[سورة النور (24) : الآيات 44 الى 46]
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (44) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)
«يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ» مضارع ولفظ الجلالة فاعله والليل مفعوله والجملة مستأنفة «وَالنَّهارَ» معطوفة «إِنَّ» «فِي ذلِكَ» اسم إشارة في محل جر ومتعلقان بالخبر المحذوف واللام للبعد والكاف للخطاب «لَعِبْرَةً» اللام لام المزحلقة وعبرة اسم إن «لِأُولِي» أولي مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم متعلقان بمحذوف صفة لعبرة «الْأَبْصارِ» مضاف إليه «وَاللَّهُ» الواو استئنافية ولفظ الجلالة مبتدأ والجملة مستأنفة «خَلَقَ كُلَّ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة خبر «دَابَّةٍ» مضاف إليه «مِنْ ماءٍ» متعلقان بخلق «فَمِنْهُمْ» الفاء الفصيحة ومتعلقان بمحذوف خبر مقدم «مِنْ» موصولة مبتدأ «يَمْشِي» مضارع والجملة صلة. «عَلى بَطْنِهِ» متعلقان بيمشي والهاء مضاف اليه «وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ» معطوف على ما قبله «وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ» معطوف على ما سبق «يَخْلُقُ اللَّهُ» مضارع ولفظ الجلالة فاعله والجملة مستأنفة «ما» موصولية مفعول به «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» إن ولفظ الجلالة اسمها وقدير خبرها والجار والمجرور متعلقان بقدير وشيء مضاف اليه «لَقَدْ» اللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق «أَنْزَلْنا» ماض وفاعله وجملة جواب القسم لا محل لها «آياتٍ» مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم «مُبَيِّناتٍ» صفة لآيات منصوبة «وَاللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ والجملة مستأنفة «يَهْدِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر «مَنْ» اسم موصول مفعول به «يَشاءُ» مضارع فاعله محذوف والجملة صلة «إِلى صِراطٍ» متعلقان بيهدي «مُسْتَقِيمٍ» صفة.
[سورة النور (24) : الآيات 47 الى 48]
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ م
إعراب القرآن للنحاس
فيكون من برد في موضع نصب، ويجوز الخفض كما تقول: مررت بخاتم حديدا وبخاتم حديد، الخفض على البدل والنصب عند سيبويه على الحال، وعند أبي العبّاس على البيان.
ومن قال: المعنى من مقدار جبال فمن برد عنده في موضع نصب لا غير. قال الفراء «1» :
كما تقول عندي بيتان تبنا، ومثله عنده أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً [المائدة: 95] . ومن قال:
إنّ «من» زائدة فيهما فهما عنده في موضع نصب لا غير. وقرأ أبو جعفر: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ «2» بضم الياء، وزعم أبو حاتم أن هذا لحن، وهو قول أستاذه الأخفش يقول: دخل بالمدخل ولا يجيز هاهنا أدخل، ويزعم أن الباء تعاقب الألف، وهذا هو القول البين. فأما أن يكون خطأ لا يجوز ولا يحمل عليه فقد زعم جماعة أن الباء تزاد واحتجوا بقول الله جلّ وعزّ: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ [الحجّ: 25] وإن كان غير هذا القول أولى منه، وهو ما حكاه لنا علي بن سليمان عن محمد بن يزيد. قال: تكون الباء متعلقة بالمصدر إذ كان الفعل دالا عليه ومأخوذا منه فعلى هذا يكون التقدير ذهابه بالأبصار أو إذهابه وكذا: أدخل بالمدخل السّجن الدار، جائز على هذا.
[سورة النور (24) : آية 44]
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (44)
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ مجاز أي يقلب هذا إلى هذا وهذا إلى هذا فإذا زال أحدهما ودخل الآخر كان بمنزلة ما قلب إليه.
[سورة النور (24) : آية 45]
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم وسائر الكوفيين يقرءون خالق كلّ دابّة «3» والمعنيان صحيحان. أخبر الله جلّ وعزّ بخبرين ولا ينبغي أن يقال في هذا أحد القراءتين أصحّ من الأخرى لأنهما يدلّان على معنيين، ولكن إن قال قائل: «خلق» في هذا أكثر لأنه ليس بشيء مخصوص، وإنما يقال: خالق على العموم، كما قال جلّ وعزّ: الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ [الحشر: 24] وفي الخصوص الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ [الأنعام: 1] ، وكذا هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ [الأع