اعراب القرآن

اعراب سورة الأحقاف اية رقم 11

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

11 - {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} -[1188]- جملة «وقال» مستأنفة، وجملة الشرط مقول القول، واسم «كان» يعود على القرآن. قوله «وإذ» : الواو عاطفة، «إذ» ظرف زمان للماضي متعلق بفعل مقدر أي: ظهر عنادهم إذ لم يهتدوا، وجملة الفعل المقدر معطوفة على جملة «قال» ، ولا تتعلق بقوله «فسيقولون» لاختلاف الزمانين؛ ولأن الفاء لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وجملة «فسيقولون» معطوفة على جملة الفعل المقدر.

التبيان في إعراب القرآن

وَأَمَّا جَوَابُ الشَّرْطِ فَمَحْذُوفٌ، تَقْدِيرُهُ: أَلَسْتُمْ ظَالِمِينَ. وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْوَاوُ عَاطِفَةً عَلَى فِعْلِ الشَّرْطِ. قَالَ تَعَالَى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ) : الْعَامِلُ فِي «إِذْ» مَحْذُوفٌ؛ أَيْ إِذْ لَمْ يَهْتَدُوا ظَهْرَ عِنَادُهُمْ. قَالَ تَعَالَى: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِمَامًا وَرَحْمَةً) : حَالَانِ مِنْ «كِتَابُ مُوسَى» . قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِسَانًا) : هُوَ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي مُصَدِّقٌ، أَوْ حَالٌ مِنْ كِتَابٍ؛ لِأَنَّهُ قَدْ وُصِفَ. وَيَجُوزُ أَنَّ يَكُونَ مَفْعُولًا لِمُصَدِّقٍ؛ أَيْ هَذَا الْكِتَابُ يُصَدِّقُ لِسَانَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (وَبُشْرَى) : مَعْطُوفٌ عَلَى مَوْضِعِ «لِيُنْذِرَ» . قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَلَا خَوْفٌ) : دَخَلَتِ الْفَاءُ فِي خَبَرِ «إِنَّ» لِمَا فِي «الَّذِينَ» مِنَ الْإِبْهَامِ؛ وَبَقَاءِ مَعْنَى الِابْتِدَاءِ بِخِلَافِ لَيْتَ وَلَعَلَّ. وَ (خَالِدِينَ فِيهَا) : حَالٌ مِنْ «أَصْحَابِ الْجَنَّةِ» . وَ (جَزَاءً) : مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ؛ أَيْ جُوزُوا جَزَاءً؛ أَوْ هُوَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ.

إعراب القرآن للنحاس

[سورة الأحقاف (46) : آية 11] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ روى ابن المبارك عن معمر عن قتادة قال: قال قوم من المشركين: نحن ونحن يفتخرون لو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان يعنون عمّارا وبلالا وصهيبا وضروبهم فأنزل الله جلّ وعزّ: يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ [البقرة: 105] . وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ زعم سيبويه «1» أن «إذ» لا يجازى بها حتّى يضمّ إليها «ما» ، وكذا «حيث» . قال أبو جعفر: والعلّة في ذلك أن «ما» يفصلها من الفعل الذي بعدها فتعمل فيه، وإذا لم تأت بما كان متّصلا بها وهي مضافة إليه فلم تعمل فيه فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ أي تقدّم مثله في سالف الدهور. [سورة الأحقاف (46) : آية 12] وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (12) إِماماً منصوب على الحال أي يؤتمّ به وَرَحْمَةً عطف على إمام أي ونعمة. وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا منصوب على الحال والضعيف في العربية يتوهّم أنه حال من نكرة لأن الذي قبله نكرة والحال من النكرة ليس بجيد ولا يقال في كتاب الله جلّ وعزّ ما غيره أجود منه فلسانا منصوب على الحال من المضمر الذي في مصدّق، والمضمر معرفة وجاز نصب لسان على الحال لأنه بمعنى مبين وكان علي بن سليمان يقول: في هذا هو توطئة للحال و «عربيا» منصوب على الحال، كما تقول: هذا زيد رجلا صالحا لتنذر الّذين ظلموا بالتاء، هذه قراءة المدنيين، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا «2» واختيار أبي عبيد لتنذر «3» بالتاء، واحتج بقوله جلّ وعزّ: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ [الرعد: 7] . قال أبو جعفر: والمعنى في القراءتين واحد، ولا اختيار فيهما من قرأ «لينذر» جعله للقرآن أو لله جلّ وعزّ، وإذا كان للقرآن فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو المنذر به وكذا إذا كان لله جلّ وعزّ فإذا عرف المعنى لم يقع في ذلك اختيار كما قال جلّ وعزّ: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ [الأنفال: 38] فقد علم أن الغافر هو الله جلّ وعزّ وا

للبحث في إعراب فتح الرحمن اضغط هنا

لدروس اللغة العربية اضغط هنا

"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"