28 - {فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}
جملة «فلولا نصرهم» مستأنفة، «لولا» حرف تحضيض، الجار «من دون» متعلق بحال من «آلهة» ، والمفعول الأول لـ «اتخذوا» محذوف أي: -[1194]- اتخذوهم، «قربانًا» حال، و «آلهة» مفعول ثانٍ لـ «اتخذ» ، وجملة «ضلوا» مستأنفة، وكذا جملة «وذلك إفكهم» . قوله «ما» : اسم موصول معطوف على «إفكهم» .
إعراب القرآن للدعاس
بالفعل «سَمْعاً» مفعول به «وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً» معطوفان على سمعا «فَما» الفاء حرف استئناف وما نافية «أَغْنى» ماض «عَنْهُمْ» متعلقان بالفعل «سَمْعُهُمْ» فاعل أغنى «وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ» الكلام معطوف على سمعهم «مِنْ شَيْءٍ» مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق والجملة مستأنفة «إِذْ» ظرف لما مضى من الزمان يفيد معنى التعليل «كانُوا» كان واسمها «يَجْحَدُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كانوا وجملة كانوا في محل جر بالإضافة «بِآياتِ» متعلقان بالفعل «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَحاقَ» حرف عطف وماض «بِهِمْ» متعلقان بالفعل «ما» فاعل «كانُوا» كان واسمها «بِهِ» متعلقان بيستهزئون «يَسْتَهْزِؤُنَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كانوا وجملة كانوا صلة «وَلَقَدْ» انظر الآية السابقة «أَهْلَكْنا» ماض وفاعله «ما» مفعوله «حَوْلَكُمْ» ظرف مكان «مِنَ الْقُرى» متعلقان بمحذوف حال «وَصَرَّفْنَا» ماض وفاعله «الْآياتِ» مفعول به «لَعَلَّهُمْ» لعل واسمها «يَرْجِعُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر لعل والجملة الاسمية تعليل.
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 28 الى 30]
فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (28) وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)
«فَلَوْلا» الفاء حرف استئناف ولولا حرف تحضيض «نَصَرَهُمُ» ماض ومفعوله «الَّذِينَ» فاعله والجملة مستأنفة «اتَّخَذُوا» ماض وفاعله «مِنْ دُونِ» متعلقان بمحذوف حال «اللَّهِ» مضاف إليه «قُرْباناً» حال والجملة صلة «آلِهَةً» مفعول به ثان للفعل اتخذوا «بَلْ» حرف عطف «ضَلُّوا» ماض وفاعله «عَنْهُمْ» متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة «وَذلِكَ» الواو حرف استئناف ومبتدأ «إِفْكُهُمْ» خبر والجملة الاسمية مستأنفة «وَما» معطوفة على إفكهم «كانُوا» كان واسمها «يَفْتَرُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كانوا «وَإِذْ» حرف استئناف وظرف زمان «صَرَ
إعراب القرآن للنحاس
[سورة الأحقاف (46) : آية 28]
فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (28)
أي هلّا: قُرْباناً آلِهَةً يكون «قربانا» مصدرا، ويكون مفعولا من أجله، ويكون مفعولا و «الهة» بدل منه بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وإن شئت أدغمت اللّام في الضاد. وزعم الخليل وسيبويه «1» أن الضاد تخرج من الشقّ اليمين ولبعض النّاس من الشقّ الشمال.
وَذلِكَ إِفْكُهُمْ «ذلك» في موضع رفع بالابتداء «إفكهم» خبره والهاء والميم في موضع خفض بالإضافة ومثله سواء في الإعراب والمعنى. قال الفراء «2» : إفك وأفك مثل حذر وحذر أي هما بمعنى واحد. ويروى عن ابن عباس أنه قرأ أفكهم «3» على أنه فعل ماض والهاء والميم على هذه القراءة في موضع نصب، وفي إسنادها عن ابن عباس نظر ولكن قرئ على إبراهيم بن موسى عن إسماعيل بن إسحاق عن سليمان بن حرب عن حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا عطاء بن السائب قال: سمعت أبا عياض يقرأ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ فعلى هذه القراءة يكون وَما كانُوا يَفْتَرُونَ في موضع رفع على أحد أمرين إما أن يكون معطوفا على المضمر الذي في «أفكهم» ويكون المعنى وذلك أرداهم وأهلكهم هو وافتراؤهم إلّا أنّ العطف على المضمر المرفوع بعيد في العربية إلّا أن يؤكّد ويطول الكلام لو قلت: قمت وعمرو، كان قبيحا حتّى تقول: قمت أنا وعمرو أو قمت في الدار وعمرو. والوجه الثاني أن يكون «وما كانوا يفترون» معطوفا على ذلك أي وذلك أهلكهم وأضلّهم وافتراؤهم أيضا أهلكهم وأضلّهم. والقراءة البيّنة التي عليها حجّة الجماعة «وذلك إفكهم» أي وذلك كذبهم وما كانوا يفترون على هذه القراءة معطوف على إفكهم أي وذلك إفكهم وافتراؤهم تكون ما والفعل مصدرا فلا تحتاج إلى عائد لأنها حرف فإن جعلتها بمعنى الذي لم يكن بدّ من عائد مضمر أو مظهر. فيكون التقدير والذي كانوا يفترونه ثم تحذف الهاء ويكون حذفها حسنا لعلل منها طول الاسم وأنه لا يشكل مذكّر بمؤنّث وأنه رأس آية وأنه ضمير متّصل، ولو كان منفصلا لبعد الحذف، وإن كان بعضهم قد قرأ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ [الأنعام: 154] بمعنى على الذي هو أحسن، وتأوّل بعضهم قول سيبويه «4» «هذا باب علم ما الكلم» بمعنى الّذي هو الكلم، وروى بعضهم «هذا باب علم ما الكلم» بغير تنوين على أنه حذف أيضا هو وفيه من البعد ما ذكرنا فإذا كان متصلا حسن الحذف كما قرئ