الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر «بِآيَةٍ» متعلقان بالفعل قبله وجملة ائت جواب شرط مقدر «إِنْ» شرطية «كُنْتَ» كان واسمها والجملة ابتدائية لا محل لها «مِنَ الصَّادِقِينَ» متعلقان بالخبر.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 155 الى 159]
قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)
«قالَ» الجملة مستأنفة «هذِهِ ناقَةٌ» مبتدأ وخبر والجملة مقول القول «لَها» متعلقان بخبر مقدم «شِرْبٌ» مبتدأ مؤخر والجملة صفة «وَلَكُمْ شِرْبُ» مبتدأ مؤخر ومتعلقان بخبر مقدم والجملة معطوفة «يَوْمٍ» مضاف إليه «مَعْلُومٍ» صفة ليوم «وَلا» الواو عاطفة ولا ناهية «تَمَسُّوها» مضارع مجزوم وفاعله ومفعوله «بِسُوءٍ» متعلقان بتمسوها والجملة معطوفة «فَيَأْخُذَكُمْ» فاء السببية يأخذكم مضارع منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية والكاف مفعول به «عَذابُ» فاعل «يَوْمٍ» مضاف إليه «عَظِيمٍ» صفة وأن والفعل في تأويل مصدر معطوف على مصدر يؤخذ من الفعل السابق تقديره لا يكن منكم مس للناقة فيكن أخذكم بعذاب «فَعَقَرُوها» ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة «فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ» الفاء عاطفة وأصبح واسمها ونادمين خبرها «فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ» ماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والجملة معطوفة «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً» إن واللام المزحلقة وآية اسمها ومتعلقان بخبر محذوف وانظر إعراب الآية 8 «إِنَّ رَبَّكَ» إن واسمها والكاف مضاف إليه «لَهُوَ» اللام المزحلقة وهو ضمير فصل «الْعَزِيزُ» خبر إن «الرَّحِيمُ» خبر ثان والجملة مستأنفة.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 160 الى 166]
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (164)
أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (166)
«كَذَّبَتْ
إعراب القرآن للنحاس
حاذقين. قال: فهذا بمعنى فارهين إن كان محفوظا عن ابن عباس وممن ذهب إلى أنّ فارهين وفرهين بمعنى واحد أبو عبيدة وقطرب. وحكى قطرب: فره يفره فهو فاره وفرع يفره فهو فره وفاره إذا كان نشيطا وهو منصوب على الحال.
[سورة الشعراء (26) : آية 155]
قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)
قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ قال الفراء «1» : الشّرب الحظّ من الماء. قال أبو جعفر:
فأمّا المصدر فيقال فيه شرب شربا وشربا وشربا: وأكثرها المضمومة لأنّ المفتوحة والمكسورة يشتركان مع شيء آخر، فيكون الشرب الحظّ من الماء، ويكون الشّرب جمع شارب، كما قال: [البسيط] 314-
فقلت للشّرب في درنا وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشّارب الثّمل «2»
إلّا أنّ أبا عمرو بن العلاء رحمه الله والكسائي يختاران الشّرب بالفتح في المصدر، ويحتجّان برواية بعض العلماء أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنّها أيام أكل وشرب» «3» .
[سورة الشعراء (26) : آية 156]
وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)
وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ لا يجوز إظهار التضعيف هاهنا لأنهما حرفان متحرّكان من جنس واحد فَيَأْخُذَكُمْ جواب النهي، ولا يجوز حذف الفاء منه والجزم كما جاز في الأمر إلّا شيء روي عن الكسائي أنه يجيزه.
[سورة الشعراء (26) : آية 157]
فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (157)
أي على عقرها لما أيقنوا بالعذاب، ولم ينفعهم الندم لأن المحنة قد زالت لمّا وقع الاستيقان بالعذاب. وقيل: لم ينفعهم الندم لأنهم لم يتوبوا بل طلبوا صالحا صلّى الله عليه وسلّم ليقتلوه لمّا أيقنوا بالعذاب.
[سورة الشعراء (26) : آية 171]
إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (171)
إِلَّا عَجُوزاً نصب على الاستثناء. فِي الْغابِرِينَ روى سعيد عن قتادة قال: غبرت في عذاب الله جلّ وعزّ أي بقيت، وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى من الباقين في الهرم أي بقيت حتى هرمت.
__________
(1) انظر معاني الفراء 2/ 272.
(2) الشاهد للأعشى في ديوانه 107، ولسان العرب (ثمل) و (درن) ، وجمهرة اللغة 640، ومقاييس اللغة 1/ 390، وأساس البلاغة (ثمل) ، وتاج العروس (ثفت) و (ثمل) ، و (درن) .
(3) أخرجه مالك في الموطأ باب 44 حديث (135) ، وابن ماجة في سننه حديث (1719) وأبو داود في سننه حديث (2813) .