سورة الدخان
[سورة الدخان (44) : الآيات 1 الى 10]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)
أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (10)
«حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ» تقدم إعراب مثيله «إِنَّا» إن واسمها «أَنْزَلْناهُ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة «فِي لَيْلَةٍ» متعلقان بالفعل «مُبارَكَةٍ» صفة «إِنَّا» إن واسمها «كُنَّا» كان واسمها «مُنْذِرِينَ» خبرها والجملة الفعلية خبر إنا والجملة الاسمية مستأنفة «فِيها» متعلقان بما بعدهما «يُفْرَقُ» مضارع مبني للمجهول «كُلُّ» نائب فاعل «أَمْرٍ» مضاف إليه «حَكِيمٍ» صفة أمر والجملة مستأنفة «أَمْراً» مفعول به لفعل محذوف «مِنْ عِنْدِنا» متعلقان بمحذوف صفة أمرا «إِنَّا» إن واسمها «كُنَّا مُرْسِلِينَ» كان واسمها وخبرها والجملة الفعلية خبر إنا والجملة الاسمية مستأنفة «رَحْمَةً» مفعول لأجله منصوب «مِنْ رَبِّكَ» متعلقان برحمة «إِنَّهُ» إن واسمها «هُوَ» ضمير فصل «السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» خبران لإن والجملة الاسمية تعليل «رَبِّ» بدل من ربك «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات «وَما» معطوف على ما قبله «بَيْنَهُما» ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول «إِنْ» شرطية جازمة «كُنْتُمْ» كان واسمها «مُوقِنِينَ» خبرها وجملة كنتم ابتدائية «لا» نافية تعمل عمل إن «إِلهَ» اسمها وخبرها محذوف «إِلَّا» حرف حصر «هُوَ» بدل من اسم لا «يُحْيِي» مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة حال «وَيُمِيتُ» معطوف على يحيي «رَبُّكُمْ» بدل «وَرَبُّ» معطوف «آبائِكُمُ» مضاف إليه «الْأَوَّلِينَ» صفة «بَلْ» حرف إضراب «هُمْ» مبتدأ «فِي شَكٍّ» متعلقان بمحذوف خبر «يَلْعَبُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية حال والجملة الاسمية مستأنفة «فَارْتَقِبْ» الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر «
إعراب القرآن للنحاس
44 شرح إعراب سورة حم (الدخان)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قرئ على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى عن مهدي بن ميمون قال: حدّثنا عمران القصير عن الحسن قال: من قرأ سورة «الدخان» ليلة الجمعة غفر له.
[سورة الدخان (44) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2)
حم (1) وَالْكِتابِ مخفوض بالقسم. الْمُبِينِ من نعته.
[سورة الدخان (44) : آية 3]
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ قال أبو جعفر: وقد ذكرنا عن العلماء أنها ليلة القدر.
فأما البركة التي فيها فهي نزول القرآن، وقال أبو العالية: هي رحمة كلّها لا يوافقها عبد مؤمن يعمل إحسانا إلّا غفر له ما مضى من ذنوبه. وقال عكرمة: يكتب فيها الحاجّ حاجّ بيت الله جلّ وعزّ فلا يغادر منهم أحد ولا يزاد فيهم أحد فقيل لها: مباركة لثبات الخير فيها ودوامه. والبركة في اللغة. الثبات والدوام.
[سورة الدخان (44) : آية 4]
فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)
أي فيه الحكمة من فعل الله جلّ وعزّ.
[سورة الدخان (44) : آية 5]
أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)
أَمْراً مِنْ عِنْدِنا في نصبه «1» خمسة أقوال: قال سعيد الأخفش: نصبه على الحال بمعنى أمرين. وقال محمد بن يزيد: نصبه نصب المصادر أي إنّا أنزلناه إنزالا، والأمر مشتمل على الأخبار. قال أبو عمر الجرميّ: هو حال من نكرة، وأجاز على هذا: هذا رجل مقبلا. وقال أبو إسحاق: «أمرا» مصدر، والمعنى فيها يفرق فرقا و «أمرا» بمعنى:
فرق، والقول الخامس أن معنى يفرق يؤمر ويؤتمر فصار مثل: هو يدعه تركا.
__________
(1) انظر البحر المحيط 8/ 34.