47 - {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ}
«مصدقًّا» : حال منصوبة، واللام بعدها زائدة و «ما» اسم موصول مفعول به لاسم الفاعل منصوب. وقوله «كما لعنَّا» : الكاف اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: نلعنهم لعنًا مثل لعننا.
إعراب القرآن للدعاس
عطف على اسمع «لَكانَ خَيْراً لَهُمْ» كان وخبرها الذي تعلق به الجار والمجرور واسمها ضمير مستتر تقديره هو والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم «وَأَقْوَمَ» عطف على خيرا «وَلكِنْ» حرف استدراك والواو عاطفة «لَعَنَهُمُ اللَّهُ» فعل ماض ومفعول به ولفظ الجلالة فاعل «بِكُفْرِهِمْ» متعلقان بلعنهم والجملة معطوفة «فَلا يُؤْمِنُونَ» فعل مضارع وفاعله ولا نافية والفاء عاطفة «إِلَّا قَلِيلًا» مستثنى منصوب بالفتحة وإلا أداة استثناء وقيل صفة لمفعول مطلق وإلا أداة حصر أي: لا يؤمنون إلا إيمانا قليلا.
[سورة النساء (4) : آية 47]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ» سبق إعرابها «أُوتُوا الْكِتابَ» فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله والكتاب مفعوله «آمِنُوا» فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله «بِما نَزَّلْنا» جار ومجرور متعلقان بآمنوا وجملة «نَزَّلْنا» صلة الموصول «مُصَدِّقاً» حال «لِما» جار ومجرور متعلقان بمصدقا «مَعَكُمْ» ظرف متعلق بمحذوف صلة أي: للذي وجد معكم «مِنْ قَبْلِ» متعلقان بآمنوا «أَنْ نَطْمِسَ» المصدر المؤول في محل جر بالإضافة «وُجُوهاً» مفعول نطمس «فَنَرُدَّها» عطف على نطمس والهاء مفعوله «عَلى أَدْبارِها» متعلقان بمحذوف حال أي: نردها ناكصة «أَوْ نَلْعَنَهُمْ» عطف على نردها «كَما لَعَنَّا» فعل ماض وفاعل وما مصدرية والمصدر المؤول في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف أي:
نلعنهم لعنا كلعننا أصحاب السبت «أَصْحابَ» مفعول به «السَّبْتِ» مضاف إليه والجملة استئنافية. «وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا» كان واسمها ولفظ الجلالة مضاف إليه ومفعولا خبرها والجملة معطوفة.
[سورة النساء (4) : الآيات 48 الى 50]
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (48) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً م
إعراب القرآن للنحاس
مسمع مكروها ولا أذى، وأما قول الحسن: معناه غير مسمع منك أي غير مجاب إلى ما تقوله فلو كان كذا لكان في اللفظ غير مسموع منك. وَراعِنا قال الأخفش: أي وراعنا سمعك أي ارعنا، وقيل: يريدون بقولهم وراعنا أي وراعنا مواشينا استخفافا بمخاطبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال أبو جعفر: وشرح هذا- والله أعلم- أنهم يظهرون بقولهم: راعنا أرعنا سمعك ويريدون المراعاة يدلّ على هذا قوله عزّ وجل: لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ أي إنهم يلوون ألسنتهم أي يميلونها إلى ما في قلوبهم ويطعنون في الدين أي يقولون لأصحابهم: لو كان نبيا لدرى أنّا نسبّه فأظهر الله جلّ وعزّ النبي صلّى الله عليه وسلّم على ذلك وكان من علامات نبوته، ونهاهم عن هذا القول. لَيًّا مصدر وإن شئت كان مفعولا من أجله وأصله لويا ثم أدغمت الواو في الياء. وَطَعْناً معطوف عليه. وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا «أنّ» في موضع رفع أي لو وقع هذا وقيل: إنّما وقعت «إنّ» في موضع الفعل لأنه لا بد من أن يكون بعدها جملة.
[سورة النساء (4) : آية 47]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47)
مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ نصب على الحال. مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً ويقال: نطمس ويقال في الكلام: طسم يطسم ويطسم بمعنى طمس، وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا اسم كان وخبرها.
[سورة النساء (4) : آية 48]
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (48)
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ قال أبو جعفر: قد ذكرناه ونزيده بيانا. فهذا من المحكم وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ من المتشابه الذي قد تكلم فيه العلماء فقال بعضهم: كان هذا متشابها حتى بيّن الله جلّ وعزّ ذلك بالوعيد، وقال محمد بن جرير «1» : «قد أبانت هذه الآية أنّ كلّ صاحب كبيرة ففي مشيئة الله جلّ وعزّ، إن شاء عفا عنه ذنبه وإن شاء عاقبه عليه ما لم تكن كبيرته شركا بالله جلّ وعزّ» . وقال بعضهم:
قد بيّن الله جلّ وعزّ بقوله: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْه