فَخُذُوهُمْ»
إن شرطية وتولوا فعل ماض مبني على الضم وهو في محل جزم فعل الشرط والواو فاعله خذوهم فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملة «فَإِنْ تَوَلَّوْا» الجملة معطوفة «وَاقْتُلُوهُمْ» مثل خذوهم وهي معطوفة عليها. «حَيْثُ» ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب متعلق باقتلوهم «وَجَدْتُمُوهُمْ» فعل ماض والتاء فاعله والهاء مفعوله والواو واو الإشباع حيث حركت الميم بالضم والجملة في محل جر بالإضافة «وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً» مثل «فَلا تَتَّخِذُوا» قبلها والجملة معطوفة.
[سورة النساء (4) : آية 90]
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90)
«إِلَّا الَّذِينَ» إلا أداة استثناء الذين اسم موصول في محل نصب على الاستثناء من خذوهم وجملة «يَصِلُونَ» صلة الموصول «إِلى قَوْمٍ» متعلقان بالفعل قبلهما «بَيْنَكُمْ» ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر «وَبَيْنَهُمْ» عطف «مِيثاقٌ» مبتدأ مؤخر والجملة في محل صفة لقوم «أَوْ جاؤُكُمْ» فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة على جملة يصلون «حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ» فعل ماض وفاعل والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها في محل جر بحرف الجر أي: عن قتالكم» وهما متعلقان بالفعل قبلهما «أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ» مضارع منصوب وفاعله ومفعوله والمصدر المؤول معطوف أي: عن قتالكم وقتال قومهم وجملة «حَصِرَتْ» في محل نصب حال على تقدير قد قبلها «وَلَوْ شاءَ اللَّهُ» فعل وفاعل ولو حرف شرط والجملة مستأنفة. «لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ» اللام واقفة في جواب لو وفعل ماض فاعله مستتر تعلق به الجار والمجرور والهاء مفعوله والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم «فَلَقاتَلُوكُمْ» فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة على لسلطهم «فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ» إن شرطية وفعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله ومفعوله. «فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ» مضارع مجزوم بحذف النون وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة. «وَأَلْقَوْا» عطف على ما قبلها «
إعراب القرآن للنحاس
أبو إسحاق: أي ردّهم إلى حكم الكفار. أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ أي أن تهدوه إلى الثواب بأن يحكم له بأحكام المؤمنين. فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا أي إلى الحجة.
[سورة النساء (4) : آية 90]
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90)
إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ استثناء من وَاقْتُلُوهُمْ ويروى أن هؤلاء قوم اتصلوا ببني مدلج وكانوا صلحا للنبي صلّى الله عليه وسلّم «يصلون» أي يتصلون. أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أي ضاقت وللنحويين فيه على هذه اللغة أربعة أقوال: قال الفراء «1» : أي قد حصرت فأضمر «قد» ، وقال محمد بن يزيد «2» : هو دعاء كما تقول: لعن الله الكافرين وقيل: هو خبر بعد خبر، والقول الرابع أن يكون حصرت في موضع خفض على النعت لقوم، وفي حرف أبيّ إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق حصرت صدورهم ليس فيه أَوْ جاؤُكُمْ، وقرأ الحسن أو جاؤكم حصرة صدورهم «3» نصبا على الحال، ويجوز خفضه على النعت ورفعه «4» على الابتداء والخبر، وحكى أو جاؤكم حصرات صدورهم «5» ويجوز الرفع. يُقاتِلُوكُمْ في موضع نصب أي من أن يقاتلوكم.
[سورة النساء (4) : آية 91]
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً (91)
قرأ يحيى بن وثّاب والأعمش «6» كلّما ردّوا إلى الفتنة بكسر الراء لأن الأصل رددوا فأدغم وقلب الكسرة على الراء ونظيره وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ [الانشقاق: 3] وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ [الانشقاق: 2] . فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وقعت إن على لم لأن المعنى للفعل الماضي فإن لم يعتزلوا قتالكم أي فإن تركوا قتالكم. وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ أي عن الحرب. وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِينا