«فِيهِ» متعلقان بالخبر المحذوف «آياتٌ» مبتدأ «بَيِّناتٌ» صفة «مَقامُ» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو مبتدأ والتقدير منها مقام إبراهيم وقيل بدل من آيات «إِبْراهِيمَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة والجملة استئنافية. «وَمَنْ دَخَلَهُ» الواو للاستئناف من اسم شرط جازم دخله فعل ماض ومفعول به والفاعل مستتر، وجملة من مستأنفة «كانَ آمِناً» كان وخبرها واسمها ضمير مستتر وهي في محل جزم فعل الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من «وَلِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور باللام ومتعلقان بمحذوف خبر وكذلك «عَلَى النَّاسِ» «حِجُّ» مبتدأ «الْبَيْتِ» مضاف إليه «مَنِ اسْتَطاعَ» من اسم موصول في محل جر بدل من الناس وجملة استطاع صلة الموصول «إِلَيْهِ» متعلقان باستطاع. «سَبِيلًا» مفعول به. «وَمَنْ كَفَرَ» الواو للاستئناف من اسم شرط مبتدأ وكفر فعل الشرط «فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ» إن ولفظ الجلالة اسمها وغني خبرها والجملة في محل جزم جواب الشرط «عَنِ الْعالَمِينَ» متعلقان بغني.
[سورة آل عمران (3) : الآيات 98 الى 99]
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)
«قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ» سبق إعرابها. «لِمَ تَكْفُرُونَ» اللام حرف جر ما اسم استفهام مبني على السكون المقدر على الألف المحذوفة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل بعدهما تكفرون فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة مقول القول «بِآياتِ» متعلقان بتكفرون «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَاللَّهُ شَهِيدٌ» لفظ الجلالة مبتدأ وشهيد خبر والجملة في محل نصب حال «عَلى ما تَعْمَلُونَ» ما اسم موصول في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلقان بشهيد تعملون فعل مضارع وفاعل والجملة صلة الموصول.
«قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ» انظر إعراب الآية السابقة من اسم موصول في محل نصب مفعول به آمن فعل ماض والجملة صلة «تَبْغُونَها عِوَجاً» فعل مضارع والهاء مفعول به والواو فاعل عوجا حال وجملة تبغونها عوجا في محل نصب حال ثانية «وَأَنْتُمْ شُهَداءُ» مبتدأ وخبر والجملة حال ثالثة «وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ» ما الحجازية ولفظ الجلال
إعراب القرآن للنحاس
فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ رفع بالابتداء أو بالصفة، مقام إبراهيم: في رفعه ثلاثة أوجه:
قال الأخفش: أي منها مقام إبراهيم وحكي عن محمد بن يزيد قال: «مقام» بدل من آيات والقول الثالث بمعنى هي مقام إبراهيم وقول الأخفش معروف في كلام العرب كما قال زهير: [البسيط] 79-
لها متاع وأعوان غدون لها ... قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا «1»
وقول أبي العباس إنّ مقاما بمعنى مقامات لأنه مصدر قال الله جلّ وعزّ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ [البقرة: 7] وقال جرير: [البسيط] 80-
إنّ العيون التي في طرفها مرض ... قتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا «2»
ويقوّي هذا الحديث المرويّ «الحجّ كلّه مقام إبراهيم» «3» . وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً يجوز أن يكون معطوفا على مقام أي وفيه آيات من دخله كان آمنا لأن ذلك من الآيات كان الناس يتخطّفون حوالى الحرم فإذا قصده ملك هلك. ويجوز أن يكون مَنْ رفعا بالابتداء والخبر كانَ آمِناً. وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا مَنْ في موضع خفض على بدل البعض من الكلّ هذا قول أكثر النحويين وأجاز الكسائي أن تكون «من» في موضع رفع، واسْتَطاعَ شرط والجواب محذوف أي من استطاع إليه سبيلا فعليه الحج.
[سورة آل عمران (3) : آية 98]
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (98)
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ وقبل هذا وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ [آل عمران: 70] فالله شهيد عليهم وهم يشهدون على أنفسهم بالكفر بآيات الله وقد ظهرت البراهين.
[سورة آل عمران (3) : آية 99]
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)
لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً أي تبغون لها وحذف اللام مثل وَإِذا كالُوهُمْ [المطففين: 3] أي قالوا لهم يقال: بغيت له كذا وأبغيته أي أعنته
__________
(1) الشاهد لزهير في ديوانه ص 39، وبلا نسبة في لسان العرب (سحق) ، وتهذيب اللغة 4/ 25، وفي الديوان (لها أداة) .
(2) الشاهد لجرير في ديوانه ص 163، وشرح شواهد المغني 2/ 712، والمقاصد النحوية 3/ 364، والمقتضب 2/ 173، وبلا نسبة في شرح المفص