[سورة طه (20) : آية 97]
قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97)
«قالَ» الجملة مستأنفة «فَاذْهَبْ» الفاء عاطفة وفعل الأمر فاعله مستتر والجملة معطوفة «فَإِنَّ» الفاء عاطفة وإن حرف مشبه بالفعل «لَكَ» متعلقان بالخبر «فِي الْحَياةِ» متعلقان بمحذوف حال «أَنْ» ناصبة «تَقُولَ» مضارع فاعله مستتر والمصدر المؤول في محل نصب اسم إن «لا» نافية للجنس «مِساسَ» اسم لا والخبر محذوف والجملة في محل نصب مقول القول ويقال إن السامري أصابه مرض يشبه النقرس يؤذيه كل شيء مسه وذلك عقوبة له في الدنيا «وَإِنَّ» الواو عاطفة وإن حرف مشبه بالفعل «لَكَ» متعلقان بالخبر المقدم «مَوْعِداً» اسمها المؤخر «لَنْ» ناصبة «تُخْلَفَهُ» مضارع مبني للمجهول منصوب ونائب الفاعل مستتر والهاء مفعول به والجملة في محل نصب صفة لموعدا «وَانْظُرْ» الواو عاطفة وانظر أمر فاعله مستتر «إِلى إِلهِكَ» متعلقان بانظر «الَّذِي» موصول في محل جر صفة والجملة معطوفة «ظَلْتَ» ماض ناقص أصله ظللت حذفت اللام للتخفيف والتاء اسمها «عَلَيْهِ» متعلقان بعاكفا «عاكِفاً» خبر والجملة صلة الموصول لا محل لها «لَنُحَرِّقَنَّهُ» اللام موطئة للقسم ونحرقنه مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة فاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة لا محل لها لأنها جواب القسم «ثُمَّ» حرف عطف «لَنَنْسِفَنَّهُ» الجملة معطوفة «فِي الْيَمِّ» متعلقان بالفعل قبلهما «نَسْفاً» مفعول مطلق.
[سورة طه (20) : الآيات 98 الى 100]
إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (98) كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (100)
«إِنَّما» كافة ومكفوفة «إِلهُكُمُ» مبتدأ والكاف مضاف إليه «اللَّهُ» لفظ الجلالة خبر والجملة استئنافية «الَّذِي» موصول في محل رفع صفة «لا» نافية للجنس «إِلهَ» اسمها والخبر محذوف تقديره موجود «إِلَّا» أداة حصر «هُوَ» بدل من الضمير المقدر في الخبر والجملة صلة لا محل لها «وَسِعَ» ماض فاعله مستتر «كُلَّ» مفعول به «شَيْ
إعراب القرآن للنحاس
فظنّ أن له بذلك فضلا عليهم فأخذ قبضة من أثر دابّة جبرائيل عليه السلام ونبذها في العجل، وإنما فعل هذا ليوهمهم أنه يجب أن يعظّم العجل لهذا قال أبو إسحاق:
ويجوز قبضة مثل غرفة. والقبضة مقدار ملء الكفّ، والقبضة بالفتح ملء الكفّ كلّها.
وقرأ الحسن فَقَبَضْتُ قَبْضَةً «1» وفسّرها بأطراف الأصابع.
[سورة طه (20) : آية 97]
قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97)
على التبرية، قال هارون ولغة العرب «لا مساس» بكسر السين وفتح الميم. وقد تكلم النحويون في هذا. فأما سيبويه «2» فيذهب إلى أنه مبني على الكسر، كما يقال:
اضرب الرّجل، وشرح هذا أبو إسحاق فقال: لا مساس نفي وكسرت السين لأن الكسر من علامة المؤنّث. تقول: فعلت يا امرأة، وسمعت علي بن سليمان يقول: سمعت محمد بن يزيد يقول: إذا اعتلّ الشيء من ثلاث جهات وجب أن يبنى وإذا اعتلّ من جهتين وجب أن لا يصرف لأنه ليس بعد ترك الصرف إلّا البناء فمساس ودراك اعتلّ من ثلاث جهات: منها أنه معدول، ومنها أنه مؤنث، وأنه معرفة. فلمّا وجب البناء فيها وكانت الألف قبل السين ساكنة كسرت السين لالتقاء الساكنين، كما يقال: اضرب الرجل. قال أبو جعفر: ورأيت أبا إسحاق يذهب إلى أن هذا القول خطأ، وألزم أبا العباس إذا سمّى امرأة بفرعون أن يبينه ولا يقول هذا أحد. وقرأ البصريون وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ «3» بكسر اللام فيحتمل معنيين: أحدهما لن تجده مخلفا، كما يقال:
أحمدته أي وجدته محمودا، والمعنى الآخر على التهديد أي لا بدّ لك من أن تصير إليه، وفي قراءة ابن مسعود رحمة الله عليه الَّذِي ظَلْتَ «4» بكسر الظاء. ويقال:
ظللت أفعل ذاك إذا فعلته نهارا، وظلت وظلت: فمن قال: ظلت حذف اللام تخفيفا، ومن قال: ظلت ألقى حركة اللام على الظاء. عاكِفاً خبر. يروى عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (لنحرقنّه) «5» وكذلك يروى عن أبي جعفر، وقرأ الحسن (لنحرقنّه) «6» ، وعن سائر الناس لَنُحَرِّقَنَّهُ «7» . يقال: حرقه يحرقه، ويحرقه إذا نحته
__________
(1) انظر مختصر ابن خالويه 89، والبحر المحيط 6/ 254 وقال: (وقرأ عبد الله وأبيّ وابن الزبير وحميد والحسن بالصاد، وهو الأخذ بأطراف الأصابع) .
(2) انظر الكتاب 3/ 3