سورة فاطر
[سورة فاطر (35) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)
«الْحَمْدُ» مبتدأ ومعنى الحمد الثناء والشكر «لِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور باللام ومتعلقان بخبر محذوف تقديره ثابت «فاطِرِ» صفة لله «السَّماواتِ» مضاف إليه والجملة مستأنفة «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات «جاعِلِ» صفة ثانية لله «الْمَلائِكَةِ» مضاف إليه «رُسُلًا» حال منصوبة «أُولِي» صفة لرسلا «أَجْنِحَةٍ» مضاف إليه «مَثْنى» صفة لأجنحة مجرورة مثلها بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر «وَثُلاثَ وَرُباعَ» معطوف على ما سبق «يَزِيدُ» مضارع فاعله مستتر والجملة مستأنفة «فِي الْخَلْقِ» متعلقان بالفعل قبلهما «ما» اسم موصول في محل نصب مفعول به «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها المنصوب «عَلى كُلِّ» متعلقان بالخبر «شَيْءٍ» مضاف إليه «قَدِيرٌ» خبر إن «ما» اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم «يَفْتَحِ اللَّهُ» مضارع مجزوم فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين ولفظ الجلالة فاعل «لِلنَّاسِ» متعلقان بالفعل قبلهما «مِنْ رَحْمَةٍ» متعلقان بمحذوف حال «فَلا» الفاء رابطة للجواب ولا نافية للجنس «مُمْسِكَ» اسم لا «لَها» متعلقان بخبر محذوف والجملة في محل جزم جواب الشرط «وَما» الواو عاطفة وما شرطية «يُمْسِكْ» إعرابها مثل إعراب ما يفتح الله في الآية/ 2/ «وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» مبتدأ وخبراه والجملة حالية.
[سورة فاطر (35) : الآيات 3 الى 5]
يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
إعراب القرآن للنحاس
35 شرح إعراب سورة فاطر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة فاطر (35) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فيه ثلاثة أوجه: الخفض على النعت، والرفع على إضمار مبتدأ، أو النصب على المدح، وحكى سيبويه «1» : الحمد لله أهل الحمد، مثله، وكذا جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا ولا يجوز فيه التنوين لأنه لما مضى رُسُلًا مفعول ثان، ويقال: على إضمار فاعل لأن «فاعلا» إذا كان لما مضى مضافا لم يعمل شيئا أُولِي أَجْنِحَةٍ نعت، قال أبو إسحاق: أي أصحاب أجنحة مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ لم ينصرف لأن فيها علّتين: إحداهما أنها معدولة فهذا اتّفاق، واختلف في الثانية لأن النحويين القدماء لم يذكروها. قال أبو إسحاق: العلّة الثانية أنّه عدل في حال نكرة وقال غيره: العلّة الثانية أنه صفة، وقول ثالث إنه معدول عن اثنين اثنين فهذه علّة ثانية.
[سورة فاطر (35) : آية 2]
ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)
وأجاز النحويون «2» في غير القرآن: فلا ممسك له، على لفظ «ما» «ولها» على المعنى وأجازوا: وَما يُمْسِكْ فلا مرسل لها على معنى «ما» ، وأجازوا: فلا ممسك لها، يكون بمعنى ليس وكذا «فلا مرسل له» وأجازوا: «ما يفتح الله للناس من رحمة» تكون «ما» بمعنى الذي.
[سورة فاطر (35) : آية 3]
يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)
__________
(1) انظر الكتاب 2/ 57.
(2) انظر معاني الفراء 2/ 66.