سورة العنكبوت
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)
«الم» : تقدم إعرابها في فواتح السور. «أَحَسِبَ» : الهمزة حرف استفهام وتوبيخ «حَسِبَ» ماض مبني على الفتح «النَّاسُ» فاعل «أَنْ» حرف ناصب «يُتْرَكُوا» مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو نائب فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل سد مسد مفعولي حسب «أَنْ» حرف ناصب «يَقُولُوا» مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل منصوب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال والتقدير بقولهم. «آمَنَّا» ماض وفاعله والجملة مقول القول. «وَ» الواو حالية «هُمْ» مبتدأ «لا» نافية «يُفْتَنُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة الفعلية خبر المبتدأ، والجملة الاسمية حال
[سورة العنكبوت (29) : آية 3]
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (3)
«وَلَقَدْ» الواو حرف قسم وجر، واللام واقعة في جواب القسم «قد» حرف تحقيق «فَتَنَّا» ماض وفاعله «الَّذِينَ» مفعول به «مِنْ قَبْلِهِمْ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول والجملة جواب القسم لا محل لها.
«فَلَيَعْلَمَنَّ» الفاء حرف عطف واللام واقعة في جواب القسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل «الَّذِينَ» مفعول به، والجملة معطوفة على ما قبلها. «صَدَقُوا» ماض وفاعله والجملة صلة الذين لا محل لها «وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ» معطوفة على ما قبلها وإعرابها واضح.
[سورة العنكبوت (29) : آية 4]
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (4)
«أَمْ» حرف عطف «حَسِبَ» ماض مبني على الفتح «الَّذِينَ» فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها «يَعْمَلُونَ» مضارع وفاعله «السَّيِّئاتِ» مفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها. «أَنْ» حرف ناصب «يَسْبِقُونا» مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون و.. نا. مفعول به والواو فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل سد مسد مفعولي حسب «ساءَ» ماض جامد «ما» مصدرية «يَحْكُمُونَ» مضارع وفاعله، والمصدر المؤول من ما والفعل في محل رفع فاعل. وجملة ساء ما يحكمون
إعراب القرآن للنحاس
29 شرح إعراب سورة العنكبوت
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)
أَنْ الأولى في موضع نصب بحسب وهي وصلتها مقام المفعولين على قول سيبويه وأَنْ الثانية في موضع نصب على إحدى جهتين بمعنى لأن يقولوا وبأن يقولوا وعلى أن يقولوا، والجهة الأخرى أن يكون التقدير أحسبوا أن يقولوا.
[سورة العنكبوت (29) : آية 3]
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (3)
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ فيه قولان: أحدهما أن يكون صدقوا مشتقّا من الصدق، والكاذبين مشتقّا من الكذب الذي هو ضدّ الصدق، ويكون المعنى:
فليبيننّ الله الذين صدقوا، فقالوا نحن مؤمنون واعتقدوا مثل ذلك، والذين كذبوا حين اعتقدوا غير ذلك وصدقوا في قولهم نحن نصبر ونثبت مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحرب ويعلم الذين كذبوا، والقول الآخر أن يكون صدقوا مشتقّا من الصدق، وهو الصلب، والكاذبين من كذب إذا انهزم، فيكون المعنى: فليعلمنّ الله الذين ثبتوا في الحرب والذين انهزموا، كما قال: [البسيط] 328-
ليث بعثر يصطاد الرّجال إذا ... ما الّليث كذّب عن أقرانه صدقا «1»
وجعلت فليعلمنّ في موضع ليبيّننّ مجازا.
[سورة العنكبوت (29) : آية 4]
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (4)
ساءَ ما يَحْكُمُونَ قدّر أبو إسحاق «ما» تقديرين أحدهما أن تكون في موضع
__________
(1) الشاهد لزهير بن أبي سلمى في ديوانه 54، ولسان العرب (كذب) و (عثر) ، والتنبيه والإيضاح 2/ 161، وتهذيب اللغة 10/ 174، وجمهرة اللغة 421، وتاج العروس (كذب) ، و (عثر) ، وبلا نسبة في ديوان الأدب 1/ 84.