اعراب القرآن

اعراب سورة الأحقاف اية رقم 26

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

26 - {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} جملة القسم وجوابه معطوفة على جملة {فَأَصْبَحُوا} ، «ما» موصولة في محل جر، «إن» نافية أي: مكَّنَّاهم في الذي ما مكَّنَّاكم فيه من القوة، وعدل عن لفظ «ما» النافية إلى «إن» لكيلا يجتمع متماثلان في اللفظ، الجار «لهم» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» ، وجملة «فما أغنى» معطوفة على جملة «جعلنا» ، «لا» زائدة لتأكيد النفي، «وشيء» نائب مفعول مطلق أي: إغناء قليلا أو كثيرًا، و «مِنْ» زائدة، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «أغنى» ، وجملة «حاق» معطوفة على جملة «ما أغنى» ، «ما» اسم موصول فاعل، الجار «به» متعلق بـ «يستهزئون» .

التبيان في إعراب القرآن

وَيُقْرَأُ عَلَى تَرْكِ التَّسْمِيَةِ بِالْيَاءِ؛ أَيْ لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ - بِالرَّفْعِ، وَهُوَ الْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ. وَيُقْرَأُ بِالتَّاءِ عَلَى تَرْكِ التَّسْمِيَةِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ) : «مَا» بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ. وَ «إِنْ» بِمَعْنَى مَا النَّافِيَةِ وَقِيلَ: «إِنْ» زَائِدَةٌ؛ أَيْ فِي الَّذِي مَكَّنَّاكُمْ. قَالَ تَعَالَى: (فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (قُرْبَانًا) : هُوَ مَفْعُولُ اتَّخَذُوا، وَ «آلِهَةً» بَدَلٌ مِنْهُ. وَقِيلَ: «قُرْبَانًا» مَصْدَرٌ، وَ «آلِهَةً» مَفْعُولٌ بِهِ؛ وَالتَّقْدِيرُ: لِلتَّقَرُّبِ بِهَا. قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ) : يُقْرَأُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْفَاءِ؛ أَيْ ذَلِكَ كَذِبُهُمْ. وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، مَصْدَرُ أَفَكَ؛ أَيْ صَرَفَ، وَالْمَصْدَرُ مُضَافٌ إِلَى الْفَاعِلِ أَوِ الْمَفْعُولِ. وَقُرِئَ: «أَفَكَهُمْ» عَلَى لَفْظِ الْفِعْلِ الْمَاضِي؛ أَيْ صَرَفَهُمْ. وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ مُشَدَّدًا. وَقُرِئَ «آفَكَهُمْ» مَمُدُودًا؛ أَيْ أَكْذَبَهُمْ. وَقُرِئَ: «آفِكُهُمْ» مَكْسُورُ الْفَاءِ مَمْدُودٌ مَضْمُومُ الْكَافِ؛ أَيْ صَارِفُهُمْ -. (وَمَا كَانُوا) : مَعْطُوفٌ عَلَى إِفْكِهِمْ. قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29))

إعراب القرآن للنحاس

بعيدة لأنّ فعل المؤنّث إذا تقدّم وكان بعده إيجاب ذكّرته العرب فيما زعم، وحكى: لم يقم إلّا هند لأن المعنى عنده: لم يقم أحد إلّا هند. [سورة الأحقاف (46) : آية 26] وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (26) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ قال محمد بن يزيد: «ما» بمعنى الذي و «إن» بمعنى «ما» أي ولقد مكّنّاهم في الذي مكّنّاكم فيه. وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فجاء السمع مفردا وما بعده مجموعا ففيه غير جواب منها أنّه مصدر فلم يجمع لذلك، ومنها أن يكون فيه محذوف أي وجعلنا لهم ذوات سمع، ومنها أن يكون واحدا يدلّ على جمع فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ تكون «ما» نعتا لا موضع لها من الإعراب، وإن جعلتها استفهاما كان موضعها نصبا. قال الفراء «1» : وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ أي عاد، قال: وأهل التفسير يقولون: أحاط ونزل. [سورة الأحقاف (46) : آية 27] وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى هذه لام توكيد. و «قد» عند الخليل وسيبويه بمعنى التوقّع مع الماضي فإذا كانت مع المستقبل أدّت معنى التقليل، تقول: قد يقوم أي يقلّ ذلك منه. فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (28) فَلَوْلا نَصَرَهُمُ لولا وهلّا واحد، كما قال: [الطويل] 425- بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا «2» __________ (1) انظر معاني الفراء 3/ 56. [.....] (2) الشاهد لجرير في ديوانه 907، وتخليص الشواهد ص 431، وجواهر الأدب ص 394، وخزانة الأدب 3/ 55، والخصائص 2/ 45، والدرر 2/ 240، وشرح شواهد الإيضاح 72، وشرح شواهد المغني 2/ 669، وشرح المفصل 2/ 38، والمقاصد النحوية 4/ 475، ولسان العرب (أمالا) ، وتاج العروس (لو) ، وللفرزدق في الأزهيّة 168، ولسان العرب (ضطر) ، ولجرير أو للأشهب بن رميلة في شرح المفصّل 8/ 145،

للبحث في إعراب فتح الرحمن اضغط هنا

لدروس اللغة العربية اضغط هنا

"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"