26 - {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ}
أصل «اللهم» : يا الله، فحُذف حرف النداء وعُوِّض عنه الميم المشددة، فهو منادى مبني على الضم، والميم للتعويض، و «مالك» بدل من «اللهم» منصوب على محله. وجملة «تؤتي» مستأنفة لا محل لها، وكذا جملة «بيدك الخير» .
متعلق بالمبتدأ المحذوف التقدير: فكيف شأنهم إذا ... ؟ «جَمَعْناهُمْ» فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جر بالإضافة «لِيَوْمٍ» متعلقان بجمعناهم «لا رَيْبَ فِيهِ» لا نافية للجنس ريب اسمها المبني على الفتح وفيه متعلقان بالخبر والجملة في محل جر صفة ليوم. «وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ» فعل ماض مبني للمجهول والتاء تاء التأنيث كل نائب فاعل وهو المفعول الأول ونفس مضاف إليه «ما» اسم موصول مفعول به ثان وجملة «كَسَبَتْ» صلة الموصول. «وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ» جملة لا يظلمون خبر المبتدأ هم وجملة «هُمْ لا يُظْلَمُونَ» في محل نصب حال.
[سورة آل عمران (3) : الآيات 26 الى 27]
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (27)
«قُلِ» فعل أمر والفاعل أنت والجملة مستأنفة «اللَّهُمَّ» منادى مفرد علم بباء النداء المحذوفة المعوض عنها بالميم المشددة «مالِكَ» منادى أو بدل من اللهم وفيها أقوال غير ذلك «الْمُلْكِ» مضاف إليه «تُؤْتِي» فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء والفاعل أنت «الْمُلْكِ» مفعول به أول «مَنْ» اسم موصول مفعول به ثان وجملة «تَشاءُ» صلة الموصول وجملة «تُؤْتِي الْمُلْكَ ... » في محل نصب حال من اللهم. «وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ» وتنزع الملك مضارع ومفعول به ممن: متعلقان بتنزع والجملة معطوفة وجملة تشاء صلة الموصول. «وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ» عطف «بِيَدِكَ» متعلقان بمحذوف خبر «الْخَيْرُ» مبتدأ والجملة مستأنفة «إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» إن واسمها خبرها قدير وشيء: مضاف إليه والجار والمجرور متعلقان بقدير. «تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ» فعل مضارع ومفعوله وجار ومجرور متعلقان بتولج والجملة مستأنفة ومثلها «وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ» عطف وكذلك «وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ» و «وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ» «وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ» فعل مضارع واسم الموصول مفعوله والفاعل أنت وجملة تشاء صلة الموصول «ب
إعراب القرآن للنحاس
[سورة آل عمران (3) : آية 26]
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ الفراء «1» يذهب فيما يرى إلى أن الأصل في اللَّهُمَّ يا الله أمّنا منك بخير فلما كثر واختلط حذفوا منه وإن الضمّة التي في الهاء هي الضمة التي كانت في أمّنا لمّا حذفت انتقلت. قال أبو جعفر: هذا عند البصريين من الخطأ العظيم حتى قال بعضهم: هذا الحاد في اسم الله عزّ وجلّ. قال أبو جعفر: القول في هذا ما قاله الخليل وسيبويه «2» أن الأصل يا الله ثم جاءوا بحرفين عوضا من حرفين وهما الميمان عوضا من «يا» والدليل على هذا أنه ليس أحد من الفصحاء يقول «يا اللهمّ» لأنهم لا يجمعون بين الشيء وعوضه، والضمة التي في اللهمّ عندهما هي ضمّة المنادى المرفوع. فأمّا قول الفراء: إنّ الأصل يا الله أمّنا فلو كان كذا لوجب أن يقال:
أؤمم وأن يدغم فيضم ويكسر وكان يجب أن تكون ألف وصل لا حكم لها، وكان يجب أن يقال: يا اللهمّ، وأيضا فكيف يصحّ المعنى أن يقال: يا الله أمّنا منك بخير.
مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وهذا لا يقدّمه أحد بين يدي دعائه مالِكَ الْمُلْكِ منصوب عند سيبويه على أنه نداء ثان ولا يجوز أن يكون عنده صفة لقوله: «اللهمّ» من أجل الميم وخالفه محمد بن يزيد وإبراهيم بن السّريّ في هذا وقالا: يجوز أن يكون صفة كما يكون صفة إذا جئت بيا. تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ روى محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير: أنّ وفد نجران أتوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقرأ عليهم سورة آل عمران وفسّر لهم من أولها إلى رأس الثمانين فقال: تؤتي الملك من تشاء «ملك النبوة» . قال ابن إسحاق: وكانوا نصارى فأعلم الله جلّ وعزّ بعنادهم وكفرهم وأنّ عيسى صلّى الله عليه وسلّم وإن كان الله جلّ وعزّ أعطاه آيات تدلّ على نبوّته من إحياء الموتى وغير ذلك فإن الله عزّ وجلّ منفرد بهذه الأشياء من قوله:
[سورة آل عمران (3) : آية 27]
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (27)
فلو كان عيسى إلها لكان هذا إليه فكان في ذلك اعتبار وآي