استفهام وظرف للمستقبل تضمن معنى الشرط وماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «وَكُنَّا» ماض ناقص واسمه «تُراباً» خبره «وَعِظاماً» اسم معطوف على ترابا «أَإِنَّا» الهمزة حرف استفهام وإن واسمها «لَمَدِينُونَ» اللام المزحلقة ومدينون خبر مرفوع بالواو.
[سورة الصافات (37) : الآيات 54 الى 59]
قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (55) قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58)
إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59)
«قالَ» ماض فاعله مستتر «هَلْ» حرف استفهام «أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ» مبتدأ وخبره المرفوع بالواو والجملة مقول القول «فَاطَّلَعَ» الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر «فَرَآهُ» الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر والهاء مفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها «فِي سَواءِ» متعلقان برآه «الْجَحِيمِ» مضاف إليه مجرور «قالَ» ماض فاعله مستتر «تَاللَّهِ» التاء حرف قسم وجر ولفظ الجلالة مجرور به وهما متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم «إِنْ» مخففة من الثقيلة «كِدْتَ» ماض وجملته جواب القسم لا محل لها «لَتُرْدِينِ» اللام الفارقة ومضارع مرفوع فاعله مستتر تقديره أنت والياء المحذوفة مفعوله «وَلَوْلا» الواو حرف عطف ولولا حرف شرط غير جازم «نِعْمَةُ» مبتدأ والخبر محذوف وجوبا «رَبِّي» مضاف إليه «لَكُنْتُ» اللام واقعة في جواب لولا وكان واسمها «مِنَ الْمُحْضَرِينَ» متعلقان بالخبر المحذوف «أَفَما» الهمزة حرف استفهام والفاء حرف عطف وما نافية «نَحْنُ» اسم ما «بِمَيِّتِينَ» الباء حرف جر زائد ميتين مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما. والجملة معطوفة على محذوف مقدر. «إِلَّا» أداة حصر «مَوْتَتَنَا» مفعول مطلق «الْأُولى» صفة «وَما» الواو حرف عاطف وما نافية «نَحْنُ» اسمها «بِمُعَذَّبِينَ» الباء حرف جر زائد ومعذبين مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما والجملة معطوفة.
[سورة الصافات (37) : الآيات 60 الى 70]
إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (61) أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)
طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ ا
إعراب القرآن للنحاس
ثم إنّ صاحبه لقيه فقال له: هل علمت أني اشتريت مسكنا من أفضل مساكن بني إسرائيل بألف دينار؟ فمضى صاحبه فتصدّق بألف دينار على الفقراء والمساكين وقال:
اللهم إني اشتريت منك مسكنا من مساكن أهل الجنّة بهذه الألف دينار، ثمّ لقي صاحبه فقال: هل علمت أني اشتريت جنة من أفضل جنة بني إسرائيل بألف دينار فصرت من أفضلهم بزوجتي ومسكني وجنتي؟ فمضى صاحبه فتصدّق بالألف الباقي على الفقراء والمساكين وقال: اللهم إنّي قد اشتريت منك جنة الخلد بهذا الألف، ثمّ إنّ صاحبه الذي اكترى أجراء لجنّته فإذا هو بصاحبه فيهم فعرفه فدعا به فقال له أشحّ هذا أم أفسدت ملكك فحدّثه بالقصة، فقال له: أتتوهّم أنك ستبعث ثم تدان بما علمت أنك لمغرور وإنّ هذا لباطل، ففيهما أنزل الله جلّ وعزّ «قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ» إلى مِنَ الْمُحْضَرِينَ.
قال أبو جعفر: التقدير أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ بأنّا مدينون أي محاسبون مجاوزون بأعمالنا ثم حذفت الياء وكسرت «إنّ» ، لأن في خبرها اللام، ولا يجوز أنك لمن المصدّقين لأنه لا معنى للصدقة هاهنا.
[سورة الصافات (37) : آية 54]
قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54)
وحكي هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ «1» . قال أبو إسحاق: يقال: طلع، وأطلع بمعنى واحد، وقد حكي: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ بكسر النون وهي لحن لا يجوز لأنه جمع بين النون والإضافة، ولو كان مضافا لكان هل أنتم مطلعيّ، وإن كان سيبويه والفراء حكيا مثله، وأنشدا: [الطويل] 368-
هم القائلون الخير والآمرونه ... إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما «2»
وإنشاد الفراء «والفاعلونه» وأنشد سيبويه وحده: [الطويل] 369-
ولم يرتفق والنّاس محتضرونه ... جميعا وأيدي المعتفين رواهقه «3»
وأنشد الفراء وحده: [الوافر] 370-
وما أدري وظنّي كلّ ظنّ ... أمسلمني إلى قومي شراح «4»
__________
(1) انظر البحر المحيط 7/ 344، والمحتسب 2/ 219.
(2) البيت بلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 392، والكتاب 1/ 247، وخزانة الأدب 4/ 266، والدرر 6/ 235، وشرح المفصّل 2/ 125، ولسان العرب (طلع) ، و (حين) ، و (ها) ، ومجالس ثعلب 1/ 150، وهمع الهوامع 2/ 157.
(3) البيت بلا نسبة في الكتاب 1/ 248، وخزانة الأدب 4/ 266، وشرح المفصّل 2/ 125، والمقرّب 1/ 125، والكامل 371.
(4) الشاهد ليزيد بن محرم الحارثي في شرح شواهد المغني 2/ 770، والدرر 1/ 212، والمقاصد النحوية 1/ 385، وبلا