«يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ» يا أداة نداء أهل منادى مضاف منصوب الكتاب مضاف إليه لا ناهية جازمة تغلوا مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية «وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ» لفظ الجلالة مجرور بعلى الجار والمجرور متعلقان بالفعل إلا أداة حصر الحق مفعول به «إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ» عيسى بدل من المبتدأ قبله مرفوع بالضمة المقدرة بن صفة أو بدل مريم مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والتأنيث «رَسُولُ اللَّهِ» رسول خبر ولفظ الجلالة مضاف إليه وإنما كافة ومكفوفة والجملة تعليلية. «وَكَلِمَتُهُ» عطف على رسول «أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والهاء مفعوله وفاعله مستتر والجملة في محل نصب حال «وَرُوحٌ مِنْهُ» عطف ومنه متعلقان بمحذوف صفة روح «فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ» فعل أمر تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر غير جازم لأنها بعد فاء الفصيحة. «وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ» ثلاثة خبر لمبتدأ محذوف تقديره آلهتنا ثلاثة والجملة الاسمية مقول القول والجملة الفعلية معطوفة «انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ» تقدم إعراب ما يشبهها في الآية السابقة «إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ» لفظ الجلالة مبتدأ وإله خبر وإنما كافة ومكفوفة «واحِدٌ» صفة والجملة مستأنفة «سُبْحانَهُ» مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبا «أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ» له متعلقان بمحذوف خبر يكون وولد اسمها والمصدر المؤول من أن والفعل الناقص في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالمصدر سبحانه أي: سبحانه من كونه له ولد. «لَهُ ما فِي السَّماواتِ» له متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ما وفي السموات متعلقان بمحذوف صلة الموصول «وَما فِي الْأَرْضِ» عطف «وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا» وهذه الجملة والتي قبلها مستأنفتان.
[سورة النساء (4) : الآيات 172 الى 173]
لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيما
إعراب القرآن للنحاس
ليس بقديم ويكون رَسُولُ اللَّهِ خبرا ثانيا. فَآمِنُوا بِاللَّهِ أي بأنه إله واحد خالق المسيح ومرسله. وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ أي ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ قال سيبويه:
ومما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره قوله: انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ لأنك إذا قلت: انته فأنت تخرجه وتدخله في آخر وأنشد: [السريع] 115-
فواعديه سرحتي مالك ... أو الرّبى بينهما أسهلا «1»
ومذهب أبي عبيدة انتهوا يكن خيرا لكم. قال محمد بن يزيد: هذا خطأ لأنه لا يضمر الشرط وجوابه وهذا لا يوجد في كلام العرب، ومذهب الفراء أنه نعت لمصدر محذوف. قال علي بن سليمان: هذا خطأ فاحش لأنه يكون المعنى انتهوا الانتهاء الذي هو خير لكم. إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ ابتداء وخبر. سُبْحانَهُ مصدر. أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ في موضع نصب أي كيف يكون له ولد وولد الرجل مشبه له ولا شبيه لله جلّ وعزّ: وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا بيان، وإن شئت حال ومعنى وكيل كاف لأوليائه.
[سورة النساء (4) : آية 172]
لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172)
ْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ
أي لن يأنف نْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ
في موضع نصب أي من أن يكون عبدا لله لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
فدلّ بهذا على أن الملائكة أفضل من الأنبياء صلوات الله عليهم وكذا وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ [هود: 31] .
[سورة النساء (4) : آية 173]
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (173)
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ رفع بالابتداء والجملة الخبر، ويجوز أن يكون نصبا على إضمار فعل يفسره ما بعده وكذا وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا وقد ذكرنا معنى تسمية عيسى صلّى الله عليه وسلّم بالكلمة «2» . ومن أحسن ما قيل فيه أنّ عيسى صلّى الله عليه وسلّم لما كان يهتدى به صار بمنزلة كلام الله جلّ وعزّ الذي يهتدى به ولما كان يحيى به من موت الكفر قيل له روح الله جلّ وعزّ على التمثيل.
[سو