[سورة النور (24) : الآيات 41 الى 42]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)
«أَلَمْ» الهمزة للاستفهام لم حرف جازم «تَرَ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة فاعله مستتر والجملة مستأنفة «أَنَّ اللَّهَ» أن ولفظ الجلالة اسمها وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي تر «يُسَبِّحُ» مضارع مرفوع «لَهُ» متعلقان بيسبح «مَنْ» اسم موصول فاعل والجملة خبر «فِي السَّماواتِ» متعلقان بصلة الموصول المحذوفة «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات «وَالطَّيْرُ» معطوف على من «صَافَّاتٍ» حال منصوبة بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم «كُلٌّ» مبتدأ والجملة استئنافية «قَدْ» حرف تحقيق «عَلِمَ» ماض فاعله مستتر والجملة خبر «صَلاتَهُ» مفعول به والهاء مضاف إليه «وَتَسْبِيحَهُ» معطوف على صلاته والهاء مضاف إليه «وَاللَّهُ عَلِيمٌ» مبتدأ وخبره والجملة مستأنفة «بِما» ما موصولية متعلقان بعليم «يَفْعَلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة لا محل لها «وَلِلَّهِ» الواو استئنافية وحرف جر ولفظ الجلالة متعلقان بمحذوف خبر مقدم «مُلْكُ» مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات «وَإِلَى اللَّهِ» الواو عاطفة ومتعلقان بمحذوف خبر مقدم «الْمَصِيرُ» مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة على ما سبق.
[سورة النور (24) : آية 43]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (43)
«أَلَمْ» الهمزة للاستفهام ولم جازمة «تَرَ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والفاعل مستتر «أَنَّ اللَّهَ» أن واسمها وقد سدت مسد مفعولي تر «يُزْجِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر والجملة خبر أن «سَحاباً» مفعول به «ثُمَّ» عاطفة «يُؤَلِّفُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة معطوفة «بَيْنَهُ» ظرف مكان متعلق بيؤلف والهاء مضاف إليه «ثُمَّ» عاطفة «يَجْعَلُهُ رُكاماً» مضارع
إعراب القرآن للنحاس
[سورة النور (24) : آية 41]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (41)
عطفا على «من» . قال أبو إسحاق: ويجوز «والطير» بمعنى مع الطير، ولم يقرأ به. قال أبو جعفر: وسمعته يجيز قمت وزيدا، بمعنى مع زيد. قال: وهو أجود من الرفع. قال: فإن قلت: قمت أنا وزيد، كان الأجود الرفع، ويجوز النصب. كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ يجوز أن يكون المعنى: كلّ قد علم الله صلاته وتسبيحه. ومن هذه الجهة يجوز نصب كلّ عند البصريين والكوفيين. قال أبو إسحاق: والصلاة للناس والتسبيح لغيرهم ولهم، ويجوز أن يكون المعنى: كلّ قد علم صلاة نفسه وتسبيحه.
[سورة النور (24) : آية 43]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (43)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ يقال: «بين» لا يقع إلّا لاثنين فصاعدا فكيف جاء بينه؟ فالجواب أن بينه هاهنا لجماعة السحاب، كما تقول: الشجر حسن، وقد جلست بينه. وفيه قول آخر: وهو، أن يكون السحاب واحدا فجاز أن يقال: بينه لأنه مشتمل على قطع كثيرة كما قال الشاعر: [الطويل] 308-
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل «1»
فأوقع بينا على الدخول وهو واحد لاشتماله على مواضع. هذا قول النحويين، إلا الأصمعي فإنه زعم أن هذا لا يجوز وكان يرويه «بين الدّخول وحومل» ، قرأ ابن عباس والضحاك فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ «2» وخلل: واحد خلال مثل جمل وجمال، وهو واحد يدلّ على جمع. وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ من قال: إنّ المعنى من جبال برد فيها، فبرد عنده في موضع خفض هكذا يقول الفراء «3» ، كما تقول: الإنسان من لحم ودم، والإنسان لحم ودم، ويجب أن يكون على قوله: المعنى من جبال برد فيها بتنوين الجبال، لأنه قال: الجبال هي البرد. فأما على قول البصريين
__________
(1) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه 8، والأزهيّة 244، وجمهرة اللغة 567، والجنى ا