سورة النور
[سورة النور (24) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)
«سُورَةٌ» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه والجملة مستأنفة «أَنْزَلْناها» ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل رفع صفة لسورة. «وَفَرَضْناها» معطوف على أنزلناها وإعرابها مثلها «وَأَنْزَلْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «فِيها» متعلقان بأنزلنا «آياتٍ» مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنها جمع مؤنث سالم «بَيِّناتٍ» صفة منصوبة بالكسرة لأنها جمع مؤنث سالم «لَعَلَّكُمْ» لعل واسمها والجملة تعليل «تَذَكَّرُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر «الزَّانِيَةُ» مبتدأ «وَالزَّانِي» معطوف والجملة مستأنفة. «فَاجْلِدُوا» الفاء زائدة وأمر وفاعله والجملة خبر «كُلَّ» مفعول به «واحِدٍ» مضاف إليه «مِنْهُما» متعلقان بمحذوف صفة لواحد «مِائَةَ» نائب مفعول مطلق «جَلْدَةٍ» مضاف إليه «وَلا» الواو عاطفة لا ناهية «تَأْخُذْكُمْ» مضارع مجزوم والكاف مفعوله «بِهِما» متعلقان بتأخذكم «رَأْفَةٌ» فاعل مؤخر «فِي دِينِ» متعلقان بتأخذكم «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «إِنْ» شرطية «كُنْتُمْ» كان واسمها والجملة ابتدائية «تُؤْمِنُونَ» مضارع وفاعله والجملة خبر «بِاللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بتؤمنون «وَالْيَوْمِ» معطوفة على لفظ الجلالة «الْآخِرِ» مضاف إليه «وَلْيَشْهَدْ» الواو استئنافية ولام الأمر ومضارع مجزوم بلام الأمر والجملة استئنافية «عَذابَهُما» مفعول به والهاء مضاف إليه «طائِفَةٌ» فاعل مؤخر «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» متعلقان بطائفة وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
[سورة النور (24) : الآيات 3 الى 4]
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا ت
إعراب القرآن للنحاس
24 شرح إعراب سورة النور
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النور (24) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)
سُورَةٌ أَنْزَلْناها بمعنى هذه سورة، وقرأ عيسى بن عمر سُورَةٌ أَنْزَلْناها «1» بالنصب بمعنى أنزلنا سورة. ويجوز أن يكون المعنى: اتل سورة أنزلناها وَفَرَضْناها أي وفرضنا فيها من الحلال والحرام «وفرضناها» فيه ثلاثة أقوال: قال أبو عمرو فصلناها، وقيل: هو على التكثير لكثرة ما فيها من الفرائض، والقول الثالث قال الفراء «2» : إنّه بمعنى فرضناها عليكم وعلى من بعدكم.
[سورة النور (24) : آية 2]
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وقرأ عيسى بن عمر الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي «3» بالنصب. وهو اختيار الخليل وسيبويه «4» رحمهما الله لأن الأمر بالفعل أولى، وسائر النحويين على خلافهما، واستدلّ محمد بن يزيد على خلافهما بقول الله جلّ وعزّ:
وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ [النساء: 16] ، والحجة للرفع أنه ليس يقصد به اثنان- بأعيانهما- زنيا فينصب، فلما كان مبهما وجب الرفع فيه من ثلاثة أوجه: مذهب سيبويه أن المعنى: وفيما فرض عليكم الزانية والزاني، وقيل بما عاد عليه. وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ ورأفة لأن فعالة في الخصال كثير، نحو القباحة، وفعلة على الأصل.
[سورة النور (24) : آية 3]
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)
__________
(1) انظر البحر المحيط 6/ 392، ومختصر ابن خالويه 100، وهي قراءة ابن أبي عبلة وأبي حيوة ومحبوب عن أبي عمرو وأم الدرداء أيضا.
(2) انظر معاني الفراء 2/ 244.
(3) انظر مختصر ابن خالويه 100.
(4) انظر الكتاب 1/ 196.