93 - {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}
قوله «متعمدا» : حال من فاعل «يقتل» . قوله «خالدا» : حال من مقدر أي: جازاه خالدا، وليست حالا من الهاء في قوله «فجزاؤه» ؛ لأنه لا يفصل بين الحال وصاحبها بأجنبي، وهو الخبر، والجار متعلق بـ «خالدا» . وجملة «وغضب الله» معطوفة على جملة «جازاه» لا محل لها.
إعراب القرآن للدعاس
شرطية من قوم الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كان واسمها ضمير مستتر تقديره: هو عدو لكم متعلقان بمحذوف صفة عدو والجملة استئنافية «وَهُوَ مُؤْمِنٌ» مبتدأ وخبر والجملة حالية «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» كسابقتها. «وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ» سبق ما يشبهها «فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ» مثل «وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ» «وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» عطف «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ» فعل مضارع مجزوم بلم وهو في محل جزم فعل الشرط فاعله مستتر واسم الشرط مبتدأ والفاء استئنافية وصيام خبر لمبتدأ محذوف والجملة الاسمية في محل جزم جواب من، وفعل الشرط وجوابه خبر من «شَهْرَيْنِ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى «مُتَتابِعَيْنِ» صفة «تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ» مفعول مطلق: فليتب توبة أو حال والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة توبة «وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً» سبق إعراب ما يشبهها.
[سورة النساء (4) : الآيات 93 الى 94]
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً (93) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94)
«وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً» من مبتدأ ومضارع مجزوم فعل الشرط ومفعوله فاعله مستتر متعمدا حال والجملة الاسمية مستأنفة «فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ» الفاء رابطة ومبتدأ وخبر والجملة في محل جزم جواب الشرط «خالِداً فِيها» الجار والمجرور متعلقان بالحال قبلهما «وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ولفظ الجلالة فاعله «وَلَعَنَهُ» فعل ماض ومفعوله والفاعل هو «وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً» الجار والمجرور متعلقان بالفعل «عَظِيماً» صفة المفعول به عذابا والجمل كلها معطوفة. «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق إعرابها «إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فعل ماض والتاء فاعله وتعلق به الجار والمجرور والجملة في محل جر بالإضافة لأنها وليت الظرف إذا «ف
إعراب القرآن للنحاس
وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً أَنْ في موضع رفع لأنه اسم كان. إِلَّا خَطَأً استثناء ليس من الأول وسيبويه «1» يقول «إلا» بمعنى لكن أي لكن إن قتله خطأ فعليه كذا، ولا يجوز أن يكون «إلا» بمعنى الواو ولا يعرف ذلك في كلام العرب ولا يصح في المعنى لأن الخطأ لا يحظر، وقرأ الأعمش إلّا خطاءا «2» ممدودا. وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ أي فعليه تحرير رقبة. وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا استثناء ليس من الأول أي إلا أن يصدق أهل المقتول بالدية على القاتل، وقرأ أبو عبد الرّحمن إلا أن تصّدّقوا «3» بالتاء، ويجوز على هذه القراءة إلا أن تصدّقوا بحذف التاء، ولا يجوز التخفيف مع الياء وفي حرف أبيّ إلا أن يتصدّقوا «4» . فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ مثل الروم. فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ أي فعلى القاتل تحرير رقبة. وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ قيل يراد به أهل الذمة وقيل يراد به المسلم يكون نسبة إلى أهل الذمّة والأولى أن يكون الضمير الذي في كان للمؤمن لأنه قد تقدّم ذكره. وروى يزيد بن زريع «5» عن يونس عن الحسن أنه قرأ وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق وهو مؤمن «6» . فَمَنْ لَمْ يَجِدْ رفع بالابتداء، والخبر: فَصِيامُ شَهْرَيْنِ أي فعليه صيام شهرين متتابعين تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ مصدر، وإن شئت مفعولا من أجله، ويجوز الرفع أي ذلك توبة من الله إن الله كان عليما أي بما فيه مصلحة خلقه حَكِيماً أي بتدبير أمر عباده.
[سورة النساء (4) : آية 93]
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً (93)
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً شرط، والجواب فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ والتقدير
__________
(1) انظر الكتاب 2/ 328.
(2) انظر البحر المحيط 3/ 334، وهي قراءة الحسن أيضا.
(3) وهي قراءة الحسن وعبد الوارث عن أبي عمرو أيضا، انظر البحر المحيط 3/ 337.
(4) انظر البحر المحيط 3/ 337، وفيه «وفي حرف أبيّ وعبد الله، يتصدّقوا بالياء والتاء» .
(5) يزيد بن زريع أبو معاوية البصري، حدّث عن أيوب السختياني وخالد الحذّاء. (ت 182 هـ) . ترجمته في تذكرة الحفاظ 256.
(6) وبهذا قال مالك، انظر البحر المحيط 3/ 337.