54 - {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ}
جملة «فذَرْهم» مستأنفة، الجار «في غمرتهم» متعلق بحال من الهاء في «فذرهم» ، «حتى» حرف غاية وجر، «حين» اسم مجرور متعلق بـ «ذَرْهم» .
إعراب القرآن للدعاس
مفعول به أول «مَرْيَمَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة لانه ممنوع من الصرف «وَأُمَّهُ» معطوفة على ابن والهاء مضاف إليه «آيَةً» مفعول به ثان والجملة مستأنفة «وَآوَيْناهُما» الواو عاطفة وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة «إِلى رَبْوَةٍ» متعلقان بآويناهما «ذاتِ» صفة لربوة «قَرارٍ» مضاف إليه «وَمَعِينٍ» معطوفة على قرار [ «يا أَيُّهَا» يا أداة نداء أيها نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب والها للتنبيه «الرُّسُلُ» بدل «كُلُوا» أمر مبني على حذف النون وفاعله والألف للتفريق والجملة لا محل لها لأنها مستأنفة «مِنَ الطَّيِّباتِ» متعلقان بكلوا «وَاعْمَلُوا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «صالِحاً» صفة لموصوف محذوف تقديره اعملوا عملا صالحا «إِنِّي» إن واسمها «بِما» متعلقان بعليم. «تَعْمَلُونَ» مضارع وفاعله والجملة صلة «عَلِيمٌ» خبر إن [ «وَإِنَّ» الواو استئنافية وإن حرف مشبه بالفعل «هذِهِ» اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم إن والها للتنبيه «أُمَّتُكُمْ» خبر إن والكاف في محل جر بالإضافة والجملة مستأنفة «أُمَّةً» حال «واحِدَةً» صفة أمة «وَأَنَا» الواو حالية ومبتدأ «رَبُّكُمْ» خبر والكاف في محل جر بالإضافة والجملة حالية «فَاتَّقُونِ» الفاء الفصيحة وأمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية وياء المتكلم المحذوفة مفعول به والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم [ «فَتَقَطَّعُوا» الفاء استئنافية وماض والواو فاعله «أَمْرَهُمْ» مفعول به والهاء في محل جر بالإضافة «بَيْنَهُمْ» ظرف مكان متعلق بتقطعوا والجملة مستأنفة لا محل لها «زُبُراً» حال «كُلُّ» مبتدأ مستأنفة «حِزْبٍ» مضاف إليه «بِما» ما اسم موصول متعلقان بفرحون «لَدَيْهِمْ» ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة والهاء في محل جر بالإضافة «فَرِحُونَ» خبر المبتدأ مرفوع بالواو والجملة لا محل لها من الإعراب.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 54 الى 59]
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (55) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (56) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58)
وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59)
[ «فَذَرْهُمْ» الفاء الفصيحة وأمر مبني على السكون فاعله مستتر تقديره أنت و
إعراب القرآن للنحاس
ظاهر. وقيل: كلّ حزب بما لديهم فرحون أي بما هم فيه من اللذات وطلب الرئاسة.
[سورة المؤمنون (23) : آية 54]
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ أي فيما غطّى عليهم من حبّ الدنيا والتواني عن الموت وعن أمر الآخرة. وقيل: في غمرتهم أي فيما غمرهم من الجهل. قال أبو إسحاق: حَتَّى حِينٍ إلى حين ما يأتيهم ما وعدوا به من العذاب.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 55 الى 56]
أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (55) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (56)
أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ «ما» بمعنى الذي، وفي خبر أن ثلاثة أقوال: منها أنه محذوف، وقال أبو إسحاق: المعنى نسارع لهم به، وحذفت به، وقال هشام قولا دقيقا قال: «ما» هي الخيرات، وليس في الكلام حذف لأن معنى في الخيرات فيه، وهذا قول بعيد ومثله: إنّ زيدا تكلّم عمرو في زيد، والأجود تكلّم عمرو فيه، وقد أجاز مثله سيبويه، وأنشد: [الخفيف] 305-
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا «1»
ومن قرأ يسارع لهم في الخيرات «2» ففي قراءته ثلاثة أوجه: أحدها على حذف به، ويجوز أن يكون التقدير يسارع الأمداد، ويجوز أن يكون «لهم» اسم ما لم يسمّ فاعله.
[سورة المؤمنون (23) : آية 57]
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57)
خبر أن.
[سورة المؤمنون (23) : آية 61]
أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (61)
أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ أي في عمل الخيرات أي الطاعات. قال أبو إسحاق:
يسارعون أبلغ من يسرعون. وَهُمْ لَها سابِقُونَ أحسن ما قيل فيه أنهم يسبقون إلى أوقاتها، ودلّ أنّ الصلاة في أول الوقت أفضل، وكلّ من تقدّم في شيء فقد سابق إليه، وكلّ من تأخر عنه فقد سبقه وفاته.
[سورة المؤمنون (23) : آية 62]
وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62)
وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ قيل: يعني به الكتاب الذي كتب فيه أعمال الخلق عند الملائكة محتفظ به.
[سورة المؤمنون (23) : آية 63]
بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (63)
__________
(1) مرّ الشاهد رقم (70) .
(2) انظر البحر المحيط 6/ 379.