21 - {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}
«يا قومِ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف. قوله «فتنقلبوا خاسرين» : الفاء سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء، والمصدر معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق، التقدير: لا يكن منكم ارتداد فانقلابٌ، و «خاسرين» حال من الواو في «تنقلبوا» .
إعراب القرآن للدعاس
منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة تخفيفا «اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» اذكروا فعل أمر وفاعل ونعمة مفعول به وعليكم متعلقان بنعمة ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مقول القول «إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ» فيكم متعلقان بجعل وهما المفعول الأول وأنبياء المفعول الثاني والظرف إذ متعلق بنعمة والجملة في محل جر بالإضافة «وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً» الكاف مفعول أول وملوكا مفعول ثان والجملة معطوفة «وَآتاكُمْ ما» اسم الموصول ما هو المفعول الثاني لآتاكم والجملة معطوفة «لَمْ يُؤْتِ أَحَداً»
يؤت مضارع مجزوم بحذف حرف العلة وفاعله هو وأحدا مفعوله والجملة صلة الموصول «مِنَ الْعالَمِينَ» متعلقان بمحذوف صفة أحد.
[سورة المائدة (5) : الآيات 21 الى 22]
يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (21) قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ (22)
«يا قَوْمِ» يا أداة نداء قوم منادى مضاف «ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ» فعل أمر وفاعله ومفعوله والمقدسة صفة «الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ» اسم الموصول في محل نصب صفة ثانية والجار والمجرور متعلقان بكتب والجملة صلة الموصول «وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ» ترتدوا مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال «فَتَنْقَلِبُوا» عطف على ترتدوا مجزوم مثله «خاسِرِينَ» حال «قالُوا يا مُوسى» منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب والجملة مقول القول «إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ» إن واسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها وجبارين صفة «وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها» إن واسمها وجملة «لَنْ نَدْخُلَها» خبرها والجملة الاسمية: إنا لن معطوفة بالواو «حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها» مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى والمصدر المؤول في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بندخلها ومنها متعلقان بيخرجوا «فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط تعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله والجملة مستأنفة «فَإِنَّا داخِلُونَ» الفاء رابطة وإن ونا اسمها وداخلون خبرها والجملة في محل جزم جواب الشرط.
[سورة
إعراب القرآن للنحاس
يا قوم اذكروا «1» بضم الميم وكذلك ما أشبهه وتقديره يا أيّها القوم كما قال: [البسيط] 119-
ويلا عليك وويلا منك يا رجل «2»
إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ لم ينصرف لأن فيه ألف تأنيث. وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً قيل تملكون أمركم لا يغلبكم عليه غالب، وقيل جعلكم ذوي منازل لا يدخل عليكم فيها إلا بإذن. وروى أنس بن عياض عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك: لا أعلمه إلا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من كان له منزل أو قال بيت يأوي إليه وزوجة وخادم يخدمه فهو ملك» «3» . ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ حذفت الياء للجزم، ويجوز إثباتها في الشعر.
[سورة المائدة (5) : آية 21]
يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (21)
يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ يعني بيت المقدس والْمُقَدَّسَةَ نعت للأرض أي المطهّرة من كثير من الذنوب بكثرة الأنبياء فيها. الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ نعت أي كتب لكم سكناها. وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ أي لا ترجعوا عن طاعتي. فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ جواب النهي.
[سورة المائدة (5) : آية 22]
قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ (22)
قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً اسم «إن» . جَبَّارِينَ نعت والخبر في الظرف. حَتَّى يَخْرُجُوا نصب بحتى ولا يجوز رفعه لأنه مستقبل.
[سورة المائدة (5) : آية 23]
قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)
قالَ رَجُلانِ ويجوز الإدغام إدغام اللام في الراء ويجوز إسكان الجيم من رجلين لثقل الضمة. مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ ومن قرأ يَخافُونَ «4» قال: هما جبّاران من الله عليهما بالإسلام ومن فتح الياء قال: هما من أصحاب موسى الذين يخافون الجبارين، وقد يجوز على هذه القراءة أن يكونوا من الجبّارين.
__________
(1) هذه قراءة ابن محيصن، انظر البحر المحيط 3/ 469.
(2) الشاهد للأعشى في ديوانه ص 107، وخزانة الأدب 8/ 394، وشرح المفصّل 1/ 129، ولسان العرب (ويل) ، والمحتسب 2/ 213،