[سورة النمل (27) : آية 67]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)
«وَقالَ الَّذِينَ» الواو حرف استئناف وماض واسم الموصول فاعله والجملة مستأنفة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة الذين، «أَإِذا» الهمزة حرف استفهام إنكاري وإذا ظرفية شرطية غير جازمة «كُنَّا» كان واسمها «تُراباً» خبرها والجملة في محل جر بالإضافة. «وَآباؤُنا» معطوف على اسم كان «أَإِنَّا» الهمزة حرف استفهام إنكاري أيضا وإن واسمها «لَمُخْرَجُونَ» اللام المزحلقة «لَمُخْرَجُونَ» خبر إن والجملة الاسمية مؤكدة لما قبلها.
[سورة النمل (27) : آية 68]
لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68)
«لَقَدْ وُعِدْنا» اللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق وماض مبني للمجهول «نا» نائب فاعله «هذا» مفعول به والجملة جواب قسم مقدر لا محل لها. «نَحْنُ» توكيد لنا «وَآباؤُنا» الواو حرف عطف وآباؤنا معطوف على نا «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بوعدنا. «إِنْ» حرف نفي «هذا» اسم الإشارة مبتدأ «إِلَّا» حرف حصر «أَساطِيرُ» خبر مضاف إلى الأولين «الْأَوَّلِينَ» مضاف إليه.
[سورة النمل (27) : آية 69]
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)
«قُلْ» أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة لا محل لها «سِيرُوا» أمر وفاعله والجملة مقول القول «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل «فَانْظُرُوا» الفاء حرف عطف «انظروا» معطوف على سيروا «كَيْفَ» اسم استفهام في محل نصب خبر كان «كانَ» ماض ناقص «عاقِبَةُ» اسم كان المؤخر «الْمُجْرِمِينَ» مضاف إليه وجملة كيف كان.. سدت مسد مفعولي فانظروا.
[سورة النمل (27) : آية 70]
وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)
«وَلا تَحْزَنْ» الواو حرف عطف ومضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل.
والجملة معطوفة على ما قبلها «وَلا تَكُنْ» مضارع ناقص مجزوم بلا الناهية واسمه مستتر «فِي ضَيْقٍ» متعلقان بمحذوف خبر تكن والجملة معطوفة على ما قبلها. «مِمَّا» متعلقان بضيق «يَمْكُرُونَ» مضارع وفاعله والجملة صلة.
[سورة النمل (27) : آية 71]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (71)
«وَيَقُولُونَ» الواو حرف استئناف ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو
إعراب القرآن للنحاس
أصل ادّارك تدارك أدغمت التاء في الدال فجيء بألف الوصل لأنه لا يبتدأ بساكن فإذا وصلت سقطت ألف الوصل وكسرت اللام لالتقاء الساكنين. وفي معناه قولان: أحدهما أنّ المعنى بل تكامل علمهم في الآخرة لأنهم رأوا كلّما وعدوا به معاينة فتكامل علمهم به، والقول الآخر أن المعنى بل تتابع علمهم اليوم في الآخرة فقالوا تكون، وقالوا لا تكون. وفي معنى أدرك قولان: أحدهما معناه كمل في الآخرة، وهو مثل الأول، والآخر على معنى الإنكار وهذا مذهب أبي إسحاق، واستدلّ على معنى صحّة هذا القول بأن بعده بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ. فأما معنى أدرك فليس فيه إلّا وجه واحد، يكون فيه معنى الإنكار كما تقول: أأنا قاتلتك أي لم أقاتلك فيكون المعنى لم يدرك. بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ حذفت منه الياء لالتقاء الساكنين، ولم يجز تحريكها لثقل الحركة فيها.
[سورة النمل (27) : آية 67]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)
هكذا يقرأ نافع «1» في هذه السورة وفي سورة «العنكبوت» «2» ، وقرأ أبو عمرو باستفهامين إلّا أنه خفّف الهمزة، وقرأ عاصم وحمزة باستفهامين أيضا إلّا أنهما حقّقا «3» الهمزتين. وكل ما ذكرناه في السورتين جميعا واحد، وقرأ الكسائي أَإِذا بهمزتين (اننا) بنونين في هذه السورة وفي سورة «العنكبوت» «4» باستفهامين. القراءة الأولى إذا كنا ترابا وآباؤنا أننا موافقة للخطّ حسنة، وقد عارض فيها أبو حاتم، فقال: وهذا معنى كلامه «إذ» ليس باستفهام و «أإنا» استفهام وفيه «أنّ» فكيف يجوز أن يعمل ما في حيّز الاستفهام فيما قبله، وكيف يجوز أن يعمل ما بعد أنّ فيما قبلها، وكيف يجوز غدا أنّ زيدا خارج، فإذا كان فيه استفهام كان أبعد، وهذا إذا سئل عنه كان مشكلا لما ذكره. قال أبو جعفر: وسمعت محمد بن الوليد يقول: سألنا أبو العباس محمد بن يزيد عن آية من القرآن صعبة الإعراب مشكلة وهي قوله جلّ وعزّ: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ [سبأ: 7] فقال: إنّ عمل في «إذا» ينبئكم كان محالا لأنه لا ينبئهم ذلك الوقت، وإن عمل فيه ما بعد إن كان المعنى صحيحا، وكان خطأ في العربية أن يعمل ما بعد إنّ فيما قبلها.
وهذا سؤال بيّن، ويجب أن يذكر في السورة التي هو فيها. فأما أبو عبيد فمال إلى قراءة نافع وردّ على من جمع بين استفها