55 - {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ}
جملة «وإنهم لنا لغائظون» معطوفة على الجملة المتقدمة، والجار «لنا» متعلق بالخبر «لغائظون» .
إعراب القرآن للدعاس
أمر مبني على حذف حرف العلة فاعله مستتر «بِعِبادِي» متعلقان بأسر والجملة لا محل لها لأنها تفسيرية «إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ» إن واسمها وخبرها والجملة تعليلية «فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ» ماض وفاعل ومفعول به والجار والمجرور متعلقان بأرسل «إِنَّ هؤُلاءِ» إن واسم الإشارة اسمها «لَشِرْذِمَةٌ» اللام المزحلقة وشرذمة خبر «قَلِيلُونَ» صفة والجملة مقول قول محذوف.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 55 الى 61]
وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (58) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59)
فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)
«وَإِنَّهُمْ» الواو عاطفة وإن واسمها «لَنا» متعلقان بالخبر بعده «لَغائِظُونَ» اللام المزحلقة وخبر إن والجملة معطوفة «وَإِنَّا لَجَمِيعٌ» الواو عاطفة وإن واسمها واللام المزحلقة وجميع خبر أول «حاذِرُونَ» خبر ثان والجملة معطوفة «فَأَخْرَجْناهُمْ» الفاء استئنافية وماض وفاعل ومفعول به والجملة مستأنفة «مِنْ جَنَّاتٍ» متعلقان بأخرجناهم «وَعُيُونٍ» معطوف على جنات «وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ» معطوف على ما قبله «كَرِيمٍ» صفة مقام «كَذلِكَ» الكاف خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر كذلك واسم الإشارة مضاف إليها.
«وَأَوْرَثْناها» ماض وفاعل ومفعول به أول «بَنِي» مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم «إِسْرائِيلَ» مضاف إليه والجملة معطوفة على ما سبق «فَأَتْبَعُوهُمْ» ماض وفاعل ومفعول به والجملة مستأنفة «مُشْرِقِينَ» حال «فَلَمَّا» الفاء عاطفة ولما ظرفية شرطية غير جازمة «تَراءَا الْجَمْعانِ» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه «قالَ أَصْحابُ» ماض وفاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب الشرط «مُوسى» مضاف إليه «إِنَّا لَمُدْرَكُونَ» إن واسمها وخبرها واللام المزحلقة والجملة مقول القول.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 62 الى 68]
قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا ال
إعراب القرآن للنحاس
بعينها قد دخلت على سوف قَلِيلُونَ جمع مسلّم كما يقال: أحدون.
[سورة الشعراء (26) : آية 55]
وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (55)
من غاظ يغيظ وهي اللغة الفصيحة.
[سورة الشعراء (26) : آية 56]
وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (56)
قراءة المدنيين وأبي عمرو، وقراءة الكوفيين حاذِرُونَ «1» ، وهي معروفة عن عبد الله بن مسعود وابن عباس حادرون «2» بالدال غير معجمة، قراءة ابن أبي عمار.
قال أبو جعفر: أبو عبيدة يذهب إلى أن معنى حذرين وحاذرين واحد، وهو قول سيبويه. وأجاز: هو حذر زيدا، كما يقال: حاذر زيدا، وأنشد: [الكامل] 312-
حذر أمورا لا تضير وآمن ... ما ليس منجيه من الأقدار «3»
قال أبو جعفر: حدّثني علي بن سليمان قال: حدّثنا محمد بن يزيد قال: سمعت أبا عثمان المازني يقول: قال أبو عثمان اللّاحقي: لقيني سيبويه فقال: أتعرف بيتا فيه فعل ناصبا؟ فلم أحفظ فيه شيئا وفكّرت فعملت له فيه هذا البيت، وزعم أبو عمر الجرمي أنه يجوز هو حذر زيدا، على حذف «من» . فأما أكثر النحويين فيفرقون بين حذر وحاذر منهم الكسائي والفراء ومحمد بن يزيد، ويذهبون إلى أنّ معنى حذر في خلقته الحذر أي منتبه متيقّظ فإذا كان هكذا لم يتعدّ، ومعنى حاذر مستعد وبهذا جاء التفسير عن المتقدّمين. قال عبد الله بن مسعود في قول الله جلّ وعزّ: حاذِرُونَ قال: مؤدّون في الكراع والسلاح مقوون فهذا ذاك بعينه، وقوله: مؤدّون معناه معهم أداة، وقيل: المعنى معنا سلاح وليس معهم سلاح يحرّضون على القتال. فأما «حادرون» فمعنا مشتقّ من قولهم: عين حدرة أي ممتلئة أي نحن ممتلئون غيظا عليهم.
[سورة الشعراء (26) : آية 59]
كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59)
كَذلِكَ في موضع رفع والمعنى الأمر كذلك أي الأمر كما أخبرناكم من خبرهم.
[سورة الشعراء (26) : آية 61]
فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)
فَلَمَّا تَراءَا هكذا الوقف كما تقول: تجافى القوم، وتراخى إخوتك. لم تقف عليه فتقول: تجافى وتراخى، ومن وقف فقال: تراءى فقد حذف لام الفعل، وغلط من اعتلّ أنه فعل متقدّم غلطا قبيحا، وذلك أن العلّة في قولنا: تراءى أنه مثل تداعى
__________
(1) انظر البحر المحيط 6/ 17. [.....]
(2) انظر مختصر ابن خالويه 106، والبحر المحيط 6/ 18.
(3) مرّ: الشاهد رقم (121) .