[سورة سبإ (34) : الآيات 23 الى 24]
وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)
«وَلا» الواو عاطفة ولا نافية «تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ» مضارع وفاعله والجملة معطوفة «عِنْدَهُ» ظرف مكان متعلق بالفعل قبله والهاء مضاف إليه «إِلَّا» أداة حصر «لِمَنْ» اللام حرف جر ومن اسم موصول ومتعلقان بمحذوف حال «أَذِنَ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة «لَهُ» متعلقان بأذن وقرئ أذن بالبناء للمجهول «حَتَّى» حرف غاية وجر «إِذا» ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه «فُزِّعَ» ماض مبني للمجهول «عَنْ قُلُوبِهِمْ» نائب الفاعل وقرئ بالبناء للمعلوم «قالُوا» الجملة جواب إذا لا محل لها من الإعراب «ماذا» ما اسم استفهام مبتدأ وذا اسم موصول خبر والجملة مقول القول «قالَ رَبُّكُمْ» ماض وفاعله والكاف مضاف إليه «قالُوا» ماض وفاعله «الْحَقَّ» صفة لمفعول مطلق لفعل محذوف تقديره قال القول الحق «وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ» مبتدأ وخبراه والجملة حالية «قُلْ» أمر وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ «يَرْزُقُكُمْ» الجملة خبر «مِنَ السَّماواتِ» متعلقان بالفعل قبلهما «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات «قُلْ» الجملة مستأنفة «اللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف تقديره الله يرزقنا والجملة مقول القول «وَإِنَّا» الواو عاطفة وإن واسمها والجملة معطوفة «أَوْ إِيَّاكُمْ» أو عاطفة وإياكم ضمير معطوف على اسم إنا وهو نا «لَعَلى هُدىً» اللام المزحلقة والجار والمجرور متعلقان بخبر إنا المحذوف تقديره كائنون لعلى هدى والجملة مقول القول «أَوْ» عاطفة «فِي ضَلالٍ» معطوف على لعلى هدى «مُبِينٍ» صفة ضلال.
[سورة سبإ (34) : الآيات 25 الى 27]
قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)
«قُلْ» الجملة مستأنفة «لا» نافية «تُسْئَلُون
إعراب القرآن للنحاس
عليكم فإنّهم لا يملكون ذلك ولا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ قال الضحاك والسدي أي من معين.
[سورة سبإ (34) : آية 23]
وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)
أَذِنَ «1» وأذن بمعنى واحد كما مرّ في وهل يجازى [سبأ: 17] و «من» هاهنا للشافعين، ويجوز أن تكون للمشفوع لهم، وزعم أبو إسحاق أنها للشافعين أشبه بالمعنى، قال: لأن بعده حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ فيكون هذا للملائكة صلوات الله عليهم. وفي هذا خمس قراءات قراءة العامة حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ «2» ، وعن ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ «3» بفتح الفاء والزاي فهاتان القراءتان بمعنى واحد أي فزّع الله جلّ وعزّ عن قلوبهم أي كشف عنها الفزع أي تعدّاها الفزع، وكذا يقول سيبويه «4» في قول العرب: رميت عن القوس أي تعدّى رميي القوس، وقد ذكرنا معناه. وروى هيثم عن عوف عن الحسن أنه قرأ حتى إذا فرّغ عن قلوبهم «5» بضم الفاء وبراء غير معجمة وبعدها غين معجمة وكذا قرأ أبو مجلز. وروى مطر الوراق عن الحسن حتى إذا فزّع عن قلوبهم «6» وهاتان القراءتان يؤول معناهما إلى معنى الأولين لأن المعنى: حتّى إذا فرّغ عن قلوبهم الفزع أزيل عن قلوبهم إلّا أن مجاهدا قال في تفسير هذه الآية على ما رواه عنه ورقاء عن أبي نجيح:
إنها في يوم القيامة. قال: إذا كشف الغطاء. وروى أيّوب وحميد الطويل عن الحسن حتّى إذا فرغ عن قلوبهم بضمّ الفاء وبراء مخففة غير معجمة وبعدها غين معجمة فهذه الروايات عن الحسن مستقيمات الطرق لا مطعن في واحد رواها، وكلّها صحاح عنه قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ «ماذا» في موضع نصب بقال ويجوز أن يكون «ما» في موضع رفع بالابتداء و «ذا» في موضع الخبر، ومعناه معنى الذي قالُوا الْحَقَّ على أن «ماذا» في موضع نصب أي قال الحق، ويجوز رفع «الحقّ» على أن ما في موضع رفع. وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ابتداء وخبر. و «العليّ» الجبار المتعالي، و «الكبير» السيّد المقصود.
[سورة سبإ (34) : آية 24]
قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِي