والجملة تعليلية لا محل لها «كانُوا» كان واسمها والجملة خبر إن «يُسارِعُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر كان «فِي الْخَيْراتِ» متعلقان بيسارعون «وَيَدْعُونَنا» الواو عاطفة ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل ونا مفعول به «رَغَباً وَرَهَباً» حالان أو مفعولان لأجله «وَكانُوا» كان واسمها «لَنا» متعلقان بالخبر المؤخر «خاشِعِينَ» خبر منصوب بالياء والجملة معطوفة على ما سبق. «وَالَّتِي» الواو عاطفة «الَّتِي» اسم موصول في محل نصب مفعول به لفعل اذكر المحذوف والجملة معطوفة على ما سبق «أَحْصَنَتْ فَرْجَها» ماض والتاء للتأنيث فاعله مستتر ومفعول به والجملة صلة لا محل لها «فَنَفَخْنا» الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة «فِيها» متعلقان بنفخنا «مِنْ رُوحِنا» متعلقان بنفخنا ونا مضاف إليه «وَجَعَلْناها» ماض وفاعله ومفعوله الأول «وَابْنَها» معطوف على الهاء بجعلناها أو مفعول معه «آيَةً» مفعول به ثان «لِلْعالَمِينَ» اللام جارة والعالمين اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والجملة معطوفة على ما سبق.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 92 الى 95]
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (94) وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95)
«إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «هذِهِ» الهاء للتنبيه وذا اسم إشارة في محل نصب اسم إن «أُمَّتُكُمْ» خبر والكاف مضاف إليه والجملة ابتدائية «أُمَّةً» حال أو بدل من هذه «واحِدَةً» صفة «وَأَنَا رَبُّكُمْ» مبتدأ وخبر والجملة معطوفة بالواو «فَاعْبُدُونِ» الفاء الفصيحة اعبدون أمر والواو فاعله وياء المتكلم المحذوفة لرسم المصحف مفعول به والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «وَتَقَطَّعُوا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «أَمْرَهُمْ» مفعول به بمعنى فرقوا أمرهم «بَيْنَهُمْ» ظرف مكان متعلق بالفعل تقطعوا والهاء مضاف إليه «كُلٌّ» مبتدأ «إِلَيْنا» متعلقان براجعون «راجِعُونَ» خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة حالية أو مستأنفة «فَمَنْ» الفاء استئنافية من اسم شرط جازم مبتدأ «يَعْمَلْ» مضارع مجزوم وهو فعل الشرط وفاعله مستتر «مِ
إعراب القرآن للنحاس
عبيد فيه قول آخر وهو أنه أدغم النون في الجيم. وهذا القول لا يجوز عند أحد من النحويين علمناه لبعد النون من الجيم، فلا تدغم فيها، ولا يجوز في مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ [الأنعام: 160] مجّاء بالحسنة. قال أبو جعفر: ولم أسمع في هذا أحسن من شيء سمعته من علي بن سليمان قال: الأصل ننجّي فحذف إحدى النونين لاجتماعهما، كما يحذف إحدى التاءين لاجتماعهما نحو قول الله جلّ وعزّ وَلا تَفَرَّقُوا [الأنعام: 103] الأصل تتفرقوا. والدليل على صحة ما قال أن عاصما يقرأ (نجّي) بإسكان الياء، ولو كان على ما تأوله من ذكرناه لكان مفتوحا.
[سورة الأنبياء (21) : آية 92]
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً على الحال. قال أبو إسحاق: أي إنّ هذه أمتكم في حال اجتماعها فإذا تفرّقت لم تدخل في ذلك. قال: ويجوز إنّ هذه أمتكم أمة واحدة، تجعل أمتكم بدلا من هذه، وفيه معنى التوكيد. قال أبو جعفر: وقرأ ابن أبي إسحاق وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً «1» «أمتكم» خبر إن «وأمة واحدة» خبر بعد خبر، وإن شئت على إضمار مبتدأ، وإن شئت على بدل النكرة من المعرفة.
[سورة الأنبياء (21) : آية 94]
فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (94)
قال الكسائي: وفي حرف ابن مسعود فلا كفر لسعيه «2» وكفر وكفران وكفور بمعنى واحد.
[سورة الأنبياء (21) : آية 95]
وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95)
وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ قراءة زيد بن ثابت وأهل المدينة، وعن علي وابن مسعود وابن عباس وحرم على قرية «3» ، وقد روي عن ابن عباس أنه قرأ وحرم على قرية «4» بفتح الحاء والميم وكسر الراء، وروي عنه بضمّ الراء وفتح الحاء والميم.
والآية مشكلة، وقد ذكرنا فيها أقوالا: فمن أحسن ما قيل فيه وأجلّه ما رواه ابن عيينة وابن عليّة وهشيم وابن إدريس ومحمد بن فضيل وسليمان بن حيّان ومعلّى عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس رحمه الله في قوله جلّ وعزّ وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها قال: وجب أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ قال: لا يتوبون. قال أبو جعفر: واشتقاق هذا بيّن من اللغة. وشرحه أنّ معنى حرم الشيء حظر ومنع منه، كما أن معنى أحلّ
__________
(1) انظر البحر المحيط 6/ 313، ومعاني الفراء 2/ 10، ومخت