120 - {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}
قوله «لا يضركم» : الفعل مجزوم بالسكون، وهذا الضم على الراء حركة إتباع، والأصل بالفك: يَضُرْرْكم، والسكون الثاني للجزم، ثمّ تحرّك بأقرب الحركات إليه، وهي الضمة على الحرف السابق، فهو مجزوم تقديراً، وحُرّك بالضم لالتقاء الساكنين، وهو وجه من أوجه حركات ثلاث تجري في المضعف المجزوم. وقوله «شيئاً» : نائب مفعول مطلق. أي: ضررا قليلا -[139]- أو كثيرا.
إعراب القرآن للدعاس
[سورة آل عمران (3) : آية 120]
إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)
«إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ» إن الشرطية والفعل المضارع فعل الشرط ومفعوله وفاعله والجملة ابتدائية تسؤهم مضارع مجزوم جواب الشرط وفاعله مستتر والهاء مفعوله «وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها» معطوفة على ما قبلها وهي مثلها «وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا» إن الشرطية والفعل المضارع فعل الشرط والواو فاعله وتتقوا عطف على تصبروا «لا يَضُرُّكُمْ» لا نافية يضركم فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وحرك بالضم لاتباع حركة الضاد لأنه فعل مضعف والكاف مفعوله «كَيْدُهُمْ» فاعله «شَيْئاً» نائب مفعول مطلق وجملة «تَسُؤْهُمْ» لا محل لها لم تقترن بالفاء والجمل التي بعدها معطوفة عليها. «إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ» إن ولفظ الجلالة اسمها ومحيط خبرها وجملة يعملون صلة الموصول والجار والمجرور بما متعلقان بمحيط.
[سورة آل عمران (3) : آية 121]
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)
«وَإِذْ» الواو استئنافية إذ ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره: اذكر «غَدَوْتَ» فعل ماض وفاعل «مِنْ أَهْلِكَ» متعلقان بالفعل. وقيل غدوت ناقصة والجملة في محل جر بالإضافة «تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ» فعل مضارع ومفعولاه والفاعل أنت يعود للرسول صلوات الله عليه والجملة في محل نصب حال «لِلْقِتالِ» متعلقان بمحذوف صفة لمقاعد: مقاعد مخصصة للقتال «وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» لفظ الجلالة مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة.
[سورة آل عمران (3) : آية 122]
إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)
«إِذْ» ظرف بدل من إذ الأولى «هَمَّتْ طائِفَتانِ» هم فعل ماض طائفتان فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى والجملة في محل جر بالإضافة «مِنْكُمْ» متعلقان بمحذوف صفة لطائفتان «أَنْ تَفْشَلا» المصدر المؤول من الحرف المصدري أن والفعل في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بهمت «وَاللَّهُ وَلِيُّهُما» لفظ الجلالة مبتدأ ووليهما خبره والجملة في محل نصب حال «وَعَل
إعراب القرآن للنحاس
[سورة آل عمران (3) : آية 120]
إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)
إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ شرط. تَسُؤْهُمْ مجازاة وكذا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً «1» حذفت الياء لالتقاء الساكنين لأنك لما حذفت الضمة من الراء بقيت الراء ساكنة والياء ساكنة فحذفت الياء وكانت أولى بالحذف لأن قبلها ما يدلّ عليها وحكى الكسائي أنه سمع ضاره يضوره وأجاز لا يَضُرُّكُمْ «2» وزعم أن في قراءة أبي ابن كعب لا يضرركم فهذه ثلاثة أوجه، وقرأ الكوفيون لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً بضم الراء وتشديدها. وفيه ثلاثة أوجه، والثلاثة ضعاف منها أن يكون في موضع جزم وضمّ لالتقاء الساكنين واختاروا الضمة وفيه ثلاثة أوجه لضمة الضاد، وهذا بعيد لأنه يشبه المرفوع والضم ثقيل وزعم الكسائي والفراء «3» أنّ ذلك على إضمار الفاء كما قال:
[البسيط] 84-
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشرّ بالشرّ عند الله مثلان «4»
وتقدير ثالث يكون لا يضرّكم أن تصبروا وأنشد سيبويه: [الرجز] 85-
إنّك إن يصرع أخوك تصرع «5»
وزعم الفراء أنه على التقديم والتأخير. وروى المفضّل الضبيّ عن عاصم لا يَضُرُّكُمْ «6» بفتح الراء لالتقاء الساكنين لخفّة الفتح. والوجه السادس لا يَضُرُّكُمْ بكسر الراء لالتقاء الساكنين.
[سورة آل عمران (3) : آية 121]
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ قال ابن عباس: هذا في يوم أحد.
__________
(1) قراءة السبعة عدا ابن عامر والكوفيين، انظر تيسير الداني 75، والحجة لابن خالويه 88.
(2) انظر معاني الفراء 1/ 232، والبحر المحيط 3/ 46. [.....]
(3) انظر معاني الفراء 1/ 232، والبحر المحيط 3/ 46.
(4) مرّ الشاهد رقم (34) .
(5) الشاهد لجرير بن عبد الله البجلي في الكتاب 3/ 76، وشرح أبيات سيبويه 2/ 121، ولسان العرب (بجل) ، وله أو لعمرو بن خثارم العجلي في خزانة الأدب 8/ 20، وشرح شواهد المغني 2/ 897، والمقاصد النحوية 4/ 430، ولعمرو بن خثارم البجلي في الدرر 1/ 277، وبلا نسبة في جواهر الأدب 202، والإنصاف 2/ 623،