ» خبر هم، مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وجملة هم المفلحون خبر أولئك.
[سورة البقرة (2) : الآيات 6 الى 7]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7)
«الكفر» الجحود والنكران. «سَواءٌ» مصدر بمعنى الاستمرار لهذا لا يثنى ولا يجمع، نقول هما سواء وهم سواء فإذا أريد لفظ المثنى قيل سيّان وفي الجمع سواسية على غير القياس. «غِشاوَةٌ» غطاء وزنها فعالة. «خَتَمَ» طبع وقيل الختم التغطية.
«إِنَّ» حرف مشبه بالفعل. «الَّذِينَ» اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن. «كَفَرُوا» فعل ماض وفاعل، والجملة صلة الموصول. «سَواءٌ» خبر مقدم. «عَلَيْهِمْ» جار ومجرور متعلقان بسواء. «أَأَنْذَرْتَهُمْ» الهمزة للاستفهام، أنذرتهم فعل ماض وفاعل ومفعول به، والميم لجمع الذكور، والهمزة والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ، التقدير إنذارك وعدمه سواء عليهم. «أَمْ» حرف عطف. «لَمْ» حرف نفي وقلب وجزم. «تُنْذِرْهُمْ» فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم لجمع الذكور، والجملة معطوفة على جملة أنذرتهم. «لا يُؤْمِنُونَ» لا نافية، يؤمنون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل وجملة يؤمنون استئنافية أو حالية. «خَتَمَ» فعل ماض، «اللَّهِ» لفظ الجلالة فاعل، «عَلى قُلُوبِهِمْ» متعلقان بختم «وَعَلى سَمْعِهِمْ» الواو عاطفة، على سمعهم معطوف على ما قبله، «وَعَلى أَبْصارِهِمْ» الواو استئنافية، على أبصارهم متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «غِشاوَةٌ» مبتدأ مؤخر. «وَلَهُمْ» الواو عاطفة، لهم متعلقان بمحذوف خبر. «عَذابٌ» مبتداء مؤخر. «عَظِيمٌ» صفة. والجملتان معطوفتان.
[سورة البقرة (2) : الآيات 8 الى 10]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (10)
«النَّاسِ» اسم جمع لا مفرد له من لفظه، أصله الأناس حذفت همزته
إعراب القرآن للنحاس
يقول: ألا لك، و (هدى) خفض بعلى: مِنْ رَبِّهِمْ خفض بمن، والهاء والميم خفض بالإضافة ويقال: كيف قرأ أهل الكوفة (عليهم) ولم يقرءوا «من ربّهم» «ولا» «فيهم» ؟
والجواب أنّ «عليهم» الياء فيه منقلبة من ألف والأصل علاهم قال: [الرجز] 6-
طارت علاهنّ فطر علاها «1»
فأقرّت الهاء على ضمتها، وليس هذا في «فيهم» «ولا من ربّهم» وَأُولئِكَ رفع بالابتداء هُمُ ابتداء ثان الْمُفْلِحُونَ خبر الثاني والثاني وخبره خبر الأول، ويجوز أن يكون «هم» زيادة، يسميها البصريون فاصلة «2» ويسميها الكوفيون عمادا «3» والْمُفْلِحُونَ خبر أولئك.
[سورة البقرة (2) : آية 6]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)
إِنَّ الَّذِينَ الَّذِينَ: نصب بإن وعملت إنّ لأنها أشبهت الفعل في الإضمار ويقع بعدها اسمان وفيها معنى التحقيق. كَفَرُوا صلة «الذين» والمضمر يعود على الذين. قال محمد بن يزيد سَواءٌ عَلَيْهِمْ رفع بالابتداء: أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ الخبر والجملة خبر «إنّ» أي أنهم تبالهوا حتى لم تغن فيهم النذارة والتقدير سواء عليهم الإنذار وتركه، أي سواء عليهم هذان، وجيء بالاستفهام من أجل التسوية. قال ابن كيسان: يجوز أن يكون سواء خبر إنّ وما بعده، يقوم مقام الفاعل، ويجوز أن يكون خبر إنّ «لا يؤمنون» أي إنّ الذين كفروا لا يؤمنون أَأَنْذَرْتَهُمْ «4» فيه ثمانية أوجه: أجودها عند الخليل وسيبويه «5» تخفيف الهمزة الثانية وتحقيق الأولى. وهي لغة قريش وسعد بن بكر وكنانة، وهي قراءة أهل المدينة وأبي عمرو والأعمش أَأَنْذَرْتَهُمْ «6» ، قال ابن كيسان: وروي عن ابن محيصن «7» أنّه قرأ بحذف الهمزة الأولى سواء عليهم أنذرتهم «8» فحذف لالتقاء
__________
(1) الشاهد لرؤبة في ديوانه ص 168، وله أو لأبي النجم أو لبعض أهل اليمن في المقاصد النحوية 1/ 133، ولبعض أهل اليمن في خزانة الأدب 7/ 133، وشرح شواهد المغني 1/ 128 وبلا نسبة في لسان العرب (طير، وعلا، ونجا) وخزانة الأدب 4/ 105، والخصائص 2/ 269، وشرح شواهد الشافيه 355، وشرح المفصل 3/ 34، وقبله: «نادية وناديا أباها» .
(2) انظر المقتضب 4/ 103.
(3) انظر مجالس ثعلب 53.
(4) انظر البحر المحيط 1/ 174.
(5) انظر الكتاب 4/ 29.
(6) انظر التيسير الداني ص 36، باب ذكر الهمزتين المتلاحقتين في كلمة.
(7) ابن محيصن: محمد بن عبد الرّحمن ال