سورة النساء
[سورة النساء (4) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)
«يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ» يا أداة النداء أي منادى مبني على الضم في محل نصب والها للتنبيه الناس بدل وجملة اتقوا ربكم ابتدائية لا محل لها «الَّذِي» اسم موصول صفة ربكم وجملة «خَلَقَكُمْ» صلته «مِنْ نَفْسٍ» متعلقان بخلقكم «واحِدَةٍ» صفة «وَخَلَقَ مِنْها» الجملة معطوفة على ما قبلها والجار والمجرور متعلقان بالفعل «زَوْجَها» مفعوله «وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً» فعل ماض ومفعوله وقد تعلق بالفعل الجار والمجرور كثيرا صفة ونساء معطوفة «وَاتَّقُوا اللَّهَ» فعل أمر وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة معطوفة على اتقوا الأولى «الَّذِي» اسم موصول صفة لله «تَسائَلُونَ» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله «بِهِ» متعلقان بالفعل والجملة صلة الموصول «وَالْأَرْحامَ» عطف على الله.
«إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها «كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» كان ورقيبا خبرها الذي به تعلق الجار والمجرور قبله واسم كان ضمير مستتر يعود إلى الله وجملة «كانَ عَلَيْكُمْ» في محل رفع خبر وجملة «إِنَّ اللَّهَ» تعليلية لا محل لها.
[سورة النساء (4) : آية 2]
وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (2)
«وَآتُوا» الواو عاطفة أو استئنافية آتوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله «الْيَتامى» مفعول به أول «أَمْوالَهُمْ» مفعول به ثان والجملة معطوفة أو مستأنفة «وَلا تَتَبَدَّلُوا» فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل «الْخَبِيثَ» مفعول به «بِالطَّيِّبِ» متعلقان بتتبدلوا «وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ» الجملة معطوفة على ما قبلها وهي مثلها في الإعراب «إِلى أَمْوالِكُمْ» متعلقان بمحذوف حال «إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً» مثل «إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» .
[سورة النساء (4) : آية 3]
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَ
إعراب القرآن للنحاس
[4] شرح إعراب سورة النساء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النساء (4) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)
يا أَيُّهَا النَّاسُ «يا» حرف ينادى به، وقد يجوز أن يحذف إذا كان المنادى يعلم بالنداء و «أيّ» نداء مفرد و «ها» تنبيه. «النّاس» نعت لأيّ لا يجوز نصبه على الموضع لأن الكلام لا يتم قبله إلّا على قول المازني، وزعم الأخفش: أنّ أيّا موصولة بالنعت ولا تعرف الصلة إلّا جملة. اتَّقُوا رَبَّكُمُ أمر فلذلك حذفت منه النون. الَّذِي خَلَقَكُمْ في موضع نصب على النعت. مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ أنّثت على اللفظ، ويجوز في الكلام من نفس واحد، وكذا وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما المذكر والمؤنث في التثنية على لفظ واحد في العلامة وليس كذا الجمع لاختلافه واتفاق التثنية. وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ «1» هذه قراءة أهل المدينة بإدغام التاء في السين، وقراءة أهل الكوفة تَسائَلُونَ بحذف التاء لاجتماع تاءين ولأن المعنى يعرف ومثله إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ [النور: 15] . وَالْأَرْحامَ عطف أي واتّقوا الأرحام أن تقطعوها، وقرأ إبراهيم وقتادة وحمزة وَالْأَرْحامَ «2» بالخفض وقد تكلّم النحويون في ذلك. فأما البصريون فقال رؤساؤهم: هو لحن لا تحلّ القراءة به، وأما الكوفيون فقالوا: هو قبيح ولم يزيدوا على هذا ولم يذكروا علّة قبحه فيما علمته. وقال سيبويه «3» : لم يعطف على المضمر المخفوض لأنه بمنزلة التنوين، وقال أبو عثمان المازني: المعطوف والمعطوف عليه شريكان لا يدخل في أحدهما إلّا ما دخل في الآخر فكما لا يجوز مررت بزيد وك وكذا لا يجوز مررت بك وزيد، وقد جاء في الشعر كما قال: [البسيط] 91-
فاليوم قرّبت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيّام من عجب «4»
__________
(1) انظر تيسير الداني 78. [.....]
(2) انظر تيسير الداني 78.
(3) انظر الكتاب 2/ 403.
(4) الشاهد بلا نسبة في الإنصاف 464، وخزانة الأدب 5/ 123، وشرح الأشموني 2/ 430، والدرر 2/ 81، وشرح أبيات سيبويه 2/ 207، وشرح ابن عقيل ص 503، وشرح عمدة الحافظ ص 662، وشرح ال