[سورة الروم (30) : آية 8]
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (8)
«أَوَلَمْ» الهمزة حرف استفهام والواو حرف استئناف «يَتَفَكَّرُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة مستأنفة «فِي أَنْفُسِهِمْ» متعلقان بالفعل «ما» نافية «خَلَقَ اللَّهُ» ماض ولفظ الجلالة فاعله «السَّماواتِ» مفعول به «وَالْأَرْضَ» معطوفة على السموات «وَ» الواو حرف عطف «ما» اسم موصول معطوف على السموات «بَيْنَهُما» ظرف مكان «إِلَّا» حرف حصر «بِالْحَقِّ» متعلقان بمحذوف حال «وَأَجَلٍ» معطوف على الحق «مُسَمًّى» صفة والجملة مستأنفة لا محل لها «وَإِنَّ كَثِيراً» الواو حرف استئناف وإن واسمها «مِنَ النَّاسِ» متعلقان بكثيرا «بِلِقاءِ» متعلقان بكافرون «رَبِّهِمْ» مضاف إليه «لَكافِرُونَ» خبر إن واللام المزحلقة والجملة مستأنفة لا محل لها.
[سورة الروم (30) : آية 9]
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
«أَوَلَمْ» الهمزة حرف استفهام والواو حرف استئناف «لَمْ يَسِيرُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة «فَيَنْظُرُوا» الفاء حرف عطف ومضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «كَيْفَ» اسم استفهام في محل نصب خبر كان المقدم «عاقِبَةُ» اسمها المؤخر والجملة سدت مسد مفعول ينظروا «الَّذِينَ» مضاف إليه «مِنْ قَبْلِهِمْ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول «كانُوا أَشَدَّ» كان واسمها وخبرها والجملة تفسيرية «مِنْهُمْ» متعلقان بأشد «قُوَّةً» تمييز، «وَأَثارُوا» ماض وفاعله «الْأَرْضِ» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها. «وَعَمَرُوها» معطوف على أثاروا «أَكْثَرَ» صفة مفعول مطلق محذوف «مِمَّا» متعلقان بأكثر «عَمَرُوها» ماض وفاعله ومفعوله «وَجاءَتْهُمْ» ماض ومفعوله «رُسُلُهُمْ» فاعل مؤخر «بِالْبَيِّناتِ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. «فَما» الفاء حرف استئناف «ما» نافية «ك
إعراب القرآن للنحاس
ويجوز أن يكون «هم» الثاني بدلا من الأول كما تقول: رأيته إياه، وفي الكلام أيضا معنى التوكيد.
[سورة الروم (30) : آية 8]
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (8)
وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ اللام للتوكيد، والتقدير: لكافرون بلقاء ربّهم على التقديم والتأخير وعلى هذا تقول: إنّ زيدا في الدار لجالس، ولو قلت: إنّ زيدا لفي الدار لجالس، لجاز، فإن قلت: إنّ زيدا جالس لفي الدار. لم يجز لأن اللام إنما يؤتى بها توكيدا لاسم إنّ وخبرها، فإذا جئت بهما لم يجز إن تأتي بها وكذا إن قلت: إنّ زيدا لجالس لفي الدار لم يجز.
[سورة الروم (30) : آية 9]
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
وَأَثارُوا الْأَرْضَ لأن أهل مكة لم يكونوا أصحاب حرب.
[سورة الروم (30) : آية 10]
ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10)
ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ «1» اسم كان وذكرت لأن تأنيثها غير حقيقي. السُّواى خبر كان ومن نصب عاقِبَةَ جعل «السّوأى» اسم كان، وروي عن الأعمش أنه يقرأ ثمّ كان عاقبة الذين أساؤا السّوء «2» برفع السوء. أَنْ كَذَّبُوا في موضع نصب، والمعنى: لأن كذّبوا.
[سورة الروم (30) : آية 12]
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (يبلس) «3» بفتح اللام والمعروف في اللغة أبلس الرجل. إذا سكت وانقطعت حجّته ولم يؤمّل أن تكون له حجة، وقريب منه تحيّر، كما قال الراجز:
336-
قال: نعم أعرفه وأبلسا «4»
__________
(1) انظر تيسير الداني 141، وكتاب السبعة لابن مجاهد 506.
(2) انظر البحر المحيط: 7/ 160. [.....]
(3) انظر البحر المحيط 7/ 160، ومعاني الفراء 2/ 323.
(4) الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 185، ولسان العرب (بلس) والتنبيه والإيضاح 2/ 262، وتهذيب اللغة 12/ 442